كيف يفسر علم النفس فوز «ترامب»؟

الأحد 13 نوفمبر 2016 08:11 ص

فوز «دونالد ترامب» غير المتوقع بالرئاسة، يبدو أنه ترك الجميع مذهولين، الجميع بلا استثناء، فقد خالف كل شيء تقريبًا، استطلاعات الرأي، الخبراء، النقاد، وأطياف كثيرة من وسائل الإعلام والمثقفين السياسيين.

هل يعقل أننا نحتاج إلى تحليلات نفسية، حتى نفهم تمامًا ماذا حدث هنا؟

في الواقع ربما كان عدم قراءة تأثير شخصيات مثل «ترامب» نفسيًا على الناخبين، هو ما جعل أغلب المفكريين السياسيين ينظرون في الاتجاه الخاطئ، حتى صدموا جميعًا بالنتيجة المفاجئة.

أي محاولة لفهم تاثير التجاوب العاطفي مع ترامب، في رأينا، ستعود بنا في النهاية إلى مفهوم شخصية السلطة.

«ثيودور أدورنو»، عالم الاجتماع الألماني، والذي مات في 1969، كان رائدًا في التحليل السياسي من بعد نفسي، وكان فيلسوفًا عبقريًا، حاول أن يشرح صعود الرايخ الثالث في دراسة كلاسيكية، نشرت عام 1950 تحت إسم «شخصية السلطة». وهي محاولة أشبه باستخدام أفكار «فرويد» لفهم كيف تنتشر أفكار الأيدولوجيات اليمينية المتطرفة في عامة المجتمع وتياراته الرئيسية.

لشرح أسباب شعبية زعماء مثل «هتلر» و«موسوليني»، كون «أدورنو» ما أسماه برجل السلطة، أو شخصية السلطة، وهي شخصية تتصف بالطاعة العمياء للزعيم المهيمن القوي الذي يلعب نفسيًا دور الأب أو الراعي. تلك الشخصية تتسم أيضًا بالجمود الفكري والمواقف والسلوكيات القمعية تجاه الآخرين، وخصوصًا أولئك الذين يعتبرون أقل شأنًا.

تلك الشخصية ،شخصية السلطة، تميل إلى الخنوع إلى السلطات، واتباع التقاليد الإجتماعية التقليدية، كما أنها تميل إلى العدوان تجاه أي شخص يبتعد عن المعايير والقيم السائدة.

من فترة قصيرة، قام فريق من علماء النفس بجامعة غنت ببلجيكا، بنشر دراسة توضح لماذا يميل الناس إلى اليمين المتطرف عندما يشعرون بالتهديد. ذلك البحث نشر في عدة مجلات ودوريات هامة، كمجلة علم النفس الإجتماعي وعلم الشخصية، واستلهم الفريق أجزاءً من البحث من نتائج مرضى نفسيين سابقين، كانوا يعانون من اضطرابات نفسية بسبب ضغوطات الواقع، ليكتشف فريق العمل أن بعض الأشخاص يشعرون بالحماية عندما يتعرضون للاستبداد. فالاستبداد استطاع أن يحسن من حالتهم النفسية، عندما كانوا في حالة يرثى لها.

بالطبع تلك العلاقة غير موجودة عند الأشخاص الذين لا يعانون من الاضطراب النفسي.

في دراسة سابقة أخرى، وجد أن الاستبداد له فوائد نفسية على أفراد المجتمع الذين يشعرون بالتهديد على قيمتهم ومكانتهم، أكثر من المجموعات ذات المكانة الأعلى.

في دراسة جديدة، بعنوان «الفجوة في السعادة بين المحافظين والليبراليين تعتمد على حجم التهديد للدولة: دراسة عالمية متعددة المستويات»، تم دراسة مواقف الجناح اليميني وعلاقتها بالسلامة النفسية على شريحة ضخمة من 94 عينة من جميع أنحاء العالم، بلغت المواضيع التي درسوها ما يقرب من 137890 موضوعًا.

توصلت الدراسة أنه وخاصة في البلاد التي تتصف بوجود مستويات عالية من التهديد، كان الأفراد ذوو التوجه اليميني أكثر راحة نفسية من ذوي التوجه اليساري. بينما في البلاد ذات المستوى المنخفض من التهديد كانت تلك العلاقة أضعف بكثير أو حتى تكاد تكون غائبة.

خلص الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها دعمت نظرية أن المواقف السياسية اليمينية تعزز من شعور الأفراد نفسيًا بالأمان، وتجعلهم أكثر قدرة على التعامل أو التعايش مع التهديد.

نتائج الأبحاث السابقة تنتهي إلى أنه اذا كنت تريد تحديد مدى قابلية مرشح مثل «دونالد ترامب» للفوز، عليك أن تحدد تمامًا، ما مقدار التهديد الذي كان يشعر به المصوتون عندما أدلوا بأصواتهم، الأمر الذي لم تأخذه «هيلاري كلينتون» وحملتها في الحسبان.

المصدر | سايكولوجي توداي

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب فوز ترامب علم النفس