«نيويورك تايمز»: زلزال الثلاثاء يحيي مخاوف اليابانيين بشأن الكوارث النووية

الخميس 24 نوفمبر 2016 07:11 ص

لم يستطع اليابانيون تجنب الذكريات المخيفة حول الكارثة النووية التي وقعت في 2011، وذلك صباح الثلاثاء عندما ضرب زلزال قوي ساحل فوكوشيما مما تسبب في توقف نظام التبريد بأحد المحطات النووية تاركًا أكثر من 2500 من قضبان اليورانيوم المستخدم تحت خطر ارتفاع درجة الحرارة.

ولكن هذه المرة، فإن شركة كهرباء طوكيو (تيبكو)، وهي الشركة التي تقوم بتشغيل ثلاثة محطات نووية، قد استطاعت إعادة نظام التبريد المتوقف في محكة (فوكوشيما دايني) النووية إلى العمل خلال ساعة ونصف. تقع (فوكوشيما دايني) على بعد سبعة أميال جنوبًا من محطة (فوكوشيما دايتشي) التي تم تدميرها وتعطيل ثلاثة مفاعلات قبل خمسة سنوات بعدما غمرت موجات تسونامي محطة الطاقة وعطلت مولدات الطاقة الاحتياطية.

وأبلغت (تيبكو) أنه لم يتم انقطاع التيار الكهربي عن محطة (دايني) أو جارتها الشمالية بعد زلزال الثلاثاء الذي بلغت شدته 7.4 على مقياس ريختر حسب خدمة الطقس اليابانية.

«قمنا باتخاذ الإجراءات العادية التي يجب أخذها عند حدوث المشاكل»، كان هذه تصريح «يوي تشي أوكامورا» القائم بأعمال المدير العام لقسم الطاقة النووية في (تيبكو) في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء.

وأضاف «أوكامورا»:«تم تجهيز الشركة لمواجهة موجات التسونامي الكبيرة، حيث تم بناء حوائط بحرية يصل ارتفاعها إلى 14 مترًا عند المحطات النووية، كما تم إرفاق المولدات الاحتياطية داخل منشآت مضادة للماء».

منتقدي (تيبكو) أعلنوا عن ارتياحهم لعدم حدوث أي دمار لحظي جراء الزلزال، ولكنهم أيضًا أشاروا إلى أنهم ما زالوا يمتلكون قدرًا من التشكك فيما إذا كانت (تيبكو) قد أعدت نفسها لمواجهة كارثة بحجم كارثة عام 2011، ذلك الزالزال الذي بلغت شدته 8.9 ريختر والذي تسبب في موجات تسونامي وصل إرتفاعها إلى 40 مترًا في بعض المناطق، في حين لم يتخط ارتفاع موجات الثلاثاء المتر والنصف.

وقال «آزبي براون» مدير معهد دراسات المستقبل بمعهد كانزاوا للتكنولوجيا، والمتطوع في مجموعة (Safecast) المستقلة لرصد الإشعاعات:«يبدو أنهم قد فعلوا ما عليهم فعله، ولكننا لا نستطيع أن نحكم لحين وقوع حدث مشابه»، وأضاف:«يبدو أنهم قد قاموا بعملهم بحرفية لحين صباح اليوم، ولكن السبب الرئيسي في تجاوز المشكلة أنها لم تكن بنفس حجم الزلزال والتسونامي السابقين».

وعن بناء الحوائط البحرية قال «براون»:«هو أمر جيد للغاية، ولكنه يبدو كأنك تنتصر في حربك الماضية" وأضاف بأن الحكم على جاهزيتهم لمواجهة كوارث أكبر سيظل معلقًا».

أحد العوامل الأساسية التي اختلفت في طريقة تعامل (تيبكو) مع الأزمة كانت الاهتمام بالتواصل مع المواطنين، حيث أبلغت عن نوعية وحجم المشكلة التي وقعت في محطة (فوكوشيما دايني) فور حدوثها.

كما أن الشركة قد أبلغت سريعًا بأنها قامت بتعليق عمليات معالجة ونقل المياه الملوثة في محطة (دايتشي) وذلك للقيام بعملية تنظيف وتفكيك واسعة، ومع حلول المساء كانت الخدمات قد أعيدت إلى العمل.

«ما أستطيع قوله هو أن إستجابة اليوم كانت لائقة، كما أنهم تحلوا بالثقة»، كان هذا تعليق «تاتسوجيرو سوزوكي» مدير المركز البحثي لإبطال الأسلحة النووية بجامعة (ناغازاكي)، وقال أنه من الصعب التحقق من ادعاءات الشركة، وذلك أن سلطة التنظيم النووي اليابانية تترك (لتيبكو) الحق في تحديد المعلومات التي يتم نشرها.

وأضاف «سوزوكي» بأنه لم يكن مقتنعًا أن (تيبكو) قد تحلت بالشفافية حول قراراتها، خصوصًا تلك المتعلقة بعمليات معالجة المياه في محطة (دايتشي) وبأنه «من الواجب أن نكون على دراية تامة سواء كانت هذه العملية تتم بفاعلية من حيث التكلفة والسلامة، والتأكد من أن أفضل التقنيات يتم استخدامها».

النقاد لم يثنوا عن إبداء قلقهم عما اذا كانت الحوائط البحرية والخزانات قادرة على مقاومة زلزال ذو قوة أكبر أو تسونامي، حيث أن حادثة الثلاثاء في محطة (دايني) قد أظهرت قدرة الزلازل على إحداث المشاكل حتى في المحطات المتوقفة عن العمل.

الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من المحطات الـ 54 النووية في اليابان متوقفة عن العمل بعد كارثة 2011 مع وجود رغبة لإعادة معظمهم إلى العمل من ناحية إدارة رئيس الوزراء «شينزو آيب».

أغلبية الشعب الياباني قد أعلنوا اعتراضهم على هذه الخطوة، فالمرشحين لمنصب المحافظ الذين أعلنوا في حملاتهم الانتخابية اعتراضهم على خطة إعادة إحياء المحطات قد فازوا في الأشهر الأخيرة في محافظتين من المحافظات التي تمتلك محطات نووية.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

فوكوشيما اليابان زلزال اليابان كوارث نووية