«رسالتان» من السعودية لوزير الخارجية اللبناني

الجمعة 11 نوفمبر 2016 03:11 ص

نقل القائم بالأعمال السعودي في لبنان، «وليد البخاري»، لوزير الخارجية اللبناني، «جبران باسيل»، اليوم الجمعة، رسالتين سعوديتين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر وصفته بأنه «رسمي لبنان»، دون أن تكشف عن هويته، إن «باسيل» استقبل الجمعة القائم بالأعمال السعودي، «وليد البخاري» في مكتبه بالعاصمة اللبنانية؛ حيث «نقل البخاري رسالتين للوزير باسيل، واحدة من السلطات السعودية، والثانية من نظيره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير».

ولم يكشف المصدر مضمون ما جاء في هاتين الرسالتين، ولا مقصده من السلطات السعودية، وما إذا كان يقصد بها القيادة السعودية.

وأضاف المصدر أن «باسيل» بحث مع «البخاري» «المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة»، دون أن يقدم أية تفاصيل أخرى.

وبعد توتر دام لنحو تسعة أشهر، شهدت الأسابيع الأخيرة حراكا من الجانب السعودي يكشف على ما يبدو تخيفا لحدة هذا التوتر.

ويقول مراقبون إن القيادة السعودية لعبت دورا في إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي التي تواصلت في لبنان لفترة استمرت نحو عامين ونصف العام، ولم تنته إلا في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتصويت البرلمان اللبناني لصالح انتخاب رئيس «التيار الوطني الحر»، «ميشال عون»، رئيسا للبلاد.

وقبل أيام من انتخاب «عون» رئيسا، أجرى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، «ثامر السبهان»، زيارة إلى بيروت التقى خلالها مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية، وقالت، في حينها، مصادر مطلعة لوكالة «الأناضول» إن الزيارة جاءت في سياق جهود السعودية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي؛ حيث تعتبر المملكة من الدول النافذة على الساحة السياسية السعودية.

وعقب فوز «عون» بمنصب الرئيس، هاتفه العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في أول تواصل من الأخير مع مسؤول لبناني بهذا المستوى منذ توتر العلاقات بين البلدين.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الملك «سلمان» هنأ «عون» بانتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، مؤكداً وقوف السعودية مع لبنان ووحدته، ومتمنياً له التوفيق وللجمهورية اللبنانية وشعب لبنان الشقيق الرخاء والاستقرار .

ورغم أن الرئيس اللبناني الجديد يُعتبر أحد حلفاء «حزب الله» الشيعي، أبرز خصوم السعودية، إلا أن تعهده، خلال خطاب القسم، بعد فوزه بالرئاسة، بالنأي بلبنان عن الصراعات الخارجية، خطوة تتماشي مع الرغبات السعودية.

وتقاتل قوات من «حزب الله» بشكل علني إلى جانب قوات «بشار الأسد» في سوريا منذ العام 2012؛ وهو خطوة تغضب القيادة السعودية كثيرا؛ التي تتمسك بإنهاء حكم الأخير، وتقدم الدعم للمعارضة المناوئة له.

وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله»، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وجاءت التصريحات الرسمية الصادرة لاحقاً من لبنان تؤكد على أهمية العلاقات مع السعودية، أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني، «سلام تمام»، رغبة بلاده في الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية لاسيما المملكة.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمال)، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

وتتهم السعودية «حزب الله» بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام «الأسد».

وأدرجت عدداً من عناصره على قائمة الإرهاب، وبدروه يهاجم «حزب الله» السعودية على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية «عاصفة الحزم» في اليمن لدعم الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» في مواجهة الحوثيين.

المصدر | د ب أ + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان الملك سلمان ميشال عون