من المتوقع أن تعلن المستشارة الألمانية صاحبة أطول مدة في الحكم في الدول الغربية حاليا، «أنغيلا ميركل»، اليوم الأحد، ترشحها رسميا لولاية جديدة في المنصب الذي تشغله منذ 11 عاما، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أنها تتمتع بفرص كبيرة للفوز.

وستتحدث «ميركل» التي تشغل هذا المنصب منذ 11 عاما إلى الصحفيين، اليوم الأحد، بعد اجتماع لحزبها المحافظ «الاتحاد المسيحي الديمقراطي».

وتتوقع كل وسائل الإعلام في البلاد أن تعلن المستشارة التي تعد أقدم زعيم دولة في الدول الغربية حاليا، رسميا قرارها في هذه المناسبة.

من جهته، قال النائب الأوروبي العضو في الحزب «إيلمار بروك» إن الجميع يعرفون أنها ستترشح، ويؤيده في هذا الرأي زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين «سيغمار غابرييل» الذي قال: «ننتظر لتقول ميركل الأحد ما يعرفه كل واحد أصلا، إنها ستقود الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الحملة الانتخابية المقبلة».

وخلال مؤتمر للحزب«الاشتراكي» في مدينة إيرفورت شرقي ألمانيا، قال نائب المستشارة، أمس السبت: «نحن نتوقع أن ميركل ستعلن ذلك غدا الأحد، وهذا ما يعرفه الجميع وهي أنها ستقود الحزب الديمقراطي المسيحي في المعركة الانتخابية المقبلة».

ولم يفصح «غابرييل» عن النتائج المترتبة على هذه الخطوة بالنسبة لقرار الحزب «الاشتراكي» الخاص بمرشحه لمنصب المستشار، كما لم يفصح عن نيته شخصياً الترشح ضد «ميركل».

وفي رده حول ما إذا كان ترشح «ميركل» يمثل مأزقا للحزب «الاشتراكي»، قال «غابرييل» على هامش المؤتمر إن هذه المسألة لا تعني شيئا بالنسبة للحزب «الاشتراكي، معربا عن تمسك الاشتراكيين بجدولهم الزمني.

كما أعلن «غابرييل» أن الاشتراكيين سيركزون بقوة في حملتهم الانتخابية على موقف الطبقة المتوسطة في ألمانيا والتماسك الاجتماعي، مضيفا: «أريد أن تعود الطبقة المتوسطة أقوى مرة أخرى».

وأوضح «غابرييل» أن الحزب يسعى إلى تطبيق حد أدنى لرواتب التقاعد وذلك في أعقاب تطبيق الحد الأدنى للأجور.

واختتم «غابرييل» تصريحاته قائلا: «من عمل ينبغي أن يحصل على راتب تقاعد كاف»، مشيرا إلى أنه إذا لم يشارك تحالف «ميركل» (حزبها مع الحزب المسيحي البافاري) في ذلك، فإن هذا الموضوع سيتم طرحه في المعركة الانتخابية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن «ميركل» تتمتع بفرص كبيرة للفوز في الانتخابات لولاية رابعة في منصب المستشارية.

وبذلك ستحطم الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في ألمانيا الذي سجله المستشار «كونراد أديناور» بعد الحرب العالمية الثانية، بينما ستعادل سلفها وراعيها السياسي «هلموت كول» الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.

وتواجه «ميركل» وضعين متناقضين، ففي الخارج حيث يعول عليها كثيرون منذ فوز الجمهوري «دونالد ترامب» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تلقى إشادات، لكنها ستجتاز السنة الانتخابية وقد أضعفها وصول مليون لاجئ إلى ألمانيا على الصعيد الداخلي.

وينظر على نطاق واسع إلى «ميركل»، المحافظة البالغة من العمر 62 عاما التي تشغل منصبها منذ 2005، على أنها قوة استقرار في أوروبا، في وقت يسود فيه الغموض بعد تصويت بريطانيا بالانسحاب من «الاتحاد الأوروبي»، وانتخاب «دونالد ترامب» رئيسا للولايات المتحدة.