«الجيش الحر» على تخوم «الباب».. الدعم التركي للنصر دافعا و«قسد» عائقا

الجمعة 18 نوفمبر 2016 06:11 ص

وصلت معركة مدينة «الباب»، شمالي سوريا، إلى فصلها الأخير بعد أن أصبحت قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا على مشارف المدينة، ويفصلها عنها في بعض النقاط أقل من كيلومتر واحد.

ويتوقع مراقبون أن يكون هذا الفصل الأخير الأصعب في سير المعارك التي تخوضها «درع الفرات» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، باعتبار مدينة الباب آخر معقل مهم للتنظيم في ريف حلب، وخسارة التنظيم مدينة «الباب» تعني خروجه من محافظة حلب نهائياً، حسب تقرير لصحيفة «الحياة» اللندنية.

ويقول الخبير العسكري العقيد «أحمد رحال»: «أتوقع مقاومة شرسة من الدولة الإسلامية؛ لأنّ مدينة الباب خط دفاعه الأخير في ريف حلب».

ويحظى مقاتلو «الجيش الحر» في عملية «درع الفرات» بدعم تركي لوجستي ومن الجو سيكون له الأثر الفعّال بطرد التنظيم رغم قطع الولايات المتحدة دعمها.

وعن ذلك، يقول «رحال»: «الأتراك مستمرون بتقديم الدعم رغم أنّ الولايات المتحدة أوقفت دعمها».

وقال الناطق باسم الحكومة التركية، «نعمان قورتولموش»، في تصريحات مؤخراً، إنّ: «بلاده توفر الدعم اللوجستي للثوار من الجو بناءً على المحادثات مع الأطراف المعنيّة بما فيها روسيا» وهذا يوضح أن عملية السيطرة على الباب من جانب الثوار لا تلقى معارضة من القوى الدولية، بل تتم العملية ضمن تفاهم مشترك.

 ويكرر «رحال»: «أعتقد أن الباب محسومة للجيش الحر».

استعداد جيد للمعركة 

وأعدّ الثوارُ للمعركة جيّداً؛ إذ يعملون على تطويق المدينة من ثلاث جهات، وترك الجهة الرابعة لانسحاب عناصر التنظيم لتخفيف معاناة المدنيين، والتقليل من الخسائر في صفوفهم ما أمكن.

 ويلفت «رحال» إلى أن «ما يميز عمليات درع الفرات (التي انطلقت في أغسطس/آب الماضي) في بلدتي جرابلس والراعي والريف الشمالي عدم وجود ضحايا في صفوف المدنيين، والتخطيط المحكم للعملية».

ويؤكد الثوار أنهم لن يدخلوا المدينة مباشرة للسبب نفسه.

 من جانبه، يقول «طلال عابو»، رئيس مجلس مدينة «الباب»: «حتى الآن تجرى معارك استنزاف لعناصر تنظيم الدولة في محيط المدينة، وهذا أفضل من حرب الشوارع لما فيها من تخفيف لمعاناة المدنيين».

وتفيد المعلومات الواردة من داخل مدينة الباب بانهيار معنويات عناصر التنظيم، وقد حزم كثير من العناصر أمتعتهم وغادروا المدينة، حسب «عابو».

ويضيف: «الوضع النفسي لعناصر التنظيم منهار وفق ما وردنا، ولم يبق مهاجرون، والمقاومة المتوقعة ستكون من عناصره المحليين».

ولا يملك تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة «الباب» إمكانات عسكرية تمكنه من الصمود عسكرياً فترة طويلة؛ فالسلاح المتوافر لديه يتمثل بالألغام، والعربات المفخخة، وأعد الثوار العدة لمواجهة هذين السلاحين والحد من تأثيرهما.

ويقول الملازم أبو عزيز من الجبهة الشامية المشاركة في عمليات «درع الفرات»: «لدينا سرايا مختصة بتفكيك الألغام، أمّا المفخخات فآلية التعامل الوحيدة معها تتمثل بالحذر، وجاهزية قواتنا».

مضايقات «قسد» 

وتــحـاول «قــوات ســوريـــة الديموقراطية» المعروفة اختصاراً باسم «قسد» والتي يشكل الكرد عمودها الفقري عرقلة تقدم الثوار نحو الباب وإضعافهم عبر عدة وسائل؛ فتهاجم «قسد» مواقع الثوار في كلجبرين وكفركلبين وجنوب مارع، ويلاحظ تقدم القوات الكردية على خطٍ مواز لتقدم الثوار من جهة غرب الباب، وبذلك تشكل القوات الكردية منطقة فاصلة بين الثوار والنظام.

ويقول العقيد «رحال»: «أعتقد أن الولايات المتحدة توزع الأدوار. ومهمة الكرد حالياً تشكيل فاصل أمان بين الجيش الحر والنظام».

ولا تقتصر مضايقات «قسد» على الجهة الغربية لمدينة الباب، فقد تقدمت في المناطق الواقعة شرق الباب وسيطرت على قرى تابعة لناحية العريمة، وتجهد القوات الكردية للوصول إلى بلدة قباسين التي يشكل الكرد 40 في المئة من سكانها تقريباً، ولكن الثوار سبقوها وحرروها يوم الثلاثاء الفائت.

ويقول الملازم «أبو عزيز»: «في سياق المعركة على مشارف مدينة الباب، تقوم قوات قسد بمؤازرة عناصر تنظيم الدولة لوقف تمدد قوات درع الفرات، ولكنّ قوات درع الفرات لن تقبل إلا أن تصل إلى هدفها»، ويؤكد الثوار أن ذلك لن يمنعهم من التقدم.

ويتابع: «سنقوم بالتوسع طبعاً، وكل من يقف في طريقنا سيكون هدفاً لنيراننا. وهزيمة قسد قادمة، وليس قطع الطريق عليها فقط».

المصدر | صحيفة الحياة + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا درع الفرات مدينة الباب الدولة الإسلامية