«علماء باكستان» تبدي ارتياحها لتبرؤ الأزهر من مؤتمر «غروزني»

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 06:11 ص

أبدى مجلس علماء باكستان، ارتياحه واطمئنانه، عما صدر من بعض المرجعيات الإسلامية، من إيضاح حول موقفها من مقررات «مؤتمر غروزني»، وتبرؤها من هذا المؤتمر.

وقال الشيخ «محمود طاهر أشرفي» رئيس مجلس علماء باكستان، إنه لم يكن لائقاً بهذه المرجعيات أن تتورط في مثل هذا المزلق الذي انعقد قبل شهور في الشيشان، والذي حَمَلَ على سنة المسلمين وفرق جماعتهم في مشهد مؤسف، لم يعرف التاريخ الإسلامي في مده وجزره فجاجة في الإيضاع بين المسلمين مثلما صار من عَرَّابي هذا المؤتمر ممن فرحوا بهذه الفرقة والنفرة بين المسلمين.

ونوه الشيخ «أشرفي» في هذا الخصوص بما صدر عن شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» من بيان يترجم أفقه وبُعدَ نظره، بحسب وصفه في صحيفة «الرياض».

وأضاف: «كما يترجم من جانب آخر أن مؤسسة الأزهر الشريف فوق هذه الترهات والمسالك القاصرة، التي زوّرها على قامات الأمة حملة الخرافة وزاجي البضاعة، وأهل السنة هم أهل الإسلام، فاسم الجميع ومظلتهم ووصفهم واحد هو الإسلام والمسلمون، هذا في المعتقد، أما في فروع الشريعة في الفقه وغيره فالمدارس والاجتهادات رحبة سواء نُسبت لأهلها أو لم تنسب فرائد الجميع الحق بدليله والرجال يعرفون به ولا عكس».

​كما نوه «الأشرفي» بالموقف الحكيم والرصين من لدن رابطة العالم الإسلامي تجاه هذا الحدث؛ نظراً لما تمثله الرابطة من بُعد عالمي يمثل الشعوب الإسلامية، وذلك عبر مقررات مؤتمرها المنعقد بمشعر منى في الحج الماضي حيث سعدنا بالمشاركة فيه ضمن مئات من علماء الأمة الإسلامية ووجوهها، وسعدنا ببيانه التاريخي المستوعب.

وختم «الأشرفي» تصريحه داعياً المولى جل وعلا أن يصلح أحوال المسلمين ويجنبهم مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهمهم رشدهم وصوابهم ويدلهم على خير أمرهم.

وكان الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، تبرأ من البيان الختامي لمؤتمر «أهل السنة» الذي عقد في العاصمة الشيشانية «غروزني» شهر أغسطس/آب الماضي.

وقال «الطيب» فى حديثه الأسبوعى الذى يذاع الجمعة الماضية على الفضائية المصرية: «لا أعلم شيئا عن البيان الختامي للمؤتمر، ولم أقص أحدا في كلمتي.. وأهل الحديث من أهل السنة والجماعة».

وسبق أن تبرأت مشيخة الأزهر بالقاهرة من البيان الختامي للمؤتمر وأثار انتقادات واسعة خاصة من جانب السعودية؛ وقالت المشيخة حينها إن «مفهوم أهل السنة والجماعة يطلق على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (السلفية)».

وقال «الطيب» الجمعة الماضية: «يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة».

يشار إلى أن وفدا رفيع المستوى من الأزهر قد زار المملكة العربية السعودية، وأكد الوفد أن «المؤتمر لم يخضع في تنظيمه للأزهر، ولم يكن حتى تحت رعايته، ولم يشارك الأزهر في بيانه الختامي».

وقال «الطيب» في حديثه إن الأزهر معني بوحدة المسلمين، وحينما نقول: وحدة المسلمين، لا نعني حشد المسلمين في مذهب واحد أو في فكر واحد أو في مدرسة فقهية أو مدرسة عقدية واحدة؛ لأن الإسلام دين حواري فيما بين المسلمين أنفسهم وفيما بين المسلمين وغيرهم، كما أن التراث الإسلامي يقوم على الحوار والحجة والدليل.

وأضاف «الطيب» بقوله: «لم أزر الشيشان لأقول: تمسكوا بالأشعرية والماتريدية وأقصوا المذاهب الأخرى.. لأن هؤلاء شيوخي وهؤلاء أئمتي».

يذكر أن البيان الختامي لمؤتمر «أهل السنة والجماعة» قد أثار ردود فعل غاضبة، بسبب قصره وصف أهل «السنة والجماعة» على «الصوفية، والأشعرية، والماتريدية»، مستبعداً السلفية، وفرقا إسلامية أخرى.

وجاء المؤتمر برعاية نظام مثير للجدل ومعروف بولائه لموسكو وهو ما أثار غضبا واسعا لم يقتصر علماء السعودية، بل شمل علماء ومفكرين من العالم الإسلامي.

  كلمات مفتاحية

رابطة علماء باكستان شيخ الازهر أحمد الطيب أهل السنة مؤتمر غروزني الشيشان