صحيفة روسية: العملية العسكرية التركية في سوريا بداية لحرب حقيقية

الأحد 20 نوفمبر 2016 05:11 ص

اعتبرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية أن العمليات العسكرية التركية في سوريا، بداية لحرب حقيقية حيث إن المنطقة التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا مستمرة بالتوسع.

وتطرقت الصحيفة إلى رفض قيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية تقديم المساعدة إلى القوات التركية التي تتقدم نحو مدينة الباب السورية، التي سيستولي عليها الجيش السوري الحر، المدعوم من أنقرة، مشيرة إلى أن المنطقة التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا مستمرة بالتوسع.

وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية العاملة في العراق وسوريا «جون دوريان» للصحفيين إن «هذا القرار اتخذ على المستوى الوطني»، مضيفا أن المستشارين الأمريكيين الذين ساندوا سابقا القوات التركية في البداية، لا يشاركون حاليا في الهجوم على المدينة. 

لكنه تابع أن التحالف الدولي لن يمتنع أبدا عن التعاون مع تركيا في إطار محاربة الإرهاب.

وكان مدينة الباب، التي تبعد 30 كلم عن الحدود التركية–السورية، منذ البداية هدفا رئيسا للقوات التركية في عملياتها داخل سوريا، والتي بدأت نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، ضد الأكراد و«الدولة الإسلامية.

من جانبها، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردي عن انسحابها التدريجي من مدينة منبج، مؤكدة أنها ستنتهي قريبا من تشكيل مجلس عسكري في منبج وتبدأ انسحابها التدريجي إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، للمساهمة في عملية الرقة»

وهذا ما أكده الممثل الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون محاربة «الدولة الإسلامية» «بريت ماكغورك»؛ مضيفا أن على إدارة المدينة السورية التي حررتها القوات الكردية من سيطرة الدولة الإسلامية أن تكون جاهزة لمواجهة التهديدات المحتملة من جانب التنظيم بمفردها.

أما عضو المؤتمر الوطني الكردي «فرهاد باتييف»، فقال للصحيفة الروسية إن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي من منبج لا يمكن اعتباره تراجعا؛ لأن الحديث لا يدور عن مغادرة المدينة. وهناك مبدأ بنيت عليه الإدارة في كردستان سوريا وهو أن: إدارة أي منطقة هي من واجب المقيمين فيها. وحاليا يحضر المقاتلون الأكراد المؤسسات اللازمة للإدارة. وبعد الانتهاء من ذلك، فإن الأكراد الذين قدموا من المناطق الأخرى يمكنهم العودة إلى مناطق إقامتهم».

ويجري في كل نقطة سكنية في شمال سوريا بعد تحريرها تشكيل إدارة ذاتية تتوافق وقوانين منطقة الحكم الذاتي الكردي التي تسمى (روج آفا).

وحاليا، تقاتل وحدات حماية الشعب الكردي في الضواحي الشرقية لمدينة الباب؛ حيث من الممكن أن تصطدم بالقوات الموالية لتركيا.

وبحسب «باتييف»، الوضع حول مدينة الباب يذكر بالوضع الذي كان في جرابلس (شمال)، حيث أصبحت حينها القوات التركية وجها لوجه مع الأكراد. 

ولكن المجتمع الدولي أصر آنذاك على ضرورة مغادرة الوحدات الكردية المنطقة والتوجه إلى الضفة الأخرى للفرات.

وأشار «باتييف» إلى أن الأكراد لا ينوون غض الطرف عما تفعله تركيا في سوريا. فبعد أحداث جرابلس، بدأت القوات التركية بتوجيه ضرباتها إلى مواقع الأكراد. كما أنها تهاجم أحيانا منطقة عفرين، حيث يسقط بنتيجة القصف الصاروخي ضحايا بين المدنيين والمقاتلين ، بحد زعمه.

 

واختتم «باتييف» حديثه بالقول إن خطوات السلطات التركية ليست سوى بداية حرب حقيقية. 

ودعما لقوات «الجيش السوري الحر»، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم «درع الفرات»، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها.

ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وأعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة «الدولة الإسلامية».

وخلال الأيام الماضية، وصلت معركة مدينة «الباب»، شمالي سوريا، إلى فصلها الأخير بعد أن أصبحت قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا على مشارف المدينة، ويفصلها عنها في بعض النقاط أقل من كيلومتر واحد.

ويتوقع مراقبون أن يكون هذا الفصل الأخير الأصعب في سير المعارك التي تخوضها «درع الفرات» ضد «الدولة الإسلامية»، باعتبار مدينة الباب آخر معقل مهم للتنظيم في ريف حلب، وخسارة التنظيم مدينة «الباب» تعني خروجه من محافظة حلب نهائيا.

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا درع الفرات الدولة الإسلامية