هل يمكن حقا التلاعب في نتائج الانتخابات الأمريكية؟

الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 06:11 ص

اليوم، ومع تبقي أقل من ساعات على بدء الانتخابات في أمريكا، تتعالى أصوات تعرب عن قلقها بأن تتم قرصنة الانتخابات. فانتخابات 2016 كانت مليئة بأحداث القرصنة التي أصابت كلا المشاركين بالسباق الرئاسي، كان أسوأها فضيحة الإيميلات الروسية المحذوفة مؤخرًا بعد قرصنة بريد «هيلاري كلينتون» الإلكتروني الشخصي.

والآن وبعد أن ظهر دور قراصنة الانترنت في الحملات الانتخابية، هل سيعني ذلك أن نتيجة الانتخابات قد يتم التلاعب بها؟

نقطة الضعف القاتلة.. الأمر ليس مستحيلًا

مثل معظم الأجهزة الالكترونية التي ستراها في الجهات الحكومية، فإن آلات التصويت التي تستعمل في الانتخابات تبدو سيئة للغاية. ابتداء من سعرها المرتفع، وقدمها، وانتهاء بأنها عرضة للفشل في أي لحظة، كما أن شكلها الخارجي ليس جيدا أيضًا. وليس التلاعب بها أمرا مستحيلا. أسهل طرق هذا التلاعب أن تقتحم مكان الانتخابات وتفتح الآلة يدويًا، عندها سيصبح متاحًا أن تحمِّل البرنامج الذي تريده بدلًا من برنامج الاقتراع الموجود على الجهاز بالفعل. وعلى الرغم من أن خبراء الحاسوب حذروا اللجان الانتخابية لأكثر من عشر سنوات من نقطة الضعف هذه، إلا أن استجابة تلك اللجان كانت بطيئة للغاية وأخذت تتطور قليلا عبر السنين.

«لا يوجد جهاز تصويت في العالم عصي على الاختراق»، وفقا لـ«أندرو أبل» عالم الكمبيوتر ، وأحد الشخصيات الرئيسية التي حذرت من خطورة استخدام تلك الأجهزة/ لأنه وعلى حد قوله:«تلك الأجهزة ببساطة تعمل بأوامر النظام المثبت عليها، هذه قاعدة عامة»، وبالتالي عندما يستطيع أي شخص أن يصل لتلك الأجهزة فإنه سيتلاعب بالنتيجة كيفما شاء!

الأمر الذي يعزز من نظام الحماية في تلك الآلات، هو ورق التصويت، فالتصويت يتم من خلال ورقة، يضع فيها الناخب علامة، ثم يمررها على الجهاز الذي يحتوي على ماسح ضوئي ثم إلى قارئ بصري يميز تلك العلامة. النظام الثاني هو شاشة تعمل باللمس يختار فيها الناخب مرشحه ثم تطبع له الآلة ورقة تؤكد أن التصويت تم لذلك الناخب. ذلك الورق، سواء في النظام الأول أو الثاني، يمنع التلاعب بالأصوات وتغيرها، كما أنه يسمح بإعادة التدقيق في النتائج إذا حدث شك فيها مع إمكانية متابعة سير العملية الانتخابية أولًا بأول. ولكن في الانتخابات القادمة، سيصوت 20% من الأمريكيين على أجهزة لا تحتوي على ورق تصويت من الأساس، مما سيزيد من احتمالات التلاعب.

من هنا تبدأ الصعوبة

في نفس الوقت، هناك فرق شاسع بين قرصنة جهاز اقتراع واحد، والتلاعب بنتيجة الانتخابات ككل. فأجهزة الاقتراع غير متصلة ببعضها البعض، في الواقع، فإنها ليست متصلة بالانترنت من الأساس. لذا كي تتلاعب بالنتيجة ككل، سيكون عليك أن تصل إلى كل آلة من آلات الاقتراع على حدة. وهذا مستحيل بالطبع.

قد نفترض أن أنصار أحد المرشحين سيستطيع الوصول إلى مستودع كامل لآلات التصويت، فإن أقصى ما يستطيع فعله هو الوصول إلى منطقة واحدة أو اثنتين، ولكن كي تصل إلى كم الأصوات الذي يغير من نتيجة الانتخابات، سيكون عليك أن تصل إلى كل آلات الاقتراع بتنسيق شديد ودقيق للغاية، لمئات الدوائر الانتخابية، وبالطبع هذا سيكون أمرًا شبه مستحيل، فذلك ليس كالقرصنة الرقمية، لأنه يجب أن يتم على أراضٍ أمريكية وتحت رقابة لجنة مراقبة الانتخابات. إذا حدث شيء كهذا فأنت تتحدث على أكبر مؤامرة ستحدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. قرصنة بعض أجهزة الاقتراع أو حتى تعطلها لن يكون له ذلك المقدار من التأثير في النتيجة الكلية للانتخابات الأكثر إثارة للجدل في العقد الماضي.

الفوضى.. الورقة الأخيرة

كما هدد «دونالد ترامب» ضمنيًا في أحد خطاباته، فإن النتيجة لن تكون جيدة إذا خسر في الانتخابات مهددًا أن يشيع أنصاره الفوضى في حالة خسر أمام «كلينتون». وهذه قصة أخرى، فالتلاعب الالكتروني يسهل احتواؤه، ولكن الفوضى التي يهدد بها ستصل إلى الناخبين أنفسهم، مع سيناريوهات مخيفة تكون الأقليات هم ضحاياها الأوائل، خاصة مع خطاب عنصري مثل خطاب «دونالد ترامب».

  كلمات مفتاحية

ترامب كلينتون الانتخابات الأمريكية قرصنة الانتخابات