الحرب في سوريا: الأسطول الروسي يستعد للحسم في حلب

الأربعاء 9 نوفمبر 2016 05:11 ص

تعتزم الطائرات الحربية الروسية استئناف غاراتها على حلب خلال الساعات القليلة القادمة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وكانت روسيا قد قالت الاثنين إنها سوف تلتزم بوقف الغارات على مناطق شرق حلب ما لم تشن جماعات المعارضة المسلحة هجوما.

وأرسلت موسكو الثلاثاء أول إشارة إلى استكمال استعداداتها لتوجيه ضربات عسكرية عنيفة في حلب خلال أيام، تشارك فيها الطائرات والسفن الحربية والصواريخ المجنحة، بهدف قطع الطريق أمام محاولات «اختراق» غرب حلب وحسم المعركة في شرقها.

ضربات واسعة النطاق في محيط حلب

ونقلت شبكة «غازيتا رو» الإلكترونية عن مصدر عسكري روسي الثلاثاء، أن مجموعة السفن التي وصلت إلى منطقة قريبة من الشواطئ السورية وتتقدمها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي «بطرس الأكبر» المزود بصواريخ استراتيجية، تستعد «في غضون أيام لتوجيه ضربات في محيط حلب».

وأكد المصدر أن الضربات التي ستستخدم فيها الصواريخ المجنحة من طراز «كاليبرا» ستوجّه إلى أماكن تمركز المقاتلين المعارضين «في أطراف المدينة ولن تطاول الأحياء السكنية المكتظة».

وأشار المصدر الذي وُصف بأنه مسؤول في وزارة الدفاع، إلى أنه «إضافة إلى حاملة الطائرات والطراد النووي الصاروخي ستشارك في توجيه الضربات إلى حلب مجموعة السفن المضادة للغواصات التي انضمت أخيراً إلى الحشود العسكرية البحرية في المتوسط، موضحاً أن «الهدف الرئيس للضربات المشتركة من السفن والمقاتلات البعيدة المدى ومجموعة الطائرات المرابطة في قاعدة حميميم، هو قطع الطريق على محاولات الإرهابيين الساعين إلى تحقيق تقدم في حلب».

ووصف المصدر الروسي الضربات التي يتم التخطيط لها بأنها ستكون واسعة النطاق، مضيفاً أن القوات الروسية «ستستخدم طرازات حديثة من الأسلحة، بينها صواريخ «كاليبرا» عالية الدقة».

لكن الشبكة الإلكترونية أوضحت أن مجموعة السفن الروسية في المنطقة ليست مزودة بهذه الصواريخ ما يعني ترجيح أن يتم إطلاقها من غواصات روسية موجودة في المتوسط حالياً، بحسب تأكيدات مصادر عسكرية بريطانية أشارت كذلك إلى احتمال أن تقوم روسيا بإطلاق صواريخ مجنحة من مقاتلات «توبوليف» الاستراتيجية.

خريطة شاملة

وأوردت «غازيتا رو» تأكيد وزارة الدفاع الروسية أنها «استكملت تقريباً وضع خريطة شاملة بأماكن تمركز الإرهابيين ومسارات تحركاتهم، والتحصينات، ومعسكرات التدريب، ومخازن الأسلحة ومنافذ الإمداد».

 ولتوضيح اتساع الضربات المزمعة وقوتها، قال المصدر العسكري إنه بالمقارنة مع توجيه الضربات السابقة من بحر قزوين التي سمحت بتدمير نحو عشرة مواقع، «فإن يومين أو ثلاثة أيام من الضربات المركزة ستكون كافية هذه المرة لتدمير مئات المواقع التابعة للإرهابيين»، على حد قوله.

وقال المصدر: «يمكنكم نسيان قضية الدعم الخارجي للإرهابيين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية» بعد توجيه سلسلة الضربات الجديدة.

قوات نظامية تتقدم في حلب

جاء ذلك فيما عاودت القوات النظامية وميليشيات موالية لها تقدمها في حلب بعد تراجعها في الأيام الماضية أمام هجوم ضخم شنته فصائل المعارضة بهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة.

وفيما أعلن الجيش السوري و «حزب الله» اللبناني أنهما سيطرا على مشروع 1070 شقة وتلال قريبة منها في جنوب غربي حلب، قالت المعارضة إن المعارك ما زالت مستمرة في هذه المنطقة.

وكان الأمين العام للحزب، «حسن نصر الله»، تعهد في وقت سابق بمواصلة القتال في سوريا، مؤكدا أن مقاتلي حزبه سوف يستمرون في تحمل «المسؤوليات الجسام» هناك.

وأصبح «حزب الله» جزءا لا يتجزأ من تحالف القوى المدعوم من إيران وروسيا الذي لعب دورا حيويا في بقاء «الأسد» بالسلطة حتى الآن، ومحاربة فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تسعى للإطاحة به.

على صعيد آخر، واصلت «قوات سورية الديموقراطية» تقدمها في اتجاه الرقة في شمال شرقي سورية، على رغم استمرار التحفظات التركية. وقال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» الثلاثاء إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد «الدولة الإسلامية» من الرقة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات -في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وهي جزء من «قوات سورية الديموقراطية»- ستشارك فقط في حصار الرقة من دون أن تدخلها.

المصدر | الحياة +الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا حلب الأسطول الروسي