قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه مع انتخاب «دونالد ترامب» رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن لأي دولة أو تحالف عالمي أن يعتمد على واشنطن كحليف قوي.

جاء ذلك في تحليل نشرته الصحيفة للصحفي الأمريكي البارز «ماكس فيشر»، تحت عنوان «السياسة الخارجية الضبابية لترامب تزيد مخاطر عدم الاستقرار العالمي».

وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى السياسة الخارجية الضبابية وغير الواضحة لـ«ترامب»، وموقفه الغريب من العديد من القضايا، مشيرة إلى أنه حتى الأمور الواضحة في سياسته قد تتغير بين عشية وضحاها وهو ما يجعل واشنطن حليف لا يعتمد عليه الآن.

وقالت إنه مع تصريحات ترامب التي غالبا ما تكون غير متناسقة أو متناغمة مع بعضها البعض، أو من الصعب تحليلها، فإنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في المستقبل تجاه العديد من القضايا والملفات وأيضا التحالفات العالمية.

وخلص «فيشر» في تحليله إلى أنه على الحلفاء قبل الخصوم أن يبحثوا من الآن عن بديل آخر قوي غير أمريكا، يعتمدون عليه في المستقبل.

وعزز الصحفي الأمريكي ما ذهب إليه برأي «جيمس جولدير»، الخبير الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية، والذي قال أيضا إنه مع الرئيس الجديد «سنرى الكثير من الخوف والقلق لدى حلفاء أمريكا»، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء قد يحاولون فعل شيء إزاء تلك المخاوف.

وأضاف «جولدير» أن حلفاء أمريكا في أوروبا وكذلك في آسيا لا يمكن أن ينتظروا ماذا سيفعل ترامب ولكنهم سيضطرون إلى وضع خطط بديلة من الآن.

 وبين أن دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وفرنسا قد تقرر عدم الاعتماد على أمريكا مع «ترامب» حتى لو كان ذلك يعني التغاضي عن النفوذ الروسي على أوروبا الشرقية.

ووفق الصحيفة، فإنه مع «ترامب» لابد للكثير من الدول أن تتوقع تغير شكل التحالفات العالمية، والعودة إلى خريطة تحالفات تمت في عهود سابقة، مشيرة إلى أنه على الدول الاستعداد لعالم «غير مألوف» على الإطلاق مستقبلا.

وعن الاتفاق النووي الإيراني وتعهد «ترامب» في وقت سابق بتمزيقه، قالت الصحيفة الأمريكية إن ما هو شبه مؤكد الآن أن هذا الاتفاق أصبح «في خطر أكثر من أي وقت مضى».

وتحدى الجمهوري «ترامب» كل استطلاعات الرأي، وفاز أمس بالانتخابات الرئاسية، واعترفت الديموقراطية «هيلاري كلينتون» بهزيمتها.

ففي حوالي الساعة 3:00 بتوقيت نيويورك من يوم الثلاثاء، بلغ رصيد «ترامب» من المجمع الانتخابي 279 صوتا، مقابل 218 لـ«كلينتون»، ليفوز بالانتخابات محققا نحو 79 صوتا أكثر من الرقم الذي يحقق له الفوز، وهو 270.

بينما حصل على أصوات شعبية تزيد عن منافسته بما يقل قليلا عن مليون صوت.