تناقل ناشطون على مواقع تبادل الفيديوهات «يوتيوب»، خلال الأيام القليلة الماضية، مقطعا مصورا قالوا إنه يظهر تجول دورية تابعة للشرطة الإيرانية في شوارع مدينة الكوت، مركز محافظة واسط العراقية، المحاذية للحدود الإيرانية. (شاهد مقطع الفيديو)

وفي سؤال طرحه الشخص الذي صور المقطع على ركاب السيارة التي تحمل أرقاما إيرانية، «هل أنتم شرطة إيرانية؟»، أجاب أحد الركاب (الشرطي الإيراني) بالقول: «نعم نحن شرطة إيرانية».

ولم يجب الشرطي الإيراني المفترض على السؤال الثاني عن كيفية دخولهم إلى الأراضي العراقية، وهل تمت بموافقة من الحكومة العراقية أم ماذا؟.

ولا يمكن لـ«الخليج الجديد» التحقق من صحة المقطع المتداول ولا زمان ومكان التصوير، فضلا عن الأشخاص الظاهرين فيه.

لكن نشر المقطع يأتي متزامنا مع تقارير صحفية تحدثت عد دخول العشرات من سيارات الشرطة الإيرانية بكامل أسلحتهم إلى مدينة كربلاء (غربي محافظة واسط)؛ بحجة توفير الحماية للزوار الإيرانيين؛ في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال العراق عام 2003.

ونقلت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية هن مصادر أمنية عراقية، إنّ قيادة الشرطة في كربلاء، وجّهت بتسهيل مهمة الدوريات الإيرانية.

مقطع الفيديو الذي تم تداوله لسيارة الشرطة الإيرانية في محافظة واسط أثار ردود فعل واسعة من الناشطين، تنوعت بين الاستنكار وتبرير الموقف.

حساب «عراقي أصيل» استنكر هذه الواقعة، وقال: «العراق محتل من قبل إيران ()... يا شيعة إيش سويتو (ماذا فعلتم) بالعراق (...) الله يرحمك يا صدام (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين)».

وطالب حساب «قاتل الملوك» الحكومة المحلية في واسط بإخراج عناصر الشرطة الإيرانية من المحافظة، وقال: «واسط ليست محافظة إيرانية».

وتساءل حساب «عادل علي» مستنكرا: «ليش (لماذا) العراق ما به شرطة. العراقيون ما يكدرون (لا يستطيعون) يحمون العراق. مو إحنا (ألسنا) أهل الغيرة. الفارسي (الإيراني) يحمينا».

وعلق حساب «Azalden Al iraqi» على الواقعة، قائلا: «العراق صار ناحية تابعة لإيران وماكوا (لم يعد هناك) أحد يعترف بسيادة العراق».

لكن تعليقات أخرى قدمت تبريرات للواقعة.

ومن ذلك حساب «حيدر الشويلي» الذي قال إن سيارة الشرطة التي ظهرت في الفيديو هي سيارة صغيرة ترافق حافلات الزوار الشيعة المتوجهين إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى "أربعينية" الإمام الحسين، حفيد النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم.

على النحو ذاته، قال حساب «بعدسة علي اراي»: «بعيداً عن الطائفية أنا من واسط وهذه شرطة احتمال وظيفتها مراقبة الزوار الإيرانيين ومثل مشوفون (وكما ترون) هم غير مسلحين؛ يعني فقط يراقبون، ولو غير شيء فأكيد منسكتلهم (ولو لهم مهمة أخرى فأكيد لن نسكت عليهم)».

وتعتبر أربعينية الإمام الحسين التي تصادف في الـ20 من صفر كل عام ( يوافق الـ20 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري) من أهم المناسبات لدى الشيعة؛ حيث تخرج مواكب رمزية للعزاء في مثل هذا اليوم، ويتوافد مئات الآلاف من الشيعة، من كافة أنحاء العالم، إلى محافظة كربلاء العراقية لزيارة مرقد الحسين، ويأتي الكثير منهم مشيا على الأقدام.