مبعوث التعاون الإسلامي إلى ميانمار يصف اضطهاد الروهينغيا بـ«الإبادة الجماعية»

الجمعة 25 نوفمبر 2016 07:11 ص

وصف المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ميانمار «حامد البار» اقتراح بعض الجهات الماليزية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار احتجاجاً على الإبادة الجماعية ضد أقلية الروهينغيا المسلمة هناك بأنه «خطوة غير ملائمة في الوقت الحالي».

وأشار «البار»، في تصريحات أدلى بها عبر الهاتف لوكالة الأنباء الماليزية (برناما) في وقت متأخر الخميس، إلى أنه «يجب أن تكون هناك إجراءات فورية ضد هذا الاضطهاد (نحو أقلية الروهينغيا المسلمة) الذي هو أقرب إلى الإبادة الجماعية في رواندا (في أفريقيا)، ويتحتم على ماليزيا ودول منظمة التعاون الإسلامي في رابطة دول آسيان أن تعمل معاً لحل هذه المشكلة».

وأضاف «البار» أنه ينبغي على ماليزيا استدعاء سفير ميانمار لديها لمناقشة التدابير التي يمكن اتخاذها لإنهاء القمع والعنف ضد الروهينغيا.

واقترح البار- وهو وزير الخارجية الماليزي السابق- عقد اجتماع خاص على مستوى رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) للحصول على تقارير وتوضيحات من حكومة ميانمار حول الهجمات العنيفة التي وصفها البار بأنها «إبادة جماعية».

وقال «البار» «أنا لا أرى قطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار حلاً لهذه المشكلة، نريد أن يبقى باب المناقشة مفتوحاً دائماً، وبنا حاجة إلى هذه العلاقات الدبلوماسية لتسوية المشكلة عن طريق المناقشة والحوار».

وأضاف «ولكن في الوقت نفسه، نحتاج إلى مطالبة ميانمار بوقف الهجمات العنيفة على أقلية الروهينغيا المسلمة، ليس من التعاليم البوذية قمع الأبرياء والتعامل معهم بدون إنسانية».

وأوضح «البار» «أن هجمات جيش ميانمار على قرى الروهينغيا في إقليم راخين منذ 12 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، أسفرت حتى الآن عن مقتل 428 شخصاً وحرق نحو 1780 منزلاً مع حوالي 35 ألف شخص أصبحوا لاجئين».

وطالب «البار» حكومة ميانمار التي تتزعمها الفائزة بجائزة نوبل للسلام /أونج سان سو تشي/ بوقف المذابح التي ارتكبها جيش ميانمار، وأثارت الغضب العارم في أوساط المجتمع الدولي، ولا سيما عندما تتحرك تلك البلاد نحو الديمقراطية.

وتعرض مسلمو الروهينغيا في ميانمار(بورما) منذ استقلالها عام 1948 لسلسلة مجازر وعمليات تهجير ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.

و«ميانمار» وتعرف أيضاً باسم «بورما»، ورسمياً «جمهورية اتحاد ميانمار» هي إحدي دول جنوب شرق آسيا. انفصلت في 1 أبريل/نيسان 1937 عن حكومة الهند البريطانية نتيجة اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، إذ كانت إحدي ولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن.

 وفي 1940 عام تكونت «ميليشيا الرفاق الثلاثون» «جيش الاستقلال البورمي» وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني، وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان، وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان.

وفي يوليو 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح «الحلفاء» أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة، حتى أن الصراع الداخلي بين «البورميين» أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا وموال لليابان ومعارض لكلا التدخلين، وقد نالت استقلالها أخيراً سنة 1948م وانفصلت عن «الاحتلال البريطاني».

ويختلف «سكان بورما» من حيث التركيب الديني واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات «الأركان» الذين يعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات أركان بوما و«جماعات الكاشين» وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات. بحسب شبكة «ويكيبيديا» المعلوماتية.

وبدأ «البوذيون» إبادة جماعية أخرى في ولاية راخين في يونيو 2012، بعد أن صرح رئيس ميانمار «ثين سين» بأنه يجب طرد «مسلمي الروهنجيا» من البلاد وإرسالهم إلى مخيمات للاجئين تديرها الأمم المتحدة.

وبدأت الأزمة في 3 يونيو/حزيران 2012 عندما قتل «الجيش البورمي» بمساعدة «الغوغاء» 11 مسلماً بدون سبب بعدما أنزلوهم من الحافلات، فقامت احتجاجات عنيفة في اقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة، فوقع «المتظاهرين» ضحية استبداد «الجيش» و«الغوغاء»، حيث ذكرت أنباء مقتل أكثر من 50 شخصًا وإحراق آلاف المنازل حيث اشتبك «الروهنغيا المسلمين» «مع البوذيون الأركان» بغربي بورما.

  كلمات مفتاحية

الروهينغا مسلمي الروهينغا