حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» .. «مدينة عائمة» يسكنها أكثر من 5 آلاف

الجمعة 25 نوفمبر 2016 05:11 ص

يسكنها أكثر من 5 آلاف عسكري ومدني ومساحتها الاجمالية تتجاوز مساحة 3 ملاعب كرة قدم، فكأنها «مدينة عائمة»، .. إنها حاملة الطائرات الأمريكية «دوايت دي. آيزنهاور».

تعمل «آيزنهاور» تعمل بالطاقة النووية، وبلغت كلفة بنائها أكثر من 5 مليارات دولار، وطولها 332.8 متر، لكن مساحتها الاجمالية تتجاوز مساحة 3 ملاعب كرة قدم، تحمل على متنها ما يقرب من 66 طائرة مقاتلة وهليكوبتر، يسكنها أكثر من 5000 عسكري ومدني يعملون تقريبا على مدار الساعة، وتبحر في مياه الخليج العربي عقب عودتها من البحر المتوسط مؤخرا قبالة السواحل السورية وتنطلق منها طلعات جوية لمهاجمة أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق إضافة إلى مهماتها في الخليج.

«آيزنهاور» شاركت في عملية «مخلب النسر» خلال أزمة الرهائن في إيران في عام 1980، وكذلك حرب الخليج في 1990، ومؤخرا في دعم العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان وسوريا، بحسب «القدس العربي».

فوق سطح حاملة الطائرات تنتشر رائحة الوقود المختلطة برائحة الموت، في المكان المخصص لإقلاع وهبوط الطائرات المقاتلة التي ستبدأ رحلتها لقصف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا أو أنها عادت للتو بعد أن القت حمولتها من صواريخ وقنابل على عناصر التنظيم ومواقعهم.

عملية إقلاع هذه الطائرات تتم عبر جهاز يشبه «المنجنيق» حيث يتم إطلاق الطائرة من على سطح الحاملة وينقلها من وضعية الثبات إلى سرعة 250 كيلو متر في الساعة، ويصاحب عملية الإطلاق اهتزاز وأصداء في السفينة بالكامل، وقبل أن يختفي بخار الطائرة يعود أفراد الطاقم مرة أخرى إلى أماكنهم للاستعداد لإطلاق الطائرة الأخرى، وبعد الانتهاء من عمليات إقلاع الطائرات يتم تجهيز سطح السفينة لعمليات الهبوط، حيث تستعد الكابلات المعدنية السميكة إلى الإمساك بـ«خطاف» يتدلى من الطائرة ليمسك به سلك معدني سميك.

ورغم الحذر الشديد والإجراءات المتبعة على سطح حاملة الطائرات خلال عمليات الإقلاع والهبوط، حيث يكون الخطأ قاتلا، فقد تعرضت «آيزنهاور» إلى حادث في شهر مارس/آذار الماضي عندما قطع سلك خلال هبوط إحدى طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا «إي ـ 2 سي هاوكي»، وأعلنت البحرية الأمريكية آنذاك عن إصابة 8 بحارة، وكانت «آيزنهاور» آنذاك تعمل قبالة ساحل فيرجينيا في الولايات المتحدة، في إطار مناورات كبيرة.

أما إذا انتقلنا إلى بطن حاملة الطائرات، فالمكان أشبه بالمتاهة، ممرات ضيقة وسلالم معدنية، وعلامات لا يفهمها إلا سكان بطن هذه «المدينة العائمة»، وإذا لم يكن هناك من يرافقك خلال جولتك فمن السهل جدا أن تتوه في غياهب هذه الممرات والدهاليز الضيقة.

هذه المدينة بها كل وسائل الحياة، من مهاجع لنوم عناصر البحرية إلى مطابخ لإطعامهم، حتى أنه يوجد بها متجر للقهوة الأمريكية الشهيرة، ومشفى بأطباء على مدار الساعة وصيدلية للدواء.

وإذا نزلنا إلى الأسفل أكثر نجد ورش إصلاح الطائرات فيما يعمل المهندسون البحريون على إصلاح أي طائرة، إضافة إلى محازن الأسلحة والطعام حيث أن «آيزنهاور» تبقى بعض الأحيان 9 أشهر في عرض البحر إلا أن تموينها سواء بوقود الطائرات أو بالأسلحة أو الطعام اللازم يتم عبر سفن إمداد في عرض البحر.

وكأي مدينة في العالم هناك شرطة تابعة للبحرية الأمريكية لحفظ الأمن وبالطبع هناك سجن في حال أخل أحد سكان هذه المدينة بالقوانين التي تحكم سكانها.

  كلمات مفتاحية

آيزنهاور حاملة طائرات أمريكية الدولة الإسلامية