«السيسي» يحاول استنساخ «عبدالناصر».. التحالف مع روسيا ومعاداة الأنظمة الملكية

الجمعة 25 نوفمبر 2016 04:11 ص

«تحاول المواقف السياسية المصرية الحالية التشبه تاريخيا بفترة حكم جمال عبد الناصر الذي تحالف مع الاتحاد السوفييتي وعادى النظم الملكية العربية وحارب السعودية في اليمن وكان عنصرا أساسيا في منظمة الاتحاد الأفريقي، كما قاد وقتها ما يسمى بحركة عدم الانحياز، وأقام وحدة مع سوريا استمرت أقل من 3 سنوات، فيما قام على الصعيد الداخلي بمعاداة جماعة الإخوان المسلمين وزج بقياداتها وعناصرها في السجون».

لكن ووفق تقرير نشرته صحيفة «القدس العربي»، فإن «مصر السيسي 2016 ليست مصر عبد الناصر 1952»، رغم الوزن المهم للبلاد، بعدد سكانها الذي وصل إلى 92 مليونا، أو بجغرافيتها الخطيرة في وسط العالم العربي وبين إفريقيا وآسيا، وبتأثيرها على الملفات العربية الساخنة.

الصحيفة أكدت على أن مصر ما زالت تحت حكم الجيش المصري الذي تسلم السلطة عام 1952، لكن تشبيه الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالرئيس المصري الراحل «جمال عبد الناصر»، أو مصر اليوم بمصر الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم، يعد تشبيها مؤلما إن لم يكن لاذع السخرية، وفق تعبير «القدس العربي».

وواجهت مصر في عهد «عبد الناصر» دول «التحالف الثلاثي» (إسرائيل وبريطانيا وفرنسا) بعد تأميم قناة السويس عام 1956، وساهمت في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر القمة العربي الأول عام 1964، وهي التي بعد هزيمتها في حرب 1967 مع (إسرائيل) خاضت حرب الاستنزاف عام 1969 وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

أما «مصر السيسي» فقد «وظفت انقلابها على شرعية انتخبها الشعب لتجعل وظيفتها السياسية محاربة الإخوان المسلمين والتحالف مع (إسرائيل) وبشار الأسد، وروسيا التي صارت قطبا لدعم العنصرية الأوروبية ضد المسلمين، ومحاصرة الفلسطينيين في غزة».

وأطاح «السيسي» في 3 يوليو/تموز 2013 بالرئيس «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد عبر انقلاب عسكري، وزج به في السجن حتى الآن. 

وتقارن الصحيفة على المستوى الاقتصادي بين بعض النماذج الرمزية في العهدين، فنسبة التنمية بين 1969 و1970 كانت 8 % سنويا، وكان لدى مصر فائض من العملة الصعبة يعادل ربع مليار دولار (وهو مبلغ كبير بأسعار ذلك الزمن) وكان الجنيه المصري يساوي ثلاثة دولارات ونصف.

وتتابع الصحيفة، قائلة «في مصر السيسي تدهور الأمن في البلاد، وتم إغلاق 4600 مصنع وفندق وقرية سياحية، وأصبحت الموازنة تعتمد بشكل كبير على معونات الإمارات والسعودية والكويت، وانتهى الأمر بطلب الحكومة قرضا من صندوق النقد الدولي الذي فرض سياسات اقتصادية خطيرة ومنها تعويم الجنيه الذي تراجعت قيمته إلى مستويات تاريخية، ورفع الدعم عن السلع الأساسية».

وانتقدت التقرير موقف «السيسي» الذي أعلنه في مقابلة مع تلفزيون برتغالي يعرب فيه عن دعمه لقوات الرئيس السوري «بشار الأسد»، ويتمثل الثاني بحضوره القمة العربية الأفريقية الرابعة التي قاطعها المغرب ودول عربية عديدة احتجاجا على مشاركة الجمهورية الصحراوية، الأمر الذي اعتبرته أوساط مغربية «اصطفافا إلى جانب انفصاليي البوليساريو».

وتداولت أوساط لبنانية وإيرانية تقارير عن وجود تعاون عسكري وأمني وسياسي بين نظامي «السيسي» و«بشار»، ووجود 18 طيارا مصريا في مدينة «حماة» السورية.

وجاء موقف مصر الرافض للانسحاب من القمة العربية الإفريقية، بعد تغيب القاهرة عن قمة المناخ التي عقدت هذا الشهر في «مراكش»، وكذلك دعوتها وفدا من «البوليساريو» للمشاركة في اجتماع برلماني في «شرم الشيخ» واستقباله بشكل رسمي.

واختتمت الصحيفة، تقريرها، بالقول «باختصار: لقد تحالفت مصر مع إسرائيل نتنياهو وروسيا بوتين وسوريا الأسد والتيّارات العنصرية في أمريكا وأوروبا، فأي مصير قادها إليه عبد الفتاح السيسي، وأي فارق هائل مع حكم عبد الناصر؟». 

  كلمات مفتاحية

عبد الفتاح السيسي جمال عبدالناصر القمة العربية الإفريقية بشار الأسد روسيا

إيكونوميست: السيسي يشبه عبدالناصر في الحكم العسكري لمصر لكنه يفتقد كاريزمته