«الحريري» يشيد بالعلاقات اللبنانية السعودية ويعتبرها «أكبر من أن يعكرها أحد»

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 05:11 ص

أشاد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف «سعد الحريري»، الاثنين، بالعلاقات بين بلاده والسعودية واعتبرها «أكبر من أن تمس أو يعكرها أحد».

وفي كلمة ألقاها «الحريري»، مساء الاثنين، خلال مأدبة عشاء على شرف مستشار العاهل السعودي وأمير مكة المكرمة الأمير «خالد الفيصل» الذي غادر بيروت عقب ذلك بعد زيارة استغرقت يوما واحدا، قال «الحريري» إن «كل المجتمعين هنا أتوا ليقولوا إنّ علاقات لبنان وشعبه مع السعودية، أكبر من أن تمس، وأصدق من أن تعكّر، وأعمق من أن يُنال منها».

وتوجه «الحريري» إلى «الفيصل» بالقول إن «حضوركم بيننا اليوم يؤكد مجدداً التزام السعودية شعباً وقيادةً، بالعلاقات الأخوية التي تربطها بكل اللبنانيين، وعلى رعايتها الدائمة للبنان وللدولة اللبنانية، بصفتها الممثل الجامع لإرادة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني».

وأكد أن «اللبنانيين الخارجين للتو من فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، والمتطلعون إلى اكتمال نصاب مؤسساتهم الدستورية، يستبشرون خيراً بزيارتكم لبلدنا، لأن السعودية كانت دائماً مملكة الخير للبنان وكانت لها الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية، وفي إعادة الإعمار بعدها وبعد كل عدوان إسرائيلي».

وأشار إلى أن توقيت الزيارة عشية عيد الاستقلال «إنما هو تعبير عن تمسك المملكة باستقلال لبنان وسيادته وازدهاره، تماماً كما أن رسالة هذه الأمسية الطيبة هي أن لبنان المتمسك بهويته العربية، ملتزم كل القضايا التي تحمل المملكة رايتها، بدءاً من استعادة الحقوق العربية كافةً وصولاً إلى مكافحة التطرف والإرهاب بكل أشكاله ومسمياته».

بدوره، أعرب الموفد السعودي عن سروره بـ«لقاء قيادات لبنان السياسية والفكرية والاقتصادية».

وأضاف: «لقد وصلت اليوم لأنقل رسالتين من الملك السعودي إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بتهنأته لانتخابه رئيسا، ورسالة ثانية لتقديم الدعوة له بزيارة السعودية».

وتابع: «رحب الرئيس بقبول الدعوة على أن تبدأ بعد استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية وأن زيارته للمملكة ستكون الأولى إلى أي بلد عربي».

وفي وقت سابق، التقى الفيصل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام.

وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من “حزب الله” الشيعي، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وجاءت التصريحات الرسمية الصادرة لاحقاً من لبنان تؤكد على أهمية العلاقات مع السعودية، أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني رغبة بلاده في الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية لاسيما المملكة.

وكان مستشار ولي عهد أبوظبي أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور «عبدالخالق عبدالله»، توقع مفاجآت سعودية من العيار الثقيل في لبنان قريبا.

وقال «عبدالله» في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تخطو السعودية خطوات مدروسة وذكية تجاه لبنان تمهد الطريق لحضور سعودي وخليجي قوي خلال المرحلة القادمة، أتوقع مفاجآت من العيار الثقيل قريبا».

تجدر الإشارة إلى تأكيد العديد من المراقبين على أن هناك ثمة مقاربة سعودية جديدة للعلاقات مع لبنان، سيتم إرسال أولى إشاراتها بتعيين سفير سعودي جديد في بيروت قبل نهاية العام الجاري، ثم جعل مناسبة زيارة رئيس لبنان إلى المملكة مناسبة لإعادة هبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني.

وكان رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، «سعد الحريري» اعتبر أن انتخاب «ميشال عون» رئيسا للبلاد يشكل فرصة لإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول «مجلس التعاون الخليجي».

كما أجرى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، اتصالا هاتفيا، هنأ فيه «عون» برئاسة لبنان، وهو أول تواصل للعاهل السعودي مع مسؤول لبناني بهذا المستوى منذ توتر العلاقات بين البلدين قبل نحو عام.

وقبل نحو أسبوع، قال الرئيس اللبناني السابق «ميشال سليمان» إن المملكة العربية السعودية ستعيد العمل بالمنحة التي قررتها لإعادة تسليح الجيش اللبناني، بأسلحة فرنسية، والمقدرة بثلاثة مليارات دولار.

وكانت المملكة قد أعلنت، في شهر فبراير/شباط الماضي، وقف المساعدات المقررة لتسليح الجيش اللبناني وقدرها 3 مليارات دولار، كما قررت إيقاف ما تبقى من مساعدة مقررة بمليار دولار لقوى الأمن الداخلي اللبناني (الشرطة).

وأوضح مصدر مسؤول آنذاك أن هذا القرار جاء نتيجة مواقف لبنانية مناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية والدولية، في ظل مصادرة «حزب الله» لإرادة الدولة اللبنانية.

وكان وزير خارجية لبنان «جبران باسيل»، الذي حضر القمتين العربية والإسلامية في يناير/كانون الثاني الماضي، قد رفض التصويت بالموافقة على بيان عربي مشترك يدين الهجمات على البعثات السعودية لأنه احتوى على انتقادات لـ«حزب الله»، وأكد على الحاجة لوحدة وطنية في لبنان.

وكانت السعودية قد تعهدت في عام 2013 بتقديم حزمة مساعدات للجيش اللبناني فيما أطلق عليها الرئيس اللبناني السابق «ميشال سليمان» أكبر منحة للقوات المسلحة على الإطلاق.

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان السعودية سعد الحريبري