استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغارات الجوية على العراق تحمل المخاطر مع تفكير أوباما في الخيارات

الثلاثاء 17 يونيو 2014 06:06 ص

طوني كباشو - ديفيد ليرمن / بولمبرج - ترجمة الخليج الجديد

الغارات الجوية التي يفكر الرئيس «باراك أوباما» في القيام بها ضد المتشددين الاسلاميين في العراق يمكن أن تكون فوضوية وغير حاسمة مثل الحرب التي اعتقدت الولايات المتحدة أنها أنهتها هناك في عام 2011.

على عكس الضربات التي سبقت التدخل البري في حربي العراق وأفغانستان، تأتي الهجمات الجوية هذه المرة بتشجيع ودعم من الحكومة العراقية مما يعطي الولايات المتحدة السيطرة الكاملة تقريبا على سماء العراق لكبح هجوم المتشددين السنة.

لكن ومع كل القوة النارية المتاحة للطائرات والصواريخ الأمريكية مع وجود حاملة الطائرات بالفعل في الخليج الفارسي، فإن الغارات الجوية تخاطر بالضحايا المدنيين ويمكن أن لا تكون كافية لهزيمة عدو غير نظامي يتحرك من خلال المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حسبما قال محللون عسكريون ومسؤولون في الادارة بعد

وقال «إريك إيدلمان»، وكيل وزارة الدفاع السابق للسياسة في ادارة الرئيس «جورج دبليو بوش» «يحتاج المرء أن يكون حذرا للغاية بشأن السلبيات، ويلزم الغارات الجوية لتكون فعالة نوع ما من التواجد الأمريكي على الأرض» لتمييز المسلحين عن المدنيين.

وقد استبعد «أوباما» ارسال قوات برية أمريكية إلى العراق، حتى مع فتح الباب أمام القيام بضربات جوية وزيادة المساعدات العسكرية لمساعدة الحكومة العراقية على هزيمة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.

المتحكمون على الأرض

 وقال الكولونيل المتقاعد «بيتر منصور»، الآن أستاذ التاريخ العسكري في جامعة «ولاية أوهايو» والذي ساعد في تنفيذ إدارة بوش لزيادة القوات في العراق في عام 2007 «القوة الجوية الأمريكية يمكن أن تساعد، لكن نحتاج لمراقبين جويين على الأرض للمساعدة في عملية الاستهداف».

وعبر وزير الخارجية «جون كيري» عن دعمه لاحتمالية توجيه ضربات جوية اليوم في مقابلة مع ياهو نيوز.

وقال «كيري»: «ليست الضربات الجوية هي كل شيء، ولكنها إحدى الخيارات المهمة التي يمكن أن تحد من تقدم وتحرك المتشددين الذين يروعون الناس».

القضية الكبرى لـ «أوباما» هو أن يزن ما إذا كان سلاح الطيران الأمريكي هو ضروري لوقف تقدم «داعش»، والذي يبدو أنه تباطأ في الأيام الأخيرة وحتى الآن لم يصل إلى ما بعد المناطق ذات الأغلبية السنية والتي كانت الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة لا تحظى فيها بشعبية.

الدعم المحلي

«كولن كال»، الأستاذ في جامعة «جورج تاون» في واشنطن والذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع في فترة أوباما الأولى، قال إنه من دون الدعم المحلي، «فلا يستطيع 5 ألاف أو 10 ألاف رجل يحملون الأسلحة احتلال والسيطرة على غرب وشمال العراق، حيث كنا هناك مع 50 ألف جندي ولم نستطع السيطرة على المنطقة بشكل كامل».  

الولايات المتحدة لديها مجموعة رائعة من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار في المنطقة. حاملة الطائرات جورج بوش الأب، الآن في الخليج الفارسي، يوجد على متنها 65 طائرة، بما في ذلك 44 من القاذفات المقاتلة «F/A-18» وخمسة طائرات للتشويش الإلكتروني «EA-6B»، وفقا لأرقام البحرية.

ويرافق الحاملة طراد الصواريخ الموجهة «يو اس اس بحر الفلبين» والمدمرة «USS Truxton». وكل منها مجهز بأحدث طراز من صواريخ «توماهوك كروز»، والتي تستطيع التحليق لهدف، ثم تحلق في أنماط بحيث يمكنها اعادة استهداف المتشددين المتحركين.

كما تمتلك القوات الجوية الأمريكية قواعد في قطر والكويت وغيرها من المواقع، بما في ذلك الطائرات بدون طيار «ريبر و90» طائرة مقاتلة.

إحجام السنة

أبدت الأنظمة السنية في الخليج ترددها في السماح للطائرات الامريكية باستخدام القواعد الموجودة على أراضيها لمهاجمة السنة الذين ينتمون اليها، وحتى متطرفي «داعش»، حسبما قال مسؤول امريكي يوم أمس، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن الاتصالات الدبلوماسية. بعض القادة الإقليميين، كما يقول المسؤول، أشاروا الى أنهم سيعتبرون المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي» التي يقودها الشيعة بمثابة دعم غير مباشر لإيران التي يعتبرونها عدوا.

وقال المسؤول العسكري والمخابرات الأمريكية إنه وفي حين ان الولايات المتحدة لديها قدرة غير محدودة تقريبا على توجيه ضربات جوية من خلال الطائرات المقالتة والطائرات بدون طيار دون مقاومة كبيرة، إلا أن العائق الرئيسي لفعل ذلك يكمن في نقص المعلومات الاستخباراتية بشأن الأهداف المتحركة التي قد تتداخل في كثير من الحالات مع المدنيين.

وحتى حجم قوة الجهاديين تظل محل شك، حيث إنهم وبالرغم من القول إنه يملكون أقل من 10 ألاف مقاتل، غير أن احتمالية وجود مقاتلين أخرين تجعل من الصعب تقدير الحجم الحقيقي لتلك القوات. 

الاستخبارات المتناقصة

تأكلت المخابرات الأمريكية حول العراق بشكل كبير منذ أن سحب أوباما آخر جندي أمريكي من البلاد في نهاية 2011، وفقا لمسؤولين أمريكيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخول لهم الحديث عن مسائل عسكرية علنا.   

منذ ذلك الحين، وحسبما المسؤولون، تعتمد الوكالات الاستخباراتية والجيش الأمريكي بشكل متزايد على الجيش وتقارير ومصادر الحكومة العراقية وعلى المصادر العامة التي تتحدث عن جماعات التمرد الاسلامي مثل «داعش» والميليشيات الشيعية. ومعظم المعلومات عن المجموعات السنية ثبت أنها مبالغ فيها في حين أن التقارير عن القوات الشيعية ودور فيلق القدس الإيراني والأجهزة الاستخباراتية التي تدعمهم كانت سطحية، في أحسن الأحوال، كما قال اثنان من المسؤولين..

ومما يزيد من تعقيد الأمور، يتواصل القادة إلى حد كبير من خلال الناقلين المباشرين بدلا من استخدام المحمول والهواتف والتي يمكن أن تعترضها وكالة الأمن القومي الأمريكي، وفقا لمسؤول أمريكي آخر.

خسائر مدمرة

بعض خسائر الاستخبارات الأكثر ضررا، كما يقول هذا المسؤول، جاءت في المناطق السنية: مثل محافظة الأنبار، والتي بنى فيها الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات المركزية علاقات وثيقة مع زعماء القبائل الذي يعتقدون الآن أن الأمريكان تخلوا عنهم بعد 2011.

وقال «دانيال غرين»، الذي عمل مع القبائل السنية في الفلوجة، العراق، كضابط في البحرية في عام 2007 «أي حل للأزمة الحالية يجب أن يعترف بأن المجتمع العربي السني لابد من أن يحصل على حصة في حكومة أكثر شمولية".

وقال السيد «غرين»، زميل الدفاع في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «دون التوصل الى تسوية سياسية لتخفيف التوترات الدينية، فنحن كمن يقص العشب من خلال القيام بضربات على المتشددين».

لقد تواصل «أوباما» مع «المالكي» من أجل الوصول لالتزام للقيام بإصلاح سياسي كشرط لأي تدخل عسكري أمريكي..

خريطة سياسية

وقال «أوباما» يوم 13 يونيو في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن تقحم نفسها ببساطة في عمل عسكري في عدم وجود خطة سياسية من قبل العراقيين وهو ما يعطينا بعض التطمين بأنهم على استعداد للعمل معا.

وقال كل المسؤولين إن عدم وجود استخبارات موثوق بها وقدرة المسلحين على التراجع إلى مناطق مدنية وخطر سقوط ضحايا من المدنيين مما يساعد داعش جعل إدارة أوباما تشعر بالقلق من شن غارات جوية.

شاحنات البيك اب

وقال «لونغ»، أستاذ في جامعة كولومبيا للشؤون الدولية في نيويورك: «لنقل أنكم حصلتم على صور جيدة من طائرة بدون طيار لرجال يتجولون بسيارة بيك أب ويحملون أسلحة وليس لديهم زي يميزهم، فمن هم الذين تقصفهم ؟ فقد ينتهي بك المطاف بقصف القوات العراقية».

وقال «كال» قد يكون ارسال فرق صغيرة من قوة العمليات الخاصة إلى العراق، و«ليس بالمعنى الكامل للقتال ولكن بعيدا عن الخطوط الأمامية»، لتقديم المشورة لنظرائهم العراقيين الذين يقومون بالعمليات على الأرض. وتفكرالإدارة الأمريكية في مثل هذا الخيار، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس اليوم، نقلا عن مسؤولين لم تحددهم.

وقال مسؤولان أمريكيان إن هناك عقبة سياسية أخرى وهي أن داعش تنقل كميات كبيرة من شحنات الأسلحة والمعدات التي تستولي عليها عبر الحدود غير الموجودة إلى سوريا، والتي استبعد أوباما القيام فيها بأي ضربات جوية حتى الآن.

وقال المسؤولون إذا قرر أوباما شن ضربات، فلديه السلطة القانونية للقيام بذلك بموجب تفويض عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها لأن داعش هي فرع مباشر من تنظيم القاعدة في بلاد ما بين النهرين.

تعاطف السنة

وقال «كيرون سكينر»، زميل في معهد هوفر في كاليفورنيا في مقابلة "اكتسب المسلحون تعاطف بعض السنة في المناطق الشمالية الذين يشعرون بتهميشهم بشكل كامل في حكومة المالكي".

وقال «سكينر»، الذي كان عضوا في مجلس السياسة الدفاعية، هيئة استشارية في البنتاغون، تحت قيادة وزير الدفاع «دونالد رامسفيلد» آنذاك: «لا يمكنك التقليل من قوة الدعم المحلي»، مضيفا:«لهذا السبب يمكن أن تسبب مجموعة صغيرة نسبيا في إحداث أضرار هائلة، هناك دعم محلي للمسلحين ونقص في شرعية الحكومة المركزية».

أيا كان ما يقرره «أوباما»، فإن أيا من خياراته جيدة، حسبما قال «بيتر فيفر»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «ديوك.

وقال «فيفر»، المستشار الخاص السابق للتخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي لبوش «ربما يكون هناك خيارات عسكرية يمكن أن تحول دون انهيار الحكومة العراقية، لكن هل يخاطر الرئيس أوباما بالمخاطر المرتبطة بذلك، وهل يمكنه تعبئة الدعم العام لهذا؟ هذه عقبات أكثر صعوبة في التغلب عليها».

  كلمات مفتاحية

الحرب بدأت ... متى ستنتهي، وكيف؟