رحلتي غير المكتملة للبحث عن راحة البال

الجمعة 11 نوفمبر 2016 04:11 ص

بعض الناس يتمتعون يراحة البال بشكل طبيعي. هم يمشون على الأرض مصحوبين بشعور الرضا.

أنا لست كذلك. أخبرني أبواي إنني بكيت كثيرا حين كنت حديث الولادة، كنت أبكي حين أصاب بالمغص أو حين أذهب إلى المدرسة. في يوم ما في سن العاشرة، كنت مستلقيا على سريري عدد أيام حياتي التي من المحتمل أني قد قضيتها في رهبة وخوف، غير قادر على النوم.

لذلك, فقد كنت محفزا بوضوح كي أجد مزيدا من الحلول للوصول إلى راحة البال. ربما يكون هذا التدوين لمحاولاتي مفيدا لك.

بدأ أول جهد واع مني لتحصيل راحة البال عندما وصلت بركلي و تمت دعوتي إلى اجتماع التأمل. بدأت التأمل ووجدته مريحا. لكن بعد عام، شعرت أنه لا يعطيني أكثر من 20 دقيقة من السبات مرتين يوميا. بمجرد أن تنبهت لذلك، فقد عاد لنفسي ذات القلق البارز.

كوني تعلمت كيف أتأمل أظهر لي قيمة أخذ حتى القليل من الأنفاس العميقة عندما أكون مجهدا. عندما كنت أواجه صعوبة في النوم، كانت تلك الأنفاس تثبت أنها نافعة. في وقت لاحق وجدت أنه من الأفضل أن أتخيل سحبا متراكمة تتحرك عبر السماء، أو أن أفكر بالأطعمة أو النباتات التي تبدأ بحرف معين، أو حتى تصور حديقتي، وتصنيف كل نبتة فيها.

لكن الأهم من ذلك أني سعيت أن أجعل حياتي أقل إجهادا قدر المستطاع. أنا شخص يقلق كثيرا بشأن ما يعتقده الناس بشأنه. ولو كان لدي رئيسا، فسأكون حقا قلقا لفعل كل شيء لإرضائه حتى لو على حساب نفسي. لذلك قررت أن أعمل لحسابي الخاص. أنا أيضا شخص يحب الهدوء والسلام وأستطيع أن أضمن ذلك إذا عملت بالمنزل. بجانب أن الأمر سوف يجنبني التنقل والذي يتسبب في إصابتي بالإعياء.

الأمر الأكثر أهمية هو أني كنت أمارس العمل الذي يستخدم نقاط قوتي ويجنّب نقاط ضعفي. أنا لست جيدا في العمل ضمن فريق لأني أميل للرغبة في إعطاء مساهمات كثيرة جدا، وذلك يعيق العملية الجماعية، وسأكون مضطرا لأن أكبح نفسي باستمرار. لذلك فأنا أعمل بدون زملاء عمل: فقط عملائي وأنا، مستمعيّ في الراديو وأنا، قرائي وأنا.

التحسن الأحدث في رحلتي نحو راحة البال جاء من تقبلي لنفسي. تخبرني ذاكرتي القديمة أني كنت أحاول بجد أن أكون أكثر مثل أي شخص آخر، أو أن أظهر بشكل أهدأ. ولكن لا يهم مدى جدية محاولاتي لأنها غالبا ما كانت تفشل. الآن تقبلت أني سأكون دائما حادا. على الأقل فإن ذلك يجنبني الإجهاد الثانوي من القلق المفرط بشأن الآثار الصحية للحدة الانفعالية.

بالإضافة إلى ذلك فأنا أحاول أن أتعايش مع مخرجات الحياة. كما قلت، منذ سن مبكرة كنت أشعر بقلق كبير من الموت. الآن بدأت أركز فقط على ما أستطيع فعله بنفسي: أسيطر على الإجهاد الخارجي, أحافظ على وزني معقولا، أتدرب، آكل بحساب، ولا أتعاطى المخدرات عدا القهوة وكوبا من النبيذ مرات قليلة أسبوعيا. ما بعد ذلك، فهو خارج عن سيطرتي. وعندما أدخل في صدمة بسبب خوفي من الموت، أحاول أن أذكر نفسي أن القلق بشأن ذلك فقط يجعل الأمور أسوأ.

وجاء التحسن الأخير في رحلتي من تحديد كيف أرغب أن أقضي بقية حياتي. بالرغم من أن وسائل الإعلام تمجد بلا هوادة توازن الحياة مع العمل، فقد قررت أن أكثر الطرق حكمة بالنسبة لي، هو الطريق الذي يسهّل راحة بالي، وهو العمل كثيرا قدر المستطاع . ذاك هو السبب، أنه بالإضافة إلى ممارستي الكاملة للتدريب وبرنامج الراديو فإني حافظت على مقالي اليومي في «سايكولوجي توداي» لمدة أكثر من 900 يوم متواصلة.

كما قلت في البداية، لا أستطيع أن أدعي أني أملك راحة بال كاملة. أستطيع أن أقول فقط أني واثق أني أملك راحة بال أكبر استنادا إلى التكتيكات السابق ذكرها. هل تظن أن أيا منها ينفعك في رحلتك؟

المصدر | سايكولوجي توداي

  كلمات مفتاحية

راحة البال القلق الصحة النفسية