كردستان يرفض اتهامات إيرانية بدعم معارضين لها بالتنسيق مع السعودية

الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 10:11 ص

استنكرت حكومة إقليم كردستان العراق، اتهامات إيرانية حول دعم الإقليم معارضين لطهران، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية.

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان «فلاح مصطفى بكر»، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء: «نرفض هذه التصريحات، ونؤكد أننا ملتزمون بحماية المصالح المشتركة، خاصة مع جيراننا، وبتطوير العلاقات مع تلك الدول المجاورة».

وكان مساعد المرشد الإيراني ومستشاره للشؤون الدفاعية «يحيى رحيم صفوي»، قد هدد إقليم كردستان العراق، وقال إن سلطات الإقليم تسمح للقنصلية السعودية، بإيصال الدعم والتسليح لأعداء إيران.

واتهم «صفوي» رئيس إقليم كردستان «مسعود بارزاني»، قائلا: «إن البارزاني يسمح للقنصلية السعودية بتسليح أعداء الثورة، محذرا من مغبة هذه النشاطات».

واتهم المسؤول الإيراني، إقليم كردستان، بإقامة صلات مع من وصفهم بـ«الصهاينة»، معتبرا أن ذلك هو سبب المشاكل بين أربيل وبغداد.

واعترف «صفوي» بوجود أواصر جيدة لطهران مع حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة «جلال طالباني»، بخلاف العلاقة مع حزب «بارزاني» (الحزب الديمقراطي الكردستاني).

في المقابل، نفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، أن يكون عمل البعثات الدبلوماسية في الإقليم خارج السياقات القانونية، موضحا أن عملها ينظم وفق الاتفاقيات الدولية، وجرى اعتمادها من الحكومة الاتحادية العراقية.

وقال «بكر»: «لن نسمح لأحد بأن يزعزع أمن واستقرار إقليم كردستان، ولا نسمح له بأن يصبح عامل تهديد لأمن أية دولة أخرى، في إشارة إلى الأحزاب الكردية المعارضة لطهران، والتي تقيم مكاتب ومقرات في شمال العراق».

وبحسب تقارير إعلامية لوسائل محلية في كردستان، فإن سبب تراجع العلاقات بين إيران و«بارزاني» يعود إلى رفضه السماح لإيران بالحصول على ممر بري عبر إقليم كردستان، يربط بين إيران وسوريا، لنقل الدعم العسكري للنظام السوري عقب الثورة السورية في 2011.

يذكر أن عدد الأكراد في إيران يبلغ حوالي 9 ملايين نسمة، وبهذا يشكل الأكراد في إيران ثاني أكبر تجمع سكاني كردي بعد أكراد تركيا، ويتوزعون كأغلبية في 3 أقاليم وهي كردستان وكرمانشان (كرمانشاه) وعيلام (إيلام) وكأقلية كبيرة في إقليم آذربيجان الغربي إلى جانب الأغلبية التركية الآذربيجانية.

وتتراوح مطالب الأكراد بين الاستقلال والفيدرالية القومية، وأهم الأحزاب الكردية هي «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» بزعامة «مصطفى هجري»، و«حزب كوملة كادحي كردستان إيران» بزعامة «عبدالله مهتدي»، و«حزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة «خالد عزيزي»، و«حزب الحرية الكردستاني»، و«حزب حياة كردستان الحرة» (بيجاك) الفرع الإيراني لحزب «العمال الكردستاني» التركي.

ويعد الحزب «الديمقراطي الكردستاني الإيراني» الحزب الأم لكافة الأحزاب الكردية في المنطقة، حيث أنشئ عام 1946 أثناء الحرب العالمية الثانية، وأسس الحزب بقيادة زعميه المؤسس «قاضي محمد» أول جمهورية كردية عاصمتها مدينة مهاباد، وعرفت هذه الجمهورية باسم جمهورية مهآباد.

وفي حديثه نسف الجنرال الإيراني «صفوي» الهوية الكردية بالكامل، محاولا وصفها كوجه آخر للهوية الفارسية في الوقت الذي يعتز الأكراد بهويتهم ولغتهم وثقافتهم المستقلة، فقال: «إن أكراد العراق جذورهم آرية ولغتهم فارسية، لذا عليه الأخذ بالحيطة والحذر في هذه اللعبة السياسية (المطالبة بالاستقلال) لأنهم إذا ابتعدوا عن إيران سوف يأتيهم الضرر».

  كلمات مفتاحية

السعودية العراق إيران كردستان المعارضة مسعود بارزاني

هل تنجح مساعي إيران في تقسيم إقليم كردستان العراق؟