اكتشاف مذهل في البرازيل سيعيد كتابة تاريخ الديناصورات

الاثنين 14 نوفمبر 2016 03:11 ص

 ظل سؤال كيف انقرضت الديناصورات منذ أكثر من 150 مليون سنة يمثل اللغز الأكبر الذي حير العلماء حتى أواخر القرن العشرين.

ولكن الآن أصبحت الإجابة الأكثر واقعية هي أن الديناصورات انقرضت بفعل التغيرات المناخية الشديدة التي حدثت بعد اصطدام كويكب عملاق بالأرض، تحديدًا الكويكب الذي تسبب بحفرة هائلة قطرها 180 كيلومترًا بالقرب من شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.

يتركنا هذا الاكتشاف مع سؤال آخر أكثر غموضًا، كيف أتت الديناصورات إلى الأرض في المقام الأول؟

في ورقة بحثية جديدة نشرت توًا في مجلة علم الأحياء الحالي، قام فريق بحث بقيادة «ماكس لانجر» بجامعة ساو باولو البرازيلية بعمل تقرير عن أربعة حفريات من شأنهم أن يسلطوا الضوء على بعض التفاصيل التي يمكن أن تقودنا إلى إجابة هذا السؤال.

تلك الحفريات اكتشفها «سيرجيو كابريرا» الباحث بالجامعة اللوثرية في البرازيل، واكتشفها في تشكيل سانتا ماريا الموجود بجنوب البلاد.

إحدى الحفريات المكتشفة بلغ عمرها 230 مليون عامًا، وهي تعتبر الآن إحدى أقدم أحافير الديناصورات التي اكتشفت في التاريخ.

في العادة فإن الحفريات التي يقترب عمرها من هذا الرقم، تكون مجرد بقايا عظام، إلا أن تلك الحفرية كانت في حالة جيدة للغاية مقارنة بأي شيء تم اكتشافه، وهي تعود لفصيلة من الديناصورات تسمى بوريوليستس سشولزي، تلك الفصيلة التي تعتبر سلف ديناصورات الصربوديات طويلة العنق التي يعرفها أغلبنا، كالبراكيوصور والديبلودوكس.

تلك الديناصورات كانت هائلة الحجم بالفعل، فطولها كان يبلغ 16 مترًا ووزنها كان يصل إلى 50 طنًا، إلا أنها كانت نباتية.

هذا يمثل لغزًا في حد ذاته، فالبوريولستسات كانوا ضئيلي الحجم، لم يتجاوز طولهم 1.5 مترًا، وكانوا آكلين للحوم، وكانت أسنانهم وصفاتهم تتناسب مع ذلك، فأسنانهم كانت منحنية ومسننة لتناسب طبيعة حياتهم.

هذا الإكتشاف يطرح المزيد من الأسئلة بدلًا من أن يجيب عنها، فعلماء الأحياء القديمة يجب أن يحددوا الآن، كيف ولماذا تحولت الصربوديات من أكل اللحوم إلى أكل النباتات واختلفت عن أسلافها.

هل كان الحجم عاملًا؟

لأنه بالتأكيد كان سيكون من الصعوبة بمكان على حيوان بحجم مثل حجم البراكيوصور أن يجري وراء فريسة ليصطادها. ولكن هذا لا يجيب على أي شيء أيضًا، فهل أجبرت البوريولستسات على أن تتحول للنباتات لأن حجمها ازداد بهذا الشكل؟ أم أنها تحولت للنباتات أولًا، فازداد حجمها ليصبح ما نعرفه الآن؟

الحفريات الأخرى التي اكتشفت تطرح أسئلة أخرى. فعلماء الحفريات أو الأحياء القديمة، اعتقدوا لفترة كبيرة أن الديناصورات هيمنت في العصر الجوراسي - 201 مليون سنة -، بعد أن قضت على الحيوانات الأرضية التي كانت موجودة قبلها لتحل محلها.

إحدى الحيوانات في تلك المجموعة التي يعتقدت أنا استبدلت بالديناصورات كانت الليبجربيتدس، وهي مجموعة من الزواحف التي كان لها بعض الخصائص الديناصورية، والتي نشأت منذ حوالي 236 مليون سنة خلال العصر الترياسي.

ولكن الأدلة المكتشفة حديثًا أجهضت تلك النظرية. فحفريات الديناصورات التي اكتشفت، وجد معها شظايا ليجربيتدس جنبًا إلى جنب في صخور تعود إلى العصر الترياسي. الأمر الذي يدل بوضوح أنهم عاشوا مع الديناصورات لملايين السنيين ولم يستبدل أحدهما بالآخر.

ويعتبر هذا الاكتشاف أحد أضخم الاكتشافات في علم الحفريات، لأنه استطاع توجيه الضربة القديمة لنظرية كانت سائدة قبلًا، ويثبت أن ليجربيتدس عاشوا جنبًا إلى جنب مع الديناصورات لفترة لا تقل عن 30 مليون سنة قبل بدء العصر الجوراسي.

يبدو أن متاحف العالم للتاريخ الطبيعي لديها الكثير لتغيره.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

ديناصورات حفريات التاريخ الطبيعي