دار الافتاء الليبية تعلن مقتل الداعية «العمراني» واتهامات بالتحريض للمصري «رسلان» (فيديو)

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 05:11 ص

نعت دار الافتاء الليبية، أعلى سلطة دينية في البلاد، في بيان، أمس الاثنين أحد أبرز أعضائها الشيخ «نادر السنوسي العمراني» الذي كان خُطفَ قبل أكثر من شهر من أمام مسجد في طرابلس في ظروف غامضة.

ومن جانبها كشفت وزارة الداخلية الليبية فى طرابلس، تفاصيل اغتيال الداعية «نادر العمراني»، الأمين العام لهيئة علماء ليبيا وعضو دار الإفتاء، والذى اختطف فى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضى، على يد مسلحين من أمام مسجد في منطقة الهضبة الخضراء، إحدى ضواحي العاصمة الليبية طرابلس.

 واتهمت الأجهزة الأمنية الليبية، الداعية المصرى «محمد سعيد رسلان»، بالتحريض على قتل عضو دار الإفتاء الليبية، حيث نشر جهاز المباحث العامة تسجيلاً مصورًا، لشاب ملتحٍ يدعى «هيثم عمران الزنتاني»، يعترف فيه بقتل «العمرانى»، لافتًا إلى أن شخصًا من شرق ليبيا تلقى دراسة علوم الشريعة على يد الشيخ المصري «محمد سعيد رسلان»، وأتى بفتوى من الأخير «تجيز قتل العمراني كونه ضالاً ومضللاً لعامة الليبيين»، بحسب الفتوى، (شاهد الفيديو)

فيما نعى الداعية السعودي الشيخ «محمد العريفي» «العمراني»، واصفًا إياه  بأنه من كبار علماء المسلمين ومن أهل القرآن والدعوة.

دعوة إلى القصاص

وجاء في بيان دار الافتاء الليبية «علمت دارُ الإفتاء ومجلس البحوث، مِن خلال تواصلهما مع الجهات المختصة، تأكيد مقتل فقيد السنة ومعاهدِها، وفقيدِ العلمِ والوطن، فضيلة الشيخ الدكتور نادر السنوسي العمراني، عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدارِ الإفتاء، ومقرره، والأمين العامّ لهيئة علماء ليبيا، ونائب رئيس رابطة علماء المغرب العربيّ، وعضو الرابطة العالمية للاحتساب»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت مصادر أمنية في طرابلس إنه لم يُعثرْ حتى الآن على جثة الشيخ القتيل.

ووصفت دار الإفتاء الشيخ بأنه «وسطي»، مضيفة أنه بسبب ذلك تربص له «الغلاة». ودعت إلى «القصاص».

وأورد البيان أن الفقيد قُتل «لا لذنبٍ إلّا لأنه كانَ يحمل لواءَ العلم في هذا البلدِ (..) ولِما كانَ عليه من الوسطيةِ في دعوتِه، ومنابذة الغلوِّ وأهلهِ، والتمسكِ بالحقّ، والثباتِ عليه، والدفاعِ عنه، فتربَّصَ به الغُلاة، مستندينَ على فتاوَى مضللةٍ مِن خارجِ البلاد».

وأضاف «إنّ دار الإفتاء ومجلسَ البحوثِ لَيُطالبانِ بالقصاصِ والحدِّ مِن كلّ مَن شارَكَ وخطّطَ ودبّرَ للجريمةِ، إقامةً لشرعِ اللهِ، وردعًا لأمثالِهم مِن المجرِمين».

ويرأس دار الإفتاء الشيخ «الصادق الغرياني»، وهو معارض لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس والسلطة المنافسة لها في شرق ليبيا والمناهضة للإسلاميين.

وبعد خمس سنوات من الاطاحة بالرئيس الراحل «معمر القذافي» لا تزال ليبيا غارقة في العنف وسط مازق سياسي.

وتُهيمن على العاصمة الليبية حالياً مجموعات مسلحة عدة بولاءات سياسية ودينية متعددة، يتولى بعضها دور الشرطة أو قوات الامن.

ملابسات القتل

وفي الوقائع التي أوردتها الأجهزة الأمنية الليبية، اتهمت الداعية المصرى «محمد سعيد رسلان»، بالتحريض على قتل الراحل «العمراني» عضو دار الإفتاء الليبية، حيث نشر جهاز المباحث العامة تسجيلاً مصورًا، لشاب ملتحٍ يدعى «هيثم عمران الزنتاني»، يعترف فيه بقتل «العمرانى»، لافتًا إلى فتوى من الأخير «تجيز قتل العمراني كونه ضالاً ومضللاً لعامة الليبيين»، بحسب الفتوى، بحسب موقع «المصريون».

وقال «الزنتاني»، إن «الاجتماعات التحضيرية التي حضرها شخص رابع يدعى أيمن الساعدي تركزت على بيان انحراف العمراني وتبعيته لجماعة الإخوان ودار الإفتاء».

وتابع «الزنتاني»، في الفيديو المسرب، أن «التخطيط لاختطاف الشيخ نادر كان قبل ثلاثة أشهر، وإن المسؤولين عن اختطافه وقتله مجموعة من قوة الردع الخاصة (المعروفة بانتمائها لتيار الفكر السلفي المدخلي) ».

وبيّن «الزنتاني» أن ا«لتخطيط للعملية والاجتماع كان يجري بأحد مقار قوة الردع في منطقة السبيعة جنوب غرب العاصمة طرابلس وأن تهمة القتيل أنه مخالف، وأنه يرد على مَن يسمونهم علماء السلفية مثل «ربيع المدخلي»، وعليه تم إصدار فتوى بخطفه وتصفيته»، وفق «الزنتاني».

وكشف «الزنتاني» أن الضالعين في عملية التخطيط هم (حكيم قيدش مسؤول مكتب جهاز مكافحة الجريمة بمنطقة السبيعة جنوب غرب طرابلس، وشخص يدعى الشيخ أحمد الصافي، وشكري قيدش، وخالد البوني، والضاوي نزام). وأضاف أن «مجموعة من قوة الردع تجتمع دوريًا وتخطط لتصفية عدة مشايخ تعتبرهم تابعين لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة، ومن ضمن مَن تقرر تصفيتهم، الشيخ العمراني، والشيخ عبد الباسط غويلة، ومحمود بن موسى، وعدة مشائخ من دار الإفتاء الليبية بطرابلس»، بحسب اعترافات «الزنتاني».

وأضاف «الزنتاني» أن الساعة التي سبقت تصفية الشيخ «العمراني» كان يدار فيها حوار بين الشيخ و«حكيم قيدش»، أحد أفراد المجموعة التي خططت لتصفية «العمراني».  

وأضاف «الزنتاني» أن «قيدش» قال للشيخ «العمراني» «إنك تضلل الناس بأفكار منحرفة وترد على المشايخ والعلماء الذين درست على أيديهم في المدينة المنورة»، ورد الشيخ «العمراني» بقوله «إني أقول للناس ما أعتقد أنه حق».

وتابع «الزنتاني»: «انتهى الحديث بإطلاق أعيرة نارية من بندقيتين على الشيخ العمراني حتى أردوه قتيلاً من ثم أهالوا عليه التراب».

 من جانبها، نفت قوة الردع الخاصة، التابعة لوزارة الداخلية الليبية، في بيان لها، أن يكون الشخص الذي اعترف بمقتل «العمراني» أحد منتسبيها. وقالت قوة الردع، إن الزج باسمها، في اغتيال «العمراني»، جاء من جهات «مشبوهة» بهدف تصفية حسابات خاصة.

حياة حافلة

والشيخ «نادر العمراني»، هو داعية ليبي ولد في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1972م بطرابلس، الموافق الأول من شوال من عام 1392هـ، درس المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدرسة الوحدة العربية بطرابلس، وحصل على الشهادة الإعدادية سنة 1986م، وحصَّل على الشهادة الثانوية من مدرسة جنزور الثانوية سنة 1989م بتقدير ممتاز.

التحق «العمرانى» بكلية الطب جامعة طرابلس ودرس فيها 4 سنوات قبل أن يتركها متوجهًا إلى المدينة بالسعودية، لطلب العلم والدراسة في الجامعة الإسلامية، فتحصل على شهادة الليسانس من كلية الحديث الشريف وعلومه عام 1997م بتقدير عام ممتاز بنسبة 96.5 %، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الحديث الشريف وعلومه من قسم علوم الحديث، بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1998م بتقدير عام ممتاز، بنسبة 97.8% .

حصل على الشهادة العالية (الماجستير) في الحديث وعلومه من قسم علوم الحديث، بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 2002م بتقدير ممتاز، وكانت الرسالة بعنوان: «قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري».

نال الدرجة الدقيقة (الدكتوراه) من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس في بداية عام 2010 بإشراف الشيخ «الصادق الغرياني، مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات، وكانت بعنوان: «علوم الحديث عند ابن عبد البر من خلال كتابه التمهيد».

شغل عضوًا في عدة هيئات شرعية، أبرزها، عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، الأمين العام لهيئة علماء ليبيا، نائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي، عضو رابطة علماء المسلمين، رئيس اللجنة العلمية بالجمعية الليبية للمالية الإسلامية، عضو في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، نائب رئيس لجنة مراجعة القوانين والتشريعات وتعديلها بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية المشكلة من المؤتمر الوطني العام، عضو اللجنة الاستشارية بإدارة الدراسات والبحوث بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 2012م.

نعي «العريفي»

نعى الداعية السعودي المعروف الشيخ «محمد العريفي» الشيخ «العمراني»، واصفا إياه بأنه من كبار علماء المسلمين ومن أهل القرآن والدعوة.

وتابع «العريفي» في «تغريدة» له على «تويتر»: «التقيته بمجالس العلم مرارًا، فرأيت عالمًا فاضلًا مؤصلاً، حريصًا على جمع الكلمة والنصح للخلق، والرفق حتى بالمخالف».

واختتم «العريفي» قائلاً: «عزائي لنفسي وأهله ومحبيه».

ومن أواخر «تغريدات» الشيخ «العمراني»:

 «#أمة_ واحدة

من أعظم ثمار الاجتماع : القوة

ومن أعظم آثار الاختلاف : الضعف

«ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» من الآية 46 من سورة «الأنفال».

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الإفتاء الليبية مقتل العمراني تحريض رسلان