استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحوثيون و«جون كيري» وساعاته الأخيرة في السلطة

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 08:11 ص

يبذل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الدقائق الأخيرة من تمتعه بالسلطة، قصارى جهده لتقديم هدية لإيران تكون مادتها تمكين الحوثيين في اليمن من السلطة، وإضعاف السلطة الشرعية اليمنية بكل ما يستطيع من جهود.

* * *

المتابع لتنقلات وزير خارجية أمريكا جون كيري بعد الانتخابات الأمريكية التي أتت بالسيد رونالد ترامب ليحل محل الرئيس الأمريكي الذي ستنتهي ولايته في العشرين من شهر يناير القادم ومعه الإدارة الأوبامية، يلاحظ ارتباك الرجل وعدم التركيز فيما يقول ومع من يلتقي.

قام السيد كيري بزيارة إلى سلطنة عمان/ مسقط في الأسبوع الماضي، والتقى بقيادات مسؤولة في السلطنة، وفي هذه الزيارة تأكدت الأنباء القائلة إنه اجتمع مع ممثلي الانقلابيين على الحكومة الشرعية اليمنية تحت مظلة وترتيب عماني، ونتج عن ذلك الاجتماع اتفاق مع ممثل ميليشيات الحوثي على وقف إطلاق النار الأربعاء الماضي، وأن جهوده تمت بالاتفاق مع قيادة التحالف العربي.

في اليوم التالي أعلن أن الإعلام فهم أو فسر حديثه تفسيرا خاطئا، وصرح بأنه لم يبلغ قيادة التحالف أو الحكومة الشرعية اليمنية بهدف زيارته إلى عمان وأبو ظبي والالتقاء بممثلي ميليشيا الحوثي.

نلاحظ أن الصدمة التي مني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي في الانتخابات أثرت تأثيرًا بليغًا على سلوك الإدارة الأمريكية التي قريبا ستنتهي ولايتها، فهذا جون كيري وزير الخارجية يتناقض في أقواله في عُمان / مسقط، ويرتكب في تقديري خطيئة سياسية باجتماعه مع ميليشيا مسلحة غير معترف بها اختطفت الدولة اليمنية ورموز قيادتها (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع) وغيرهم، وهي، أي أمريكا التي عودتنا وألحت علينا بأنه لا تفاوض مع الخاطفين أيًا كان نوع المختطف، فما بالك بخاطفي الدولة كما فعل الحوثيون /الحوثة في اليمن.

لم يجتمع كيري مع ممثلي الحكومة الشرعية ولم يفاتح قيادة التحالف العربي بمشروعه. ويعتقد ممثلو الحوثي أنهم اكتسبوا شرعية دولية بلقائهم مع وزير الخارجية الأمريكي المودع لمنصبه في غضون أسابيع قليلة وهذا اعتقاد خاطئ.

في الجانب الآخر رأينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجتمع في مدينة ليما عاصمة البيرو على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) مع نظيره الروسي بوتين واقفا وهي على غير العادة بين زعيمي أقوى قوتين عسكريتين في العالم، تلك الاجتماعات من كيري إلى أوباما تدل على أنهم ما برحوا تحت صدمة الانتخابات.

* * *

عندما هيمنت القوى الباغية (الحوثي وصالح المخلوع) على العاصمة صنعاء واحتجزت الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور ورئيس الوزراء خالد بحاح وعدد من كبار موظفي الدولة اليمنية واستولوا على كل مفاصل الدولة بقوة السلاح وتمددوا بقوتهم حتى سيطرا على كامل الأراضي اليمنية.

واستطاع الرئيس عبد ربه منصور الانفكاك من الاعتقال ووصل إلى عدن العاصمة الثانية لليمن استنجد بدول مجلس التعاون الخليجي وطلب رسميا من المملكة العربية السعودية التدخل عسكريا حفاظا على اليمن ومقدراته وأمن المنطقة والمنافذ البحرية، فكانت استجابة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وعدد من الدول العربية والصديقة لدعوة القيادة الشرعية بالتدخل ولو عن طريق القوة المسلحة لإنقاذ اليمن من الانقلابيين البغاة فكان لها ما أرادت.

وتكونت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. إذا، يتضح لنا، ولكل منصف بأن تدخل السعودية عسكريا في اليمن كان بموجب دعوة رسمية من حكومة شرعية معترف بها عربيا ودوليا وليس عدوانًا على اليمن كما يصور ذلك إعلام الحاقدين في بغداد ودمشق وبيروت وأماكن أخرى، وكما يصور ذلك الحوثي وصالح المخلوع بشخوصهم.

إن الدعوة الأخيرة، بموجب كلام السيد كيري لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة قابلة للتجديد لن تستجيب لها مليشيات الحوثي وصالح المخلوع ما لم يكن وقف إطلاق النار لصالحهم. من هنا، يتضح من سلوك الحوثيين / الحوثة أنهم ليسوا أهل التزام بما يتوافقون عليه مع القيادة الشرعية اليمنية سواء في عهد الرئيس المخلوع أو في عهد عبد ربه منصور، ولا جدال بأن الحوثيين ممثلون في البرلمان اليمني وفي السلطة التنفيذية قبل 2011 وبعدها فماذا يريدون أكثر من ذلك. 

أنهم والحق أقول لا يعملون لمصلحة اليمن وإنما لمصلحة قوى وأطراف دولية خارج جغرافيا اليمن وخارج جغرافيا الجزيرة العربية ولن تسمح دول مجلس التعاون خاصة السعودية بأي نفوذ خارجي يكون في اليمن يهدد أمنها واستقرارها.

* * *

تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة إعلامية وسياسية ظالمة من أطراف متعددة وتتهم بأنها تشن عدوانًا على اليمن وهذا ينافي الحقيقة. أن وجودها هناك بموجب طلب سيادي من حكومة معترف بها من قبل جميع المنظمات الدولية ومعظم دول العالم وليس عدوان، كما يشن عليها حملة ظالمة بأنها تستهدف مدنيين ومؤسسات مدنية، وفي حالة الحرب قد يحدث ذلك من قبل أي طرف، لكن في حالة حدوث أي أضرار عن طريق الخطأ من قبل قوات التحالف فسرعان ما تعبر الدولة السعودية عن أسفها العميق لما حدث وتقدم العون لأسر الضحايا وتأمر بإجراء تحقيق بكل شفافية.

سوريا والعراق تتعرضان لإبادة جماعية من قبل التحالف الإيراني الروسي السوري وميليشيات أجنبية مجندة للحرب في سوريا والعراق وبكل أنواع الأسلحة بما في ذلك أسلحة محرمة دوليا وتحت أبصارنا عبر شاشات التلفزة يتم انتشال الأطفال والنساء والمسنين من تحت الأنقاض، دمرت مستشفيات بكاملها ومدارس ودور عبادة في سوريا وقتل مئات الآلاف من البشر ودمرت مدن مثل حلب مدينة التاريخ العربي والإسلامي، والموصل أم الربيعين، وهجر سكانها ولا أحد يثير تلك الجرائم التي ترتكب في العراق وسوريا إلا عرضًا لأن القاتل ليس عربيا.

السعوديون وعاصفة الحزم لم تستهدف أي هدف مدني ما لم تتأكد بأنه جبخانة عسكرية لمليشيات الحوثي والرئيس المخلوع، وفي تقدير الكاتب لو استخدمت قوات عاصفة الحزم أسلحة كيماوية أو قنابل انشطارية أو ارتجاجية كما تفعل روسيا وأمريكا وإيران لانتهت الحرب في اليمن لصالح الرئيس اليمني الشرعي في وقت قصير.

آخر القول: لابد من كل دول مجلس التعاون شعبا وحكومات الوقوف مع المملكة العربية السعودية لدحر العدوان الحوثي على جنوب المملكة السعودية ومكة المكرمة وعلى السلطة الشرعية اليمنية.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون جون كيري الشرعية اليمنية إيران إدارة أوباما سلطنة عمان

المدرسة والمسجد في استراتيجية الحوثيين