هل سنقول وداعا للشلل؟ تقنية جديدة لربط المخ بالأطراف لتجاوز إصابات الحبل الشوكي

الجمعة 11 نوفمبر 2016 04:11 ص

في إنجاز علمي مدهش، علماء يزرعون شريحة لاسلكية في المخ، مكنت القرود المشاركة في التجربة من استعادة الحركة في أطرافهم المشلولة.

كانت القرود كانت مصابة بشلل في احدى القدمين بسبب تلف في الحبل الشوكي. وقد تمكن فريق العمل بالمعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا من تجاوز التلف من خلال ارسال تعليمات من المخ مباشرة إلى الأعصاب التي تتحكم بحركة القدم.

وتوقع الباحثون أن تصبح تلك التكنولوجيا قابلة للتطبيق على الإنسان في خلال عقد من الزمن.

ما هي هذه الشريحة حقًا؟

لكي ندرك حجم هذا الانجاز المدهش، يجب علينا أن نعرف أن اصابات النخاع الشوكي تعرقل تدفق الإشارات الكهربية من الدماغ إلى باقي الجسم، مما يؤدي إلى الشلل. تلك الإصابة تعتبر من أعقد الإصابات في الجسم وأكثرها ندرة في الشفاء.

فكان الحل الجديد أو الرقاقة الجديدة، تكنولوجيا جديدة لتجاوز ذلك التلف. تمامًا كأنك تبني جسرًا فوقه.

في التجربة، تم زرع الرقاقة في المنطقة المسؤولة عن الحركة في أدمغة القرود المصابة، وكانت وظيفة الشريحة الرئيسية هي قراءة إشارات النشاط الدماغي، أي أنها تقرأ أوامر الدماغ بتحريك القدمين مثلًا، ثم تسجلها على كمبيوتر قريب.

تقوم بعدها الرقاقة بفك تلك الإشارات وتحويلها إلى تعليمات ثم ترسلها إلى شريحة أخرى مزروعة على عمود القرد الفقري، تقوم بتحفيز الأعصاب المناسبة. والمدهش أن كل هذا لا يستغرق وقتًا كالذي يستغرقه شرحه.

الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر» للعلوم، أظهرت أن القرود استعادت بعض السيطرة على القدم المشلولة في غضون 6 أيام من العملية، واستطاعوا المشي في خطوط مستقيمة وبشكل دائري.

الدكتور «غريغوري كورتيني»، أحد الباحثين قال:«تلك هل أول مرة في التاريخ، تقوم بها تقنية عصبية باستعادة الحركة في الرئيسيات».

وفي تصريح منه لموقع «بي بي سي» في وقت لاحق قال «كورتيني»:«الحركة كانت قريبة للغاية من الوضع الطبيعي لأنماط المشي المعتادة، ولكن حتى الآن لم نختبر القدرة على التوجيه».

التقنية التي استخدمت لتحفيز النخاع الشوكي هي نفس التقنية التي تستخدم في في التحفيز العميق لدماغ مرضى باركنسون من أجل علاجهم. وبالتالي ليست معقدة من الناحية التكنولوجية.

«ولكننا لا نمشي كما تمشي الرئيسيات (القرود)»، كما يقول «كورتيني». ويضيف:«نحن نمشي على قدمين، مما يعني أننا مازلنا نحتاج إلى وسائل أكثر تطورًا لتحفيز العضلات».

وعلق جراح الأعصاب بمستشفى جامعة لوزان «جوسلين بوك» على الاختراع، بأن القدرة على الربط بين إشارات الدماغ، بعد فك شفرتها، وتحفيز النخاع الشوكي للأعصاب، هو أمرُ جديد تمامًا. «لأول مرة، أستطيع أن أتخيل أن يكون هناك مريض مشلول تماما ولكنه يستطيع تحريك قدمه من خلال ذلك الربط بين المخ والعمود الفقري».

وليست تلك هي المرة الاولى التي التي تستخدم فيها التكنولوجيا للتغلب على الشلل، حيث شملت الانجازات في هذا المجال إلى الآن استخدام الموجات الدماغية للسيطرة على ذراع روبوتية، واستخدم التحفيز الكهربائي للنخاع الشوكي في تمكين أربع أشخاص من الوقوف على أقدامهم مرة أخرى، إضافة إلى عملية زرع رقاقة، مكنت رجل مشلول من تحريك يده ولعب لعبة حاسوب تحاكي الجيتار.

دكتور «مارك بيكون»، مدير الأبحاث في جمعية العمود الفقري الخيري للأبحاث، علق على الإكتشاف الجديد واصفًا اياه بالمدهش للغاية.

«ذلك الاختراع الأخير هو دليل واضح للغاية، أن هناك تقدم علمي يحدث هذا المرة في الاتجاه الصحيح».

أقرب حل آخر كان مطروحًا لعلاج الشلل، كان عبارة عن زرع خلايا من التجويف الأنفي في الحبل الشوكي في محاولة لإصلاح الاصابة بيولوجيًا. باستخدام تلك الطريق، استطاع «داريك فيديكا» الذي كان مشلولًا بسبب هجوم بسكين في 2010 من المشي مجددًا باستخدام دعامات.

ولكن إلى الآن، لا تزال الطريقتان تحت الدراسة، وتعتبرا بعيدتين نوعًا ما عن التطبيق على البشر في الوقت الحالي.

  كلمات مفتاحية

المخ الحبل الشوكي إصابات الدماغ الشلل

أمل جديد للمصابين بشلل الأطراف.. تقنية مبتكرة تعيد وظائف اليد