سعودي يعثر على معلمه المصري بعد 41 عاما من البحث

الأحد 20 نوفمبر 2016 01:11 ص

 41 عاما قضاها خبير التعليم السعودي «عبد الله أحمد قهار صميلي» يبحث عن معلمه المصري «عبد المنعم القاضي» حتى اهتدى إليه مؤخرا وقطع آلاف الأميال حتى وصل إليه حيث يقطن فى مدينة قفط بمحافظة قنا ليرد الفضل لمعلمه الذي تتلمذ على يديه منذ 41 عاما.

خبير التعليم السعودي وهو معلم تربية إسلامية، والذي استضافه المعلم المصري بمنزل ابنته بمنطقة الوفاء بمدينة الغردقة، أكد أنه يقيم في  منطقة جازان جنوبي المملكة.

 وأضاف: «فى 1972 كنت في الفصل الدراسي الأول والحياة كانت قاسية في ذلك الوقت وجاء معلمي عبد المنعم القاضي من مصر محافظة قنا مركز قفط، الذي تتلمذت على يديه وتعلمت القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم والصلاة ومنهج التوحيد».

وتابع «كما قام  بالتدريس لي  في المرحلة الأولي والثانية الابتدائية   ومكث يعلمنا ست سنوات بالمدرسة وتركنا وذهب ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث عليه قرابة 41 عاما لكي أزوره وأشكره على ما فعله معي حيث كانت فترة تدريس المعلم المصري لي  هي الأساس والسبب الرئيسي الذي أدى لتفوقي العلمي ووصولي  للمكانة التي أحظي بها الآن».

وأوضح أنه طوال هذه المدة أبحث عنه وأسأل عليه المعلمين الوافدين من مصر فلا أجد إجابة شافية، حيث  انقطعت الأخبار نهائيًا عن المعلم الذي لم يترك له عنوانًا أو أثرًا يمكن الاستدلال عليه».

وتابع: «قبل 10 سنوات مضت وعقب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مكثت أبحث عن معلمي وأكتب في فيسبوك اسم معلمي، على أمل أن أعثر  عليه أو على أحد من أقاربه أو أبنائه حتى تسرب اليأس إلى وفجأة وجدت رسالة لي على الفيس من أحد المصريين المتواصلين معي  يطلب مني أن اكتب اسم المعلم كاملا والمحافظة والمدينة التي ينحدر منها عسى أن يتوصل إليه، وبالفعل ذهبت إلى أبي وقلت له أين يقيم معلمي عبد المنعم في أي مكان في محافظة قنا، فقال لي أبي علي ما أتذكر يقيم في مركز فقط».

 وأضاف: «على الفور قمت بكتابة اسم المعلم كاملاً والمحافظة والمدينة طالبًا معرفة بيانات الرجل ورقم هاتفه وعنوانه وبالفعل تواصل معي من خلال فيسبوك، أمين مسعود من قرية الكلاحين مركز قفط  وكان هذا هو الخيط الأول».

الطالب الوفي أوضح أن الشاب أخبره أنه سيبلغ رسالته للمعلم المصري ويبلغه بالخبر وسيستأذنه في إعطاء رقم الهاتف له، وفور وصوله لعبد المنعم القاضي أخبره بالتفاصيل فطلب منه الأخير على الفور منحه رقم الهاتف مؤكدًا أنها كانت لحظة إنسانية مؤثرة عندما تواصل السعودي بمعلمه المصري. 

وكانت المكالمة الأولى بينهما بعد 41 عامًا واتفقا علي اللقاء في مصر محافظة قنا مركز فقط. المعلم السعودي قام بحجز الطائرة وهو وزوجته وسافرا إلى مطار جدة بالسعودية ومنه لمطار الأقصر للقاء معلمه، وفور وصوله  ولقائه  بمعلمه  المصري في منزله  لأول مرة بعد 41 عامًا قبل يده ورأسه وجلس بجواره  يتبادلا  الذكريات. 

واقترح على المسؤولين في المملكة العربية السعودية الاستعانة بالمدرسين الخبرة وعودة الإعارة للمدرسين المصريين للاستفادة من خبراتهم بجانب المدرسين السعوديين.

من جانبه أكد المعلم المصري أن «ما فعله عبد الله موقف نادر من الوفاء والعرفان من تلميذ لأستاذه، ويدل على حسن تربيته وسمو أخلاقه فبعد هذه السنوات الطويلة ما زال يتذكرني  ويقتطع من وقته وجهده وماله الكثير ليزورني  في مسقط رأسي  بجنوب مصر ويكرمني  وسط أهلي».

وأضاف «منحني بموقفه هذا جرعة كبيرة من السعادة تكفيني حتى نهاية العمر، معربا عن أمنيته في زيارة الرسول الكريم، وحج بيت الله الحرام ، مؤكدًا أنه تقدم للحج أكثر من مرة في نظام القرعة لكن لم  يحالفه الحظ»فيما ناشد «عبد الله صميلي» المسؤولين في المملكة بتحقيق أمنية أستاذه، وأن يسهلوا حج المعلم الفاضل.

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر معلم