كشف مصدر اطلع على تحقيقات نيابة غرب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار «عبد الرحمن شتلة»، المحامي العام الأول، عن تفاصيل جديدة في وقائع حادث مقتل المواطن «مجدي مكين»، داخل قسم الأميرية واستعمال القسوة والتعدي بالضرب والتعذيب على اثنين آخرين.
وقال المصدر إن التحقيقات التي أجريت الأربعاء، بمقر نيابة غرب القاهرة الكلية، الكائن بمجمع محاكم جنوب القاهرة بزينهم، ورد فيها أن المتهمين أقرا في أقوالهم الثابتة بالأوراق الرسمية بتعرضهما للضرب والتعذيب وكذلك المجني عليه «مكين» من قبل عدد من أفراد قوة قسم الأميرية خارج القسم وداخله، مما دعا النيابة العامة لإصدار أمر بعرضهما على الطب الشرعي، يوم الخميس الماضي، لثبات صحة ادعائهما فى واقعة تعرضهما للتعذيب.
موت يا «مجدي»
وكشف المصدر، في تصريحات خاصة لـ«بوابة الأهرام» المصرية، عن تفاصيل مريبة بالتحقيقات تتعلق بإدلاء المتهمين مرافقي «مجدى مكين» أقوالا في التحقيقات أمام النيابة، حيث ادعي كل منهما بحسب كلام المصدر، أن «الضابط المتهم من قبل أسرة المجنى عليه عذبهم بمكتبه، وكان يتم اقتيادهم مكتوفي الأيدي واحد تلو الآخر لمقر المباحث بالدور الثاني داخل قسم الأميرية، كما أقروا بتحقيقات النيابة سماعهما لـ«مكين» يصرخ بصوت عالٍ داخل مكتب الضابط «هموت يا باشا .. ورد عليه الضابط موت يا مجدى».
تقرير الطب الشرعي
وأكد المستشار «هيثم أبو ضيف» رئيس نيابة غرب القاهرة الكلية، في تصريح خاص للموقع ذاته وورد تقرير الطب الشرعي الخاص بمرافقي «مكين» الذي أثبت واقعة التعدي بالضرب والتعذيب على المجنى عليهما، كما اتضح من خلال تقرير تفريغ مقاطع الفيديو المسجلة بكاميرات مراقبة قسم شرطة الأميرية، والتي رصدت الواقعة تعرض الثلاثة للاعتداء بالصفع والركل من قبل أمناء الشرطة أثناء دخولهم القسم ليلة الواقعة.
وأوضح رئيس نيابة غرب القاهرة الكلية، أنها لا تزال الواقعة قيد تحقيقات النيابة وأن الضابط و6 أمناء آخرين ممن تحوم حولهم الشبهات في الاشتراك الواقعة لم يتم استدعاؤهم رسميًا بعد، بتهمة قتل «مجدى مكين»، ولكن تهمة القتل قائمة بالأوراق، الأمر الذى ينتظر ورود تحريات الأمن الوطني حول الواقعة والاطلاع على تقرير الطب الشرعي بثبوت الاتهامات الموجهة لقوة القسم المشتبه بهم بالقتل العمد المقترن بالتعذيب، وإدانتهم أو نفيها وتبرأتهم منها.
وذكر المصدر أنه من الوقائع الطريفة بتحقيقات الأربعاء، قيام أحد الأمناء ممن استدعتهم نيابة غرب لسماع أقولهم حول الواقعة بإزالة شعر رأسه وحلاقة شواربه، اعتقادا منه أنها وسيلة لتضليل محققى النيابة عن ملامحه خوفا من التعرف عليه أثناء مواجهة النيابة بالمجنى عليهما في واقعة الضرب التعذيب، أو وضوح مظهره بمقاطع الفيديو المفرغة من كاميرات القسم.
وكانت النيابة قد استدعت أمس الأربعاء 9 أمناء شرطة من قوة قسم شرطة الأميرية للاستماع لأقوالهم فى واقعة ضرب وتعذيب كل من رفيقى مجدى مكين بعد أن ثبت بحسب تقرير الطب الشرعى صحة رواية المتهمين رفيقى مكين فى الاعتداء عليهما.
وأمر المحامي العام لنيابات غرب القاهرة، مساء أمس، بحبس أمين شرطة بقسم شرطة الأميرية ٤ أيام على ذمة التحقيقات وإخلاء سبيل 8 آخرين، في واقعة قتل وتعذيب مجدي مكين، قبل أن يتم إخلاء سبيل ذلك الأخير عصر اليوم بكفالة 1000 جنيه.
إخلاء سبيل ضابط الأميرية
وللمفارقة، أمر المستشار «أدهم منتصر»، رئيس نيابة الأميرية، الخميس، بصرف ضابط شرطة برتبة نقيب من سرايا النيابة عقب الاستماع لأقواله على سبيل الاستدلال بواقعة وفاة «مجدي مكين» داخل قسم شرطة الأميرية.
وزعم اللواء «محمد منصور»، مدير مباحث القاهرة، أن الفيديو «مفبرك»، قائلا «الطب الشرعي كشف سبب الوفاة'».
وقال مدير المباحث إن «الواقعة مختلقة ومفبركة والطب الشرعي أثبت زيفها في تقرير رسمي كشف الصفة التشريحية وأسباب الوفاة'».
وأضاف أن تقرير الطب الشرعي قُدم إلى النيابة العامة، مؤكدًا أن سبب الوفاة إصابة المذكور بالسكر وارتفاع حاد في ضغط الدم.
وكانت أسرة «مجدي مكين»، قد تقدمت ببلاغ للنائب العام، تتهم فيه نقيب شرطة بقسم الأميرية، بتعذيبه حتى الموت داخل القسم.
وكان رئيس نيابة الأميرية قال سابقا إن «التحقيقات الأولية أسفرت عن أن سبب وفاة (مجدي مكين) هو حادث انقلاب العربة إثر مطاردة بين القتيل واثنين آخرين بصحبته من جهة والشرطة من جهة أخرى، لإلقاء القبض عليهم لحيازتهم مواد مخدرة بلغت نحو 2000 قرص مخدر».
وفتحت وزارة الداخلية تحقيقًا مع الضابط بالإضافة إلى تحقيقات النيابة العامة في الواقعة وطالب وزير الداخلية بعرض نتائج التحقيقات مع الضابط عليه مباشرة فور الانتهاء منها.
