«ناشيونال إنترست»: أهم 5 معاهدات في تاريخ العالم

الأربعاء 16 نوفمبر 2016 11:11 ص

أينما كانت هناك دول، تكون هناك معاهدات. منذ العصور القديمة، كانت المعاهدات أداة حاسمة من أدوات فنون الحكم والدبلوماسية. هناك الكثير من المعاهدات والاتفاقات المبرمة بين الدول المختلفة، التي غالبا ما كتبت نهاية صراعات وتسببت في إعادة تشكيل عميق للحدود والاقتصاد والتحالفات والعلاقات الدولية. نطرح هنا خمسة من أهم المعاهدات في التاريخ.

معاهدة توردسيلاس (1494)

وهي معاهدة بين البرتغال وإسبانيا (مملكة قشتالة)، ونوقشت من قبل البابوية وكانت حول تقسيم الأراضي المكتشفة حديثا خارج أوروبا بين البلدين على طول خط الطول من خلال ما يعرف الآن بشرق البرازيل. في حين سيطرت أسبانيا على معظم الأمريكتين، وقعت البرازيل التي كانت لا تزال غير مكتشفة بيد البرتغال.

كانت المعاهدة لمصلحة البرتغال، حيث زادت ثروتها من الطريق التجاري بين أوروبا وآسيا. على المدى الطويل، نجحت البرتغال من الخروج من سيطرة إنكلترا وهولندا التجارية. ومن حيث السيطرة على الأرض، كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لدولة صغيرة كالبرتغال للاستيلاء والسيطرة على الأراضي التي توجد فيها في آسيا. أسبانيا، من ناحية أخرى، استحوذت على إمبراطورية ضخمة في أمريكا اللاتينية، واكتشفت لاحقا الثروة المعدنية الهائلة هناك.

في نهاية المطاف، وبطبيعة الحال، اختارت القوى الأخرى تجاهل المعاهدة، التي استبعدت منها، بما في ذلك بريطانيا وهولندا وفرنسا.

صلح ويستفاليا (1648)

يتألف صلح ويستفاليا من اثنتين من المعاهدات ذات الصلة، ومعاهدة مونستر ومعاهدة أوسنابروك، حيث تم توقيعها في نهاية حرب الثلاثين عاما التي دارت بين الدول الكاثوليكية والبروتستانتية، على الرغم من أن دولا مثل فرنسا لعبت مع كلا الجانبين لتحقيق مكاسب. على الرغم من أن سلام ويستفاليا أثر فقط في دول أوروبا الغربية والوسطى، فقد كان له في نهاية المطاف عواقب عالمية.

أنشأ نظام ويستفاليا أهم مبادئ النظام الدولي. حيث حددت المعاهدة الخصائص الأساسية للدولة القومية. وأنشأت المعاهدة فكرة السيادة الإقليمية، وأن كل دولة وحدها مسؤولة عن القانون والنظام والضرائب والسيطرة على السكان في أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف بحق كل دولة في إجراء ترتيباتها الدينية والسياسية الداخلية الخاصة بها. وتعتبر هذه الخصائص الآن أهم المعايير العالمية.

معاهدة باريس (1783)

معاهدة باريس (1783)، أقدم معاهدة وقعتها الولايات المتحدة لا تزال سارية المفعول، وقد أنهت الثورة الأميركية، وهي واحدة من أكثر أهمية في تاريخ العالم.

أدى فريق التفاوض الأميركي، المشكل من «جون جاي»، «بنيامين فرانكلين» و«جون آدامز» بشكل مذهل. لم يرد حلفاء أمريكا، فرنسا وأسبانيا، أن تجري الولايات المتحدة صلحا منفردا. ولكن استمرار القتال مستعرا في منطقة البحر الكاريبي وجبل طارق، هو ما سعى له الأميركيون، حيث أنهم كانوا يشعرون أنهم سيحصلون على صفقة أفضل عن طريق التعامل المباشر مع لندن. كان الفرنسيون يعقدون أملهم في أن أمريكا ستكون دولة صغيرة وضعيفا، مع حفاظ البريطانيين على الأراضي شمال نهر أوهايو وسيطرة الإسبان على دولة عازلة في الجنوب. بدلا من ذلك، قرر البريطانيون أن تكون أمريكا دولة قوية وناجحة اقتصاديا في خدمة مصالحهم وضد المصالح الفرنسية. وكانت بريطانيا مقتنعة أن تعطي الدولة الجديدة حدودا حتى نهر المسيسيبي، وكذلك حقوق الصيد في كندا. وهذا مكن الولايات المتحدة لاحقا من التوسع غربا وأن تصبح القوة العالمية الأولى.

مؤتمر فيينا (1814-1815)

حدث مؤتمر فيينا في نهاية الحروب النابليونية وتغيرت بعده هيئة أوروبا بشكل كبير. وقد تم التوقيع على عدة معاهدات في المؤتمر، وكان أهمها معاهدة باريس 1814 (هناك الكثير من معاهدات باريس).

وكان مؤتمر فيينا حريا بالذكر خصوصا بسبب النجاح الذي حققه، في حين أن بعض المؤرخين في وقت لاحق وصموا المؤتمر بأنه «رجعي»، إلا أنه منع اندلاع حرب أوروبية كبيرة لمئات السنين. كيف تحقق ذلك؟

أولا: جميع الأطراف، بما في ذلك فرنسا المهزومة ، كانت جزءا من المفاوضات. ويعزى ذلك إلى الشكل غير الرسمي للمؤتمر، الذي سمح للجهات المختلفة، بالتوصل إلى حل وسط. في حين أن هذا لم يجعل من الجميع سعداء، فقد تم التأكد من أن لا أحد كان سيكون سعيدا تماما. فعلى سبيل المثال، فقدت السويد فنلندا لصالح روسيا، لكنها كسبت النرويج من الدنمارك. الدنمارك، في المقابل، كسبت كروا السويدية ودوقية ونبورغ من هانوفر. وكتعويض أعطيت هانوفر شرق فريزيا من بروسيا.

ثانيا: فإن المعاهدة أدت إلى الحد من مستوى القسوة التي فرضت على الأطراف الخاسرة. حيث خسرت فرنسا الأراضي التي حصل عليها نابليون لكنها أبقت على حدودها ما قبل الحرب.وقد سمح للبلدان التي وقفت إلى جانب فرنسا، مثل ساكسونيا بالاحتفاظ باستقلالها، على الرغم من الدعوات إلى عكس ذلك. على عكس معاهدات الحرب العالمية الأولى، لم يتم إجراء أية محاولات لإلغاء بلدان بأكملها أو تغيير الترتيبات السياسية الداخلية. كل هذا ساهم في استقرار هائل. والشيء الوحيد المؤسف أنه بسبب كل المساومات في المؤتمر، لم يتم إعادة تأسيس بولندا المستقلة.

معاهدة فرساي (1919)

تم التوقيع على معاهدة فرساي بين الحلفاء الغربيين وألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى والطريقة التي تم التعامل معها كانت متناقضة بشكل صارخ مع الطريقة الشاملة التي تم تنظيمها في أوبا بعد نابليون. شارك في معاهدة فرساي كل من النمسا، المجر، بلغاريا وما تبقى من الإمبراطورية العثمانية.

عوقبت ألمانيا، بطبيعة الحال، بفقدان مساحات من الأراضي وكانت التعويضات، إلى حد كبير بناء على طلب فرنسا، انتقامية. وتفككت ألمانيا، وكان ذلك منعا لتزايد الغضب في بلدان أوروبية أخرى كبيرة.

كما أدت شروط الرئيس «وودرو ويلسون» أيضا إلى إنشاء دول قومية جديدة ضعيفة، والتي بالكاد تستطيع الدفاع عن نفسها على المدى الطويل ضد القوى المفترسة مثل الاتحاد السوفيتي وألمانيا. التدخل في الهياكل السياسية الداخلية للقوى هزم دولا مثل ألمانيا وخلق ظروفا من المتاعب، وأدي في نهاية المطاف إلى الحرب العالمية الثانية.

كما أن معاهدات ذات صلة مثل سيفر ولوزان أوصلت الإمبراطورية العثمانية إلى التفتت، مع عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط: حيث خسر الأرمن والأكراد. ومعظم العرب مثل سوريا والعراق وجدوا أنفسهم تحت الحكم الاستعماري الفرنسي والبريطاني ، وإذا نظرنا إلى واقعنا اليوم فإن عواقب هذا الأمر في كثير من الدول صارت واضحة جدا.

المصدر | ناشيونال إنترست

  كلمات مفتاحية

معاهدات دولية صراعات صلح ويستفاليا معاهدة فرساي