«كيليان كونواي».. المرأة التي روضت «ترامب» وأوصلته للبيت الأبيض

الجمعة 11 نوفمبر 2016 06:11 ص

اضطلعت «كيليان كونواي»، مديرة حملة «دونالد ترامب» التي انضمت متأخرة إلى فريقه، بدور حاسم في انتخاب رجل الأعمال رئيسا للولايات المتحدة عندما حاولت توجيه خطابه والدفاع بدون أي تردد عن تجاوزاته.

وفي دليل على أهميتها بالنسبة للحملة، كانت أول شخص شكره «ترامب» علنا ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد توجيه الشكر إلى عائلته.

كانت هذه المرأة الشقراء والأنيقة (49 عاما) تظهر في كل المقابلات التلفزيونية التي شاركت فيها بلا كلل أو ملل منذ تسلمت مهمتها في منتصف أغسطس/آب.

وباتت «كونواي»، الأم لأربعة أولاد، أول مديرة حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة يفوز مرشحها بالرئاسة.

وبينما كان «ترامب» يزيد من عقد الاجتماعات، كانت هي وجه ترشيحه على شاشات التلفزيون.

وحين دخل الرئيس المنتخب مع عائلته ومساعديه إلى قاعة مانهاتن للاحتفال بعد إعلان فوزه، طبع قبلة على خد «كونواي»، التي بادرت إلى معانقته، وهمست في أذنه ببعض الكلمات.

ثم ظهرت في الصور حيث كان «ترامب» يشير بيده إليها بفخر وامتنان، فيما كانت تلوح للحشود.

واعتبر «غابرييل كان» الأستاذ في «مدرسة أننبيرغ للصحافة» في «جامعة كارولاينا الجنوبية» بالولايات المتحدة، أن «مقدرة كونواي على المشاركة في برنامج حواري تلو الآخر، وتبرير كل هذه المخالفات والتناقضات، بأعصاب هادئة، كانت أداة فعالة لتمرير أمور غريبة، وإقناع الناس بأنها أمور عادية».

وفي خلال الاجتماعات أو بعد المناظرات التلفزيونية بين المرشحين، دائما ما كانت تلتقي الصحفيين لتقديم التفسيرات اللازمة، وتتحدث معهم بهدوء ووضوح شديد.

في المعترك السياسي منذ حكم «ريغان»

واضطلعت «كونواي» بدور ايجابي لدى القاعدة النسائية الناخبة كونها امرأة، في ظل تراجع شعبية «ترامب» وسياق حملته.

وقال «كان»: «كانت قادرة على أخذ تصريحات ترامب التي يمكن أن تكون سياسيا خارج السياق، والتخفيف من حدتها، لمجرد أنها امرأة بيضاء وشقراء وذكية، من خلال تكرارها بلا كلل أو ملل بعيدا عن غضب ترامب وعدائيته».

وشبكات الإعلام التي تبحث باستمرار عن محاورين في برامجها، فتحت لها أبوابها.

وكانت «كونواي» أكثر بكثير من مجرد متحدثة.

ففريق «ترامب»، الذي أراد استقدام صوت جديد، جعل منها مديرة حملته في منتصف أغسطس/آب، فيما كانت شعبية «ترامب» في حالة سيئة في استطلاعات الرأي.

وحتى ذلك الحين، لم يكن المسؤولون عن حملته يعرفون كيفية التعامل معها؛ حيث ضيق البعض هامش تحركها، فيما حاول آخرون دفعها نحو النهج الجمهوري المتشدد.

كانت بدايات «كونواي» في المعترك السياسي حين عملت في فريق استطلاعات الرأي الذي شكله الرئيس الأسبق «رونالد ريغان»، وهي تعرف تماما خفايا الحزب الجمهوري.

بمثابة أم لـ«ترامب»

دائما ما تطلب الشركات الكبيرة والمنظمات والجمعيات رأي «كونواي» الخبيرة المعروفة في استطلاعات الرأي المتمحورة حول النساء. وقد أسست في 1995 مكتبها «شركة الاقتراع».

وبحذاقة، سعت الى توجيه الملياردير بدلا من إدارته، وحملته على التأقلم مع الافكار التي تطرحها عليه، حسب وكالة فرانس برس.

وفي مقالة طويلة، شبهت مجلة «نيويورك ماغازين» دورها بدور ربة عائلة كبيرة وقادرة على التحكم بالأطفال المشاغبين.

ومن أجل تحقيق أهدافها، استعانت، أيضا، بأحد الأشخاص القلائل الذين لهم تأثير حقيقي على رجال الأعمال الصاخب؛ ابنته «ايفانكا» التي تعرفها، وكانت تأمل أيضا في أن يعيد والدها تركيز أفكاره.

وقد نجحت هذه الاستراتيجية. فقد أزال «دونالد ترامب» من حسابه على «تويتر» الرسائل العنيفة، وأبدى ثقته بمساعديه خلال اجتماعاته، وتوقف عن الرد علنا على أي انتقاد.

ولم تغير «كونواي» صورة الملياردير، لكنها منعته من الاستمرار في الهبوط نحو الهاوية.

فقد رسخت قاعدته من خلال التشديد على شعار التغيير، وقلصت خسائره لدى القاعدة الناخبة النسائية على رغم سلسلة الفضائح.

واليوم، بات في وسع هذه السيدة، التي نشأت وسط عائلة متواضعة في نيوجيرسي، أن تفرض نفسها بصورة مشروعة على البيت الأبيض.

وقالت الخميس إن إدارة «ترامب» الجديدة عرضت عليها تولي منصب، لكنها لم تقدم مزيدا من الايضاحات.

هي متزوجة من «جورج كونواي» الشريك في مكتب محاماة في نيويورك، ويعيشان في منزل قيمته ستة ملايين دولار في الباين في نيوجيرسي، إحدى أثرى مناطق أمريكا، مع أولادهما الأربعة.

المصدر | فرانس برس + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب كلينتون كيليان كونواي الانتخابات الرئاسية الأمريكية