مصر .. استنفار أمني وإخلاء مدن جامعية قبيل مظاهرات «ثورة الغلابة»

الخميس 10 نوفمبر 2016 04:11 ص

تشهد القاهرة، وعدة مدن مصرية، حالة من الاستنفار الأمني والانتشار المكثف لقوات الأمن، صاحبها إخلاي بعض المدن الجامعية من الطلاب، قبل ساعات من دعوات للتظاهر غدا الجمعة تحت شعار «ثورة الغلابة».

وقالت مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد»، وشهود عيان، إن إدارة المدينة الجامعية في محافظة قنا (جنوب) أجبرت الطلاب على إخلاء المدينة الجامعية (السكن الطلابي) فجر اليوم.

ووفق الشهود، لم تكن هناك مواصلات لعودة الطلاب إلى بلادهم في هذا التوقيت المبكر، وظلوا متكدسين لبعض الوقت في مواقف السيارات.

كما طلبت إدارة المدينة الجامعية للطالبات بجامعة الأزهر بمدينة نصر، الطالبات بمغادرة المدينة، على أن تكون العودة مرة أخرى الأحد المقبل.

الأمر نفسه تكرر في جامعة أسيوط (جنوب)، رغم نفي الجامعة لهذا الأمر، إلا أن الكثير من المصادر تؤكد صحته.

من جهتها، أعربت جماعة الإخوان المسلمين، عن بالغ قلقها إزاء التحركات الأمنية لسلطات الانقلاب المجرمة، في مواجهة دعوات الاحتشاد والغضب الشعبي، يوم غد الجمعة..

وتحذر الجماعة سلطات الانقلاب من المساس بالأسرى المعتقلين في سجون الانقلاب العسكري، وتحملها المسؤولية الكاملة تجاه سلامة الأسرى المعتقلين، الذين تحتجزهم كرهائن منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013، وحتى الآن.

استنفار أمني

يأتي ذلك فيما تمركزت آليات شرطية، وقوات الأمن في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، وسط القاهرة، بكثافة.

كما تمركزت آليات عسكرية وعناصر من الجيش، بوسط الميدان، وسط حالة من الاستنفار بشوارع منطقة وسط القاهرة.

ويعد ميدان التحرير، رمزًا لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أجبرت الرئيس الأسبق «حسني مبارك» على التنحي في 11 فبراير/شباط من العام ذاته، بعد نحو 30 عامًا في الحكم.

كما تكرر مشهد الاستنفار الأمني في عدة مدن، بالبلاد، لتأمين المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والمناطق السياحية، استعدادًا للدعوات المطالبة بالتظاهر، وفق وسائل إعلام محلية.

وانتشرت قوات الأمن بالميادين الكبرى بعدة مدن أبرزها الإسكندرية (شمال)، السويس وبورسعيد (شمال شرق)، سوهاج (جنوب)، إلى جانب أغلب مدن دلتا النيل، شمال.

وجددت «حركة غلابة» (مستقلة/ توجه من الخارج)، الداعية لتظاهرات 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري (بعد غدِ الجمعة)، في بيان لها مساء الأربعاء، عبر صفحتها بموقع »فيسبوك»، دعوتها للمواطنين، بالتظاهر الجمعة، وما بعدها، لـ»إسقاط النظام».

وبجانب الانتشار الأمني، الذي يكاد يكون غير مسبوق الكثافة منذ فترة بعيدة، حول الميادين الرئيسية والسجون ومؤسسات حكومية مهمة، تتصاعد حدة الخطاب الإعلامي المهاجم لدعوة التظاهر، من قِبل داعمين للنظام.

وتصدر شاشات البرامج الحوارية، على مدار الأيام الماضية، شخصيات قريبة من السلطات، تحذر المواطنين من النزول في ذلك اليوم.

وبحسب تقارير محلية، أعلنت أجهزة الأمن، الأربعاء، حالة الاستنفار الأمني القصوى ورفع حالة الاستعداد إلى الحالة «ج» (الحالة القصوى للاستعداد الأمني)؛ تحسبًا لدعوات التظاهر.

ونقلت صحيفة أخبار اليوم (مملوكة للدولة)، عن مصادر أمنية (لم تسمها) قولها إنه «تم وضع خطة أمنية محكمة للتأمين، تعتمد على الانتشار المكثف في جميع الأنحاء والميادين العامة والشوارع الرئيسية؛ للتصدي لأية محاولات خارجة عن القانون».

كما شملت الخطة تكثيف التواجد الأمني في معاقل جماعة الإخوان المسلمين، مثل مناطق كرداسة وناهيا (غربي القاهرة)، لـ«ضبط المتظاهرين التابعين للجماعة في ذلك اليوم».

ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر يوم الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحت عنوان «ثورة الغلابة (الفقراء)» للمطالبة برحيل النظام احتجاجا على ارتفاع الأسعار.

ورغم أنه لم تتبن أي جهة معارضة، الدعوة، لكنها حظيت بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إجراءات تقشفية جديدة في بلد تجاوزت فبه نسبة الفقر الـ27%، بحسب إحصاءات رسمية.

وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توقع الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، في تصريحات صحفية، فشل دعوات «ثورة الغلابة»، المطالِبة برحيله.

وقال «السيسي» :«المصريون أكثر وعياً مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يُسىء، لذا كل الجهود التي تُبذل من جانب هذه العناصر وأهل الشر (مصطلح يستخدمه عادة ضد مناوئيه) مصيرها الفشل».

وطالب «السيسي»، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ«اليقظة والحذر»، وذلك خلال اجتماع ضم قيادات أمنية.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

ثورة الغلابة مصر استنفار أمني مدن جامعية