معركة سياسية بأمريكا حول وزير خارجية «ترامب»

الجمعة 25 نوفمبر 2016 07:11 ص

حالة كبيرة من الجدل المصحوب بالترقب حول هوية وزير الخارجية الأمريكي المقبل في إدارة الرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، حيث يرفض أشد داعمي الأخير منح الجمهوري المعتدل «ميت رومني»، العدو اللدود الأسبق للملياردير، هذه الحقيبة.

ويمضي «ترامب» عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لعيد الشكر في مزرعته «مار اي لاغو» في بالم بيتش بفلوريدا التي دعا منها مواطنيه إلى الوحدة بعد «حملة رئاسية طويلة ومؤلمة» تغلب في نهايتها على الديمقراطية «هيلاري كلينتون».

وتدور حول المنصب الاستراتيجي لوزير الخارجية، الشخصية الثالثة في الدولة حسب البروتوكول، معركة سياسية حادة لمعرفة من سيخلف الديمقراطي «جون كيري» على رأس الخارجية الأمريكية التي يعمل فيها 70 ألف موظف، ومن سيترأس أول شبكة دبلوماسية وقنصلية في العالم.

ونقلا عن مصادر الفريق الانتقالي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس أن المحيطين بالرئيس المنتخب يتوزعون بين عمدة نيويورك السابق «رودي جولياني» والمرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية في 2012 «ميت رومني».

وكان «جولياني» الذي أيّد «ترامب» منذ البداية لكنه يفتقر إلى الخبرة على صعيد السياسة الخارجية، أعرب عن رغبته في تولي وزارة الخارجية الأمريكية.

وتقول «نيويورك تايمز» إن «رودي جولياني» (72 عاماً) المدعي العام السابق، الذي ذاع صيته عالمياً لدى انتقاله إلى بلدية نيويورك (1994-2001)، يعتبر أن من حقه الطبيعي تولي هذا المنصب.

وفي مواجهته، هناك «رومني» (69 عاما) المعتدل الذي هزمه في 2012 الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته «باراك أوباما» في السباق إلى البيت الأبيض.

ويمكن أن يطمئن تعيين «رومني» معتدلي الحزب الجمهوري وحلفاء الولايات المتحدة الذين يعربون عن قلقهم من القفزة في المجهول التي يمكن أن يقوم بها «ترامب» على صعيد السياسة الخارجية.

لكن «ميت رومني»، رجل الأعمال السابق من يوتاه، والحاكم السابق لماساشوستس (شمال شرق) الذي غالبا ما تتم مقارنة أسلوبه بأسلوب «جون كيري»، لم يأت من عائلة سياسية، ووصف من جهة أخرى المرشح «ترامب» في الانتخابات التمهيدية بأنه «محتال» و«دجال».

ولا يتفق «ترامب» و«رومني» من جهة ثانية على السياسة التي يتعين تطبيقها حيال روسيا، فالرئيس المنتخب يريد التقرب من الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، في حين أن «رومني» وصف في 2012 موسكو بأنها العدو الأول الجيوسياسي للولايات المتحدة.

وتعرب شخصيات جمهورية أبدت ولاءها منذ الساعات الأولى للرئيس المقبل الـ45 للولايات المتحدة، عن رفضها الشديد لتسلم «رومني» وزارة الخارجية.

وقال المتشدد «نيوت غينغريتش»، الذي طرح اسمه أيضا لوزارة الخارجية، في تصريح لـ«فوكس نيوز»: «أفكر في 20 شخصا آخرين سيكونون بالتأكيد أكثر انسجاما مع رؤية ترامب على صعيد السياسة الخارجية».

كذلك احتج الحاكم السابق لـ«أركنسو» «مايك هوكابي»، وقال: «ما زلت مستاء جدا، قام ميت بكل شيء لإخراج دونالد ترامب» من السباق، منتقدا ما سماه »إهانة لناخبي دونالد ترامب الذين بذلوا جهودا جبارة».

وقالت المستشارة المقربة جدا من الرئيس المنتخب، «كيليان كانواي» في تغريدة الخميس، إنها «تسلمت سيلا من التعليقات الخاصة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي (ضد) رومني».

وكان «دونالد ترامب» اختار لمساعدته رجالا من البيض، الكبار في العمر نسبيا، ومعظمهم من المتشددين حول الهجرة، ومنهم «جيف سيشينز» وزيرا للعدل، والجنرال السابق «مايكل فلين» مستشارا للأمن القومي، و«ستيف بانون» المثير للجدل مستشارا على الصعيد الاستراتيجي وإحدى شخصيات اليمين المتطرف.

لكن الرئيس المنتخب أعطى الأربعاء جرعة من التنوع بتعيينه سفيرة في الأمم المتحدة هي «نيكي هالي»، حاكمة كارولاينا الجنوبية وابنة مهاجرين هنود، لكن خبرتها معدومة على الصعيد الدولي، وامرأة أخرى هي «بيتسي ديفوس» لوزارة التربية.

ويمكن أن يعين ترامب أيضا وزيرا للإسكان أحد منافسيه في الانتخابات التمهيدية الجمهورية، الأسود الإنجيلي التقليدي «بن كارسون».

وما زال الجنرال «جيمس ناتيس»، العسكري المحترم، الأوفر حظا لوزارة الدفاع، و«ستيف منوشين» المسؤول السابق لدى مصرف «غولدمن ساكس» لوزارة الخزانة.

وقد اجتمعت العائلات الأمريكية الخميس في عيد الشكر في بلد منقسم بعد انتخابات فاز فيها ترامب رئيسا على صعيد كبار الناخبين (290 في مقابل 232)، لكن هيلاري كلينتون تخطته بمليوني صوت.

إلا أن المرشحة المستقلة السابقة إلى البيت الأبيض «جيل ستاين» ستطلب إجراء فرز جديد للأصوات في ولاية ويسكنسون الديمقراطية التي تحولت لمصلحة ترامب.

المصدر | الخليج الجديد+ أ ف ب

  كلمات مفتاحية

ترامب وزير الخارجية الإدارة الأمريكية رومني