القمة العربية الإفريقية تدعم «الوفاق» بليبيا ودولة فلسطينية عاصمتها «القدس»

الأربعاء 23 نوفمبر 2016 03:11 ص

أعلنت القمة «العربية-الإفريقية»، الرابعة بغينيا الاستوائية، تضامنها الكامل مع المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق المنبثقة عنه، مؤكدة في الوقت نفسه على دعمها لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وندد إعلان «ملابو» الختامي، الصادر اليوم الأربعاء، بـ«استمرار الاحتلال (الإسرائيلي) للأراضي الفلسطينية المحتلة».

وشهدت القمة خلافات حادة غير مسبوقة بين الجامعة العربية التي طالبت باستبعاد وفد جبهة «البوليساريو» من المشاركة، وهو ما رفضته مفوضية الاتحاد الإفريقي، مما أدى إلى انسحاب 8 دول عربية تضامنا مع المغرب، هي (السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، الأردن، اليمن، الصومال).

بينما رفضت مصر الانسحاب، وشارك الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، في أعمال القمة.

وتأتي مشاركة «السيسي» بالقمة، في وقت تتباين فيه وجهات النظر المصرية الرسمية والخليجية تجاه العديد من قضايا المنطقة لا سيما القضية السورية، التي أعلن الرئيس المصري في حوار أمس صراحة أنه يدعم جيش «بشار الأسد»، وهو الأمر الذي ترفضه دول خليجية على رأسها السعودية، التي تطالب برحيل الأخير عن حكم سوريا من أجل حل الأزمة.

وتركز إعلان «ملابو» الذي جاء في 19 فقرة، على دعم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للشعب الفلسطيني وقضيته حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب القادة الأفارقة والعرب في القمة، مجلس النواب المنعقد في «طبرق»، شرقي ليبيا «بتنفيذ التزاماته في الاتفاق السياسي الليبي الموقع في ديسمبر/كانون أول 2015»، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب برعاية أممية والذي انبثقت عنه حكومة وحدة (الوفاق) باشرت مهامها من طرابلس في مارس/ آذار الماضي.

وطالب إعلان «ملابو» أيضا بضرورة إلغاء الديون على الدول العربية والإفريقية، معتبرا إياها أحد أسباب الأزمات والنزاعات التي تعاني منها تلك الدول، بحسب وكالة أنباء «الأناضول».

وندد الإعلان بالعقوبات الأحادية المفروضة على بعض الدول العربية والإفريقية، مطالبا برفعها فورا.

كما أدان البيان كافة أشكال الإرهاب ومظاهر تمويله والجريمة المنظمة، وكافة التمييز العنصري والاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان، وندد أيضا بانتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

وأكد على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي لكي يعكس الواقع الحالي وجعله أكثر تمثيلا وتوازنا قاريا، والعمل على تنسيق الجهود بين المجموعة العربية والإفريقية بشأن عمل المجلس خاصة بين الأعضاء غير الدائمين.

وأعرب الإعلان عن التضامن الكامل مع العراق في الجهود التي تبذلها حكومته للقضاء على تنظيم «الدولة الاسلامية».

ورحب إعلان «ملابو» بإجراء الانتخابات البرلمانية وعملية التحضير للانتخابات الرئاسية في الصومال باعتبارها خطوة هامة لعودة الاستقرار والسلام في البلاد .

كما أكد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية والأمن الغذائي والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والاتصالات، وتغير المناخ، والتبادل الثقافي والتعليم، وضرورة التعاون في كافة المجالات من اجل إقامة شراكة افريقية عربية.

يذكر أن «جبهة البوليساريو» نجحت في حصول ما يعرف بـ«الجمهورية الصحراوية» على عضوية منظمة الوحدة الأفريقية 1982؛ ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسميا 1984.

لكن المغرب عاد في سبتمبر/أيلول الماضي، وتقدم بطلب للعودة إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، بعد 32 عاما من انسحابه من العمل الأفريقي المؤسساتي الجماعي، ومن المقرر أن تبت قمة أفريقية تعقد في كانون الثاني/يناير القادم في هذا الطلب الذي لقي ترحيبا أفريقيا واسعا.

وبدأت «قضية الصحراء» عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، لينشأ نزاع مسلح عليها بين المغرب و«جبهة البوليساريو».

وأعلنت «البوليساريو» قيام «الجمهورية العربية الصحراوية»، عام 1976 من طرف واحد؛ حيث اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.

 وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الأفريقية، قبل أن تعلن في سبتمبر/أيلول الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الأفريقية من جديد.

وتصر الرباط على أحقيتها في «إقليم الصحراء»، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب «البوليساريو» بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

القمة العربية الإفريقية غينيا الاستوائية إعلان ملابو المغرب دول الخليج