مستقبل غامض للسيارات الكهربائية بعد فوز «ترامب»

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 09:11 ص

سيكون على (شيفروليت بولت إي في) و (تيسلا 3) أن يتعلموا نوعًا جديدًا من المراس السياسي والتنظيمي لإدارة أسواقهم، وذلك أن أحد المشككين بنظريات تغير المناخ يعد نفسه الآن ليحتل البيت الأبيض.

إدارة «ترامب» الناشئة مازالت غير واضحة فيما يخص التفاصيل السياسية لحكمها، ولكن اتحاد مصنعي السيارات لم ينتظر للتفاصيل حتى تتضح، فبعد يومين من الليلة الانتخابية، ألح الاتحاد على الإدارة الانتقالية لـ«ترامب» بضرورة إعادة النظر ليس فقط في المعايير الاقتصادية لاستهلاك الوقود، ولكن أيضًا في معايير المركبات الخاصة بإدارة «أوباما»، على أساس أنها قد تكلف شركاتهم بلايين الدولارات.

«كإجابة مختصرة، إننا لا نعلم ما سيحدث لسوق السيارات الكهربائية تحت حكم ترامب»، كان هذا تصريح أدلى به «دايف ريتشموث» المهندس الكبير في برنامج (اتحاد العلماء المهتمين بالمركبات النظيفة). وأضاف:«قد نستغرق بعض الوقت لنفهم الأوليات السياسية للإدارة الجديدة».

أحد أهم النقاط التي قد يهتم رواد صناعة السيارات الكهربائية بمعرفتها هي كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع قانون (الخصومات الضريبية) الخاص باقتناء السيارات الكهربائية.

وقانون «الخصومات الضريبية» هو قانون يسمح لدافعي الضرائب بخصم قيمة معينة من مجموع الرسوم التي يدفعونها للدولة، ويتم تطبيق مثل هذه الخصومات للتشجيع على أنواع معينة من الاستثمار، مثل استثمارات التنمية المجتمعية واستثمارات الطاقة النظيفة.

وقد أشار «ريتشموث» إلى أن قانون الخصومات الضريبية الخاص بالسيارات الكهربائية هو أحد مواد قانون الضرائب الفيدرالي، مما يعني أن تعديله سوف يحتاج إلى موافقة الكونجرس، الأمر الذي يخبر بأن تعديل القانون لن يتم قريبًا حتى وإن كانت هذه هي خطة الإدارة الجديدة.

ومن الهام ذكره هو أن معظم السيارات التي تملك الحق في الخصومات الضريبية، هي سيارات منتجة من قبل خطوط التصنيع الأمريكية، مثل (تيسلا-فريمونت كاليفورنيا)،(فولت-ديترويت)،(بولت-أوريون تاونشيب)،و(نيسان لييف-سميرنا تينيسي)، لذا فلا شيء من هذا سيستطيع زعزعة عزيمة صانعي السيارات للتسويق لمنتجاتهم من السيارات الكهربائية وبيعها.

سيارة (بولت) الكهربائية التابعة «شيفروليه» قد خرجت من أسبوع حافل حيث حصلت على لقب (سيارة العام) في كل من مجلة (موتور تريند) و جريدة (جرين كار)، فمدى قدرة بطارية السيارة الموثق الذي وصل ل 238 ميلًا سيقلل من جزع مستخدميها من احتمالية تعطلهم على الطريق. سيتم طرح (بولت) بداية في أسواق كاليفورنيا ،وسيأتي طرح (بولت) قبل عام على الأقل من انطلاق سيارات (تيسلا 3)، حيث ستطرح السيارتان بنفس السعر تقريبًا والذي يتراوح حول 30000 دولار أو أقل بعد تطبيق الخصم الضريبي المقدر ب 7500 دولار.

وفي دراسة للسوق، قال «بريان ساترلاند» مدير المبيعات الجديد في شركة (رون تونكين شيفروليه) ببورتلاند في ولاية (أوريجون)، والتي يوجد بها أكبر نسبة من محطات الشحن الكهربائي للسيارات بالنسبة لعدد السكان، قال:«لدينا الآن 6 سيارات، قد تم بيع 4 منهم بالفعل، وسيكون منتصف ديسمبر/كانون الأول هو الأسبوع الأساسي للبيع ،حيث سنحصل على المزيد من السيارات».

ووفقًا لـ«مايكل ليتيل» مستشار المبيعات في (برود ووك شيفروليت)، فعلى مسافة 1100 ميل جنوبًا، وفي مدينة ريدوود بولاية (كاليفورنيا)، قام 40 عميلًا بالفعل بطلب سيارة (بولت).

وقال «ليتل»: «هؤلاء العملاء قد قاموا بدفع مبلغ 1000 دولار كدفعة مقدمة لحجز مراكزهم في أسبقية الحصول على السيارات». وأضاف:«نتوقع وصول 39 سيارة خلال هذا الأسبوع، و 14 سيارة أخرى في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول».

وبالرغم من الاضطرابات التي تشهدها واشنطون، إلا أن الساحل الغربي يظل سوقًا قويًا للسيارات الصديقة للبيئة.

فتعاملات سوق كاليفورنيا وحدها شملت بيع 62119 مركبة بما يمثل نسبة 54.5% من سيارات الكهرباء المباعة في 2015، وذلك حسب موقع (hybridcars.com)، وكذلك فإن الولاية ذات العدد الأكبر من السكان تملك خصومات ضريبية خاصة بالسيارات صديقة البيئة، وهي 2500 دولار للسيارات ذات البطاريات فقط و 1500 دولار للسيارات الهجينة.

وبالإضافة لذلك فقد أقر (مجلس موارد الهواء) في كاليفورنيا نسبة معينة من السيارات منعدمة العوادم التي يجب أن يصل لها موزعو السيارات في الولاية، وهذه النسبة هي 4.5% من إجمالي السيارات المباعة في 2018، مع هدف أن تصل هذه النسبة إلى 22% بحلول عام 2025.

ولا تزال السيارات الهجينة مثل: (شيفروليت فولت)، (فورد فيوجن إينيرجي) و(سي ماكس إينيرجي)، وسيارات الكهرباء النقية مثل: (تيسلا إكس) ،(تيسلا إس)، (نيسان لييف) و (بي إم دبليو آي 3) ،لا تمثل إلا شظية في السوق الأمريكي.

في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، قام الأمريكيون بشراء أو استئجار 54816 سيارة هجينة بنسبة تزيد بـ64% عن مثيلتها في العام الماضي، كما قاموا بشراء واستئجار 64932 سيارة كهرباء نقية بنسبة تزيد بـ12.6 عن سابقتها في 2015.

لم تناقش بعد (جينرال موتورز) خطتها الإنتاجية لسيارة (بولت) مكتفية بالقول بأنها ستبني لتلبية طلبات السوق.

أما (تيسلا) فقد تحملت عبئًا أكبر، فالشركة بدأت بمبيعاتها لسيارة (تيسلا 3) بناءًا على الترويج الإعلامي الذي يتحدث عن السيارة الساحرة، وعلى الدعاية المتلاعبة التي قام بها «إيلون ماسك» رئيس مجلس إدارة الشركة، فقد تسلمت الشركة دفعات مقدمة قابلة للاسترجاع بقيمة 1000 دولار من 400000 عميل، للسيارة التي لن تدخل خطوط التصنيع والإنتاج قبل 2017 تحت أحسن الظروف.

خطة (تيسلا) هي إنتاج 200000 سيارة سنويًا من موديلها الجديد، بما يعني أن أصحاب الدفعات يجب أن يتحلوا ببعض الصبر.

وبالرغم من تحقيق (تيسلا) لمكاسب تصل إلى 21.9 مليون دولار في الربع الثالث من السنة المالية، إلا أنه يتوجب على الشركة إثبات قدرتها على إنتاج سيارات ذات أحجام كبيرة وأسعار معقولة لتتمكن من إنشاء نموذج مستدام لمنتجاتها.

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب تغيرات المناخ السيارات الكهربية