«خاشقجي»: «هادي» ناقم على الإيرانيين ويحملهم وزر ما يحصل في اليمن

السبت 19 نوفمبر 2016 09:11 ص

قال الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» إن اليمن يمر بحالة غير مسبوقة منذ انقلاب «الحوثيين» و«صالح»، والمقاومة التي أعقبته، موضحا أنه دخل الخميس الماضي بهدنة وافق عليها «الحوثيون»، والتحالف الذي تقوده السعودية، لكن الحكومة لم تكن شريكا في هذه الهدنة، ولم تستشر فيها، ولا ترى نفسها ملزمة بها كما صرح بذلك وزير خارجيتها «عبدالملك المخلافي».

وذكر أن تداعيات هدنة الخميس بدأت قبل ذلك بأسبوعين، عندما أعلن المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» خريطة طريق تفضي إلى خروج الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، ونائبه اللواء «علي محسن الأحمر» من المشهد السياسي، مقابل قبول «الحوثيين» و«صالح» الانسحاب من صنعاء، وتشكيل حكومة وطنية يشاركون فيها بالثلثين مقابل الثلث لما تبقى من الشرعية.

وبين «خاشقجي» أنه التقى حينها، وبعد إعلان الخريطة بيومين قادة الشرعية اليمنية الثلاثة، الرئيس ونائبه، ورئيس الوزراء «أحمد عبيد بن دغر»، كلا على حدة، ووجدهم غاضبين، وقلقين، ولكن مزاجهم «مقاوم»، ورافضين تماما لخريطة «ولد الشيخ».

وقال: «أتوقع أنني لو التقيتهم الآن، فسأجدهم أكثر غضبا، بعد إعلان الهدنة، وقبلها خطة كيري التي لم يستشاروا فيها، وخرج بحل لا يتفق مع المنطق، ولا مع المرجعيات الأممية المتفق عليها، ولن يعيد السلام لليمن، وإنما سيولد مزيدا من الحروب فيها. كما قال لي الرئيس هادي، وفصله رئيس الوزراء ابن دغر، إذ قال: لكل يمني سبب لرفض حكم الحوثيين، ثم توقف قائلا: «لاحظ أني قلت حكم الحوثيين وليس الحوثيين الذين هم فصيل يمني ومن حقهم الشراكة معنا في الوطن، ولكننا نرفض حكمهم وهيمنتهم، الوطني اليمني المؤمن بالجمهورية يرفضهم، لأنهم يمثلون الحكم السلالي (مصطلح يمني المقصود منه هيمنة وتفضيل الهاشميين في الحكم والوظائف)، والإصلاحي يرفضهم لأنهم يمثلون مشروعا طائفيا مذهبيا يتعارض مع مشروعه، والشافعي لأنهم متعصبون لمذهبهم، وأبناء المناطق الأخرى لأنهم جاؤوا باستعلاء مناطقي، وهكذا، إنهم مشروع مقسم لليمن، لم نرد يوما أن يقسم اليمن طائفيا ولا مناطقيا، ولكنهم برعونة ضخوا هذه المفاهيم في بلادنا»، ثم استرسل: «لذلك أي حل يقوم على أن تكون لهم الكلمة الفاصلة سيرفض، وسيفتح باب للمقاومة خارج الشرعية، ما يعني حروبا صغيرة لا تنتهي».

وأضاف: «الفكرة نفسها سمعتها من الرئيس هادي: الشرعية وقيادتها للمقاومة وتمثيلها لليمن هي التي تمنع اليمني أن يستقل بقراره، الجميع الآن في صف الحكومة، ولكن إن انهارت هذه الشرعية بسبب خريطة ولد الشيخ، ستخرج حكومة لا يقبل بها كثير من اليمنيين، هل تتوقع أن أهالي تعز سيقبلون بسلام تحت حكم صالح والحوثيين؟ أما الجنوب، وسكت كأنه يقول مستحيل أن يقبل بحكومة يشارك فيها الحوثي والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يمثل لهم عودة حكم الشمال، كما أن الجنوبي اليمني يبحر حاليا بعيدا في أكثر من اتجاه، بل حتى متفرقا عن فكرة الدولة الواحدة، ما سيفتح الباب لتفتت أكبر من مجرد استعادة «الشطر الجنوبي» استقلاله، إلى تفككه بالكامل».

وأوضح «خاشقجي» أن ثمة شيء مهم وغير مطمئن حتى للسعودية سيحدث في اليمن، حيث يبدو أن «ولد الشيخ» مدعوم، هو وخريطته، ويقول إنها حصلت على دعم الرباعية المعنية بالأزمة (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا)، قائلا: «الجميع يعرف أنها خريطة كيري، المنتمي لسياسة ومرحلة رئيسه باراك أوباما، والذي يتهم بأنه ساهم بمواقفه الضعيفة بتسليم سورية للإيرانيين والروس، وبالتالي لا ينبغي الوثوق به أيضا في اليمن».

وأعرب الإعلامي السعودي عن تمنياته بألا يكون هناك خلاف، أو اختلاف في وجهات النظر بين الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف.

ووفقا لـ«خاشقجي»، فإن مصدر طلب عدم ذكر اسمه، ذكر أن مساعيه لإغراء قيادات في الجيش من رفاق سلاحه القدامى تعرضت لانتكاسة كبرى في الغارة الخاطئة التي استهدفت سرادق العزاء بصنعاء الشهر الماضي، وكان هذا سببا لغضب شديد من قيادة التحالف التي أوقفت عددا من العسكريين، والتحقيق لا يزال جاريا بسرية تامة.

ونقل «خاشقجي» عن «هادي»، قوله: «نحن في اليمن لسنا هدف إيران، نحن توطئة لهدفها، بعدما يستقرون هناك ومن خلال عملائهم الذين سيكونون الحكومة الشرعية المعترف بها أمميا لا قدر الله، سيقفزون على هدفهم الكبير وهو السعودية»، مبينا أن «هادي» لم يخف نقمته على الإيرانيين الذين يحملهم وزر ما يحصل في بلاده، نافيا أن يكون سبب موقفه حرصه على السلطة.

كما نقل عن رئيس الوزراء «ابن دغر»، قوله: «لو تخلى عنا العالم فلن نقبل بالحوثيين، لكل يمني سبب في رفضهم وحربهم، ستكون هناك مقاومة لهم من دون شرعية، ستكون فوضى»، مؤكدا أن  السعودية لا تريد إيران في جبال اليمن، وهذه قاعدة أساسية يؤسس عليها أي تحليل لمستقبل اليمن.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات اليمن إيران عبدربه منصور هادي الحوثيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد جون كيري

إيران: قد تصبح لدينا قاعدة بحرية في سوريا أو اليمن

السعودية تمنع «خاشقجي» من الكتابة والظهور الإعلامي