صدوع في الائتلاف الحاكم: نتنياهو يهاجم لبيد واستقالة بيرتس كفيلة بتسريع تشكيل كتلة وسط – يسار

الاثنين 10 نوفمبر 2014 10:11 ص

في الساحة السياسية الإسرائيلية، يعتبرون أن استقالة بيرتس من الحكومة هي نقطة تحول دراماتية: تركه لطاولة الحكومة هو بمثابة "إعصار" سيدفع الى تشكيل جسم وسط – يسار من اجل الانتخابات القادمة.

إن استقالته قد تضر بصورة تسيبي لفني زعيمة حزب "الحركة" وتمنع احتمال فوز حزبها في الانتخابات القادمة، انتقال بيرتس الى المعارضة قد يهدد مكانة اسحق هرتسوغ رغم أن مركز الحزب قد أعلن أنه سيكون المرشح لقيادة الدولة في الانتخابات القادمة.

من السابق لأوانه التنبؤ كيف سيتصرف بيرتس: هل سيستمر في "الحركة" وكعضو كنيست؟ هل سيتحول الى "طابور خامس" ويصوت ضد الائتلاف؟ وقد يبدأ بالعمل ليحتل من جديد قيادة حزب العمل التي تركها عشية الانتخابات الاخيرة ويسعى لاقامة جسم وسط – يسار من اجل الانتخابات.

يعتقدون في الحركة أن بيرتس سيصعب عليه عمل أي شيء دون التعاون مع لفني وانضمامها الى أي اطار سياسي يريد اقامته في المستقبل. في الوقت الحالي أوضح بيرتس عن نيته الاستمرار في عضوية الحركة لكنه ليس ملزما بتأييد الائتلاف في التصويت، وأنه لم يقم بأي اتصالات مع حزب العمل، وقد دعا الى اقامة جسم وسط – يسار من اجل التغلب على نتنياهو في الانتخابات.

أحد اعضاء الكنيست من حزب العمل قال لصحيفة "هآرتس" إن "عمير بيرتس هو أحد الاشخاص البارزين في السياسة الاسرائيلية. وقد فهم أنه ليس للحركة فرصة في الانتخابات القادمة، واستقالته هي جزء من خطوة سياسية أوسع بكثير".

من شأن استقالة بيرتس أن تتسبب بضرر لا يمكن اصلاحه في صورة لفني: مرة تلو الاخرى تتفاخر بوجودها في الحكومة في ظل غياب العملية السياسية، من اجل كبح سن قوانين من اليمين ومنع التعدي على الجهاز القضائي ومحكمة العدل العليا. وقد أعطاها بيرتس الغطاء حتى اليوم بموافقته على التواجد في حكومة نتنياهو. والآن في ظل غياب العملية السياسية وفي ظل الميزانية المقلصة لنتنياهو فان لفني ستجد صعوبة في تفسير سبب استمرارها في الائتلاف.

استقالة بيرتس قد تحطم الحزب من الداخل: لقد سبق أن دعا متسناع مرة بعد اخرى حزبه الى الخروج من الائتلاف، واستقالة بيرتس قد تدفع الاثنان الى انشاء ائتلاف سياسي مشترك بينهما رغم الصراعات الشخصية المتواصلة بينهما. حزب "الحركة" قد ينشق، حتى وإن كان ذلك ليس بشكل علني: نصف اعضاء الكنيست سيصوتون مع الائتلاف والنصف الآخر ضده. وقد ينضم لبيرتس ومتسناع عضو الكنيست اليعيزر شتيرن الذي أعلن أنه يفكر بالعمل بشكل مستقل وأن يصوت ضد الائتلاف.

مع استقالة بيرتس سيسعى الى انشاء اتحاد عابر للاحزاب يشمل "الحركة" وحزب العمل من اجل التفوق على نتنياهو في الانتخابات القادمة.

هرتسوغ قد يتضرر من خطوة بيرتس اذا قرر الاخير العودة الى حزب العمل. لكن السيناريو أن يسيطر بيرتس على حزب العمل قبل الانتخابات القادمة هو سيناريو غير واقعي. فقد مرر هرتسوغ قرارا بين اعضاء حزبه يحسم ترشحه في الانتخابات القادمة.

واذا لم يتم انشاء جسم وسط – يسار فان بيرتس يستطيع البحث عن مكان له في حزب العمل أو في احزاب اخرى مثل حزب كحلون أو ميرتس.

استقالة بيرتس زادت من حدة المواجهة بين حزبي "الحركة" و"يوجد مستقبل". زعيم حزب يوجد مستقبل، يئير لبيد، يمسك بمفاتيح تفكيك الائتلاف والذهاب الى الانتخابات. إلا أن التوقيت الحالي اشكالي بالنسبة له: استطلاعات الرأي في الاشهر الاخيرة تشير الى تحطم الحزب في الانتخابات، وللبيد مصلحة في تقويم مكانته على مقاعد الائتلاف.

مسؤولون كبار في "الحركة" يعتقدون أن لفني ستفضل الشراكة السياسية مع "يوجد مستقبل" على الشراكة مع حزب العمل. وقد أوضحت في نهاية الاسبوع: "لا يمكن أن أكون عضو في حزب العمل، ولكني أحب رئيس الحزب كثيرا".

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية