«الدولة الاسلامية» يصارع للحفاظ على موطئ قدم في سيناء

الجمعة 25 نوفمبر 2016 05:11 ص

مع خسارته أراض في سوريا والعراق، يصارع تنظيم «الدولة الإسلامية» للاحتفاظ بموطئ قدم في شبه جزيرة سيناء المصرية في مواجهة الجيش المصري.

وتخوض مصر حربا شرسة مع تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يتخذ من محافظة شمال سيناء معقلا له، قُتل فيها مئات من عناصر الشرطة والجنود في هجمات لهذا التنظيم، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس» للأنباء.

كما استهدف التنظيم أجانب، وأعلن مسؤوليته عن تفجير طائرة ركاب روسية كانت تنقل سياحا من منتجع في سيناء في العام 2015؛ ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ224.

وفشل التنظيم في السيطرة على مناطق سكنية؛ حيث انتهت محاولته للسيطرة عام 2015 على مدينة الشيخ زويد في محافظة سيناء، بقيام الجيش باستخدام طائرات «إف 16» لقصف مواقع التنظيم.

لذلك لجأ التنظيم إلى حرب استنزاف مستمرة تشمل تفجيرات واستخدام القناصة وهجمات على الحواجز الأمنية، كان آخرها، أمس الخميس، ما أدى إلى مقتل 13 من جنود الجيش المصري في هجوم بسيارة مفخخة استهدف حاجزا أمنيا في المنطقة.

وتم تطويق مسلحي التنظيم في المنطقة مع قيام الجيش بهدم أجزاء من مدينة رفح المصرية على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني بهدف إقامة منطقة عازلة وتدمير شبكة الأنفاق الفلسطينية تحت الحدود، والتي تقول القاهرة إنها تُستخدم لتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سيناء.

ويقول الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، «جانتزن غارنيت»، إن «أكبر نجاح للجيش هو تمكنه من احتواء التمرد إلى حد كبير في شمال سيناء».

تقدم على المدى القصير

لكن يبدو أن تحقيق انتصار حاسم ونهائي على الجماعات المسلحة بعد مرور ثلاث سنوات على التمرد لا يزال أمرا بعيد المنال.

وأضاف «غارنيت»: «أحرز الجيش المصري بعض التقدم على المدى القصير ضد (ولاية سيناء) العام الماضي، ولكن التنظيم الجهادي يواصل التكيف، ولا يجب تفسير هذا التقدم كأنه نجاح على المدى الطويل».

ويعتبر المحلل «مختار عواد» أن «الجيش عزز تواجده في سيناء عقب محاولة السيطرة في الأول من يوليو/تموز 2015 على مدينة الشيخ زويد».

ويؤكد «عواد»، وهو باحث في «جامعة جورج واشنطن» في شؤون التطرف، أن عناصر «ولاية سيناء» قاموا بدلا من ذلك «بالتخفيف من هذا النوع من العمليات، والتركيز على ارتكاب هجمات إرهابية.. والتركيز على زرع عبوات ناسفة والمزيد من هجمات القناصة».

وضاعف التنظيم، أيضا، من عمليات اغتيال ضباط الجيش واختطاف واعدام المخبرين المشتبه بهم، وتم في حالتين إطلاق النار عليهم بشكل علني في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

وتؤكد الحكومة مقتل المئات من أفراد الشرطة والجنود في هجمات المسلحين، الذين يستهدفون في بعض الأحيان القاهرة ودلتا النيل.

ومن الصعب التحقق من الخسائر في صفوف الجيش المصري.

وأورد الاعلام المصري أنه خلال نوفمبر/تشرين الثاني وحده أُقيمت جنازات لـ10 جنود وضباط مصريين على الأقل، غير الضباط الـ13 الذين قتلوا الخميس.

بينما شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول السابق عليه مقتل 32 ضابطا وجنديا من قوات الجيش والشرطة، وإصابة نحو 23 آخرين في هجمات مسلحة، حسب إحصائية أعدها «الخليج الجديد» استنادا إلى بيانات «المتحدث العسكري» المصري، وبيانات وزارتي «الصحة» و«الداخلية» المصريتين.

ولا يمكن معرفة الخسائر البشرية في صفوف المسلحين، بينما يقول الجيش إنه قتل المئات منهم.

مقتل زعيم التنظيم

ويوضح «عواد» أن «الأمر غامض دائما عندما يتعلق بتقييم الوضع في سيناء بسبب محدودية التحقق» من صحة المعلومات.

ويبقى التسلسل الهرمي لتنظيم «ولاية سيناء» غامضا أيضا.

وفي 4 أغسطس/ آب الفائت، أعلن الجيش المصري مقتل زعيم تنظيم «ولاية سيناء» في هجوم جوي قضى على 44 آخرين في شمال سيناء.

وتمت الاشارة إلى هذا الزعيم باسم «أبو دعاء الأنصاري»، دون المزيد من التفاصيل.

ويستخدم مصطلح «الأنصاري» في سيناء للدلالة على أن الشخص من بدو سيناء.

وكشف أحد مسلحي التنظيم المعتقلين خلال التحقيقات أن هوية قائد التنظيم في منطقة سيناء، الذي يسمى بـ«الوالي»، غير معروفة، ويقوم بتمرير تعليماته لعناصر التنظيم عبر وسيط.

وللتنظيم قائد عسكري مسؤول عن الشؤون العسكرية، وقائد مسؤول عن الشؤون الأمنية، وآخر مسؤول عن صنع المتفجرات، وقائد مسؤول عن الإعلام.

ويعتبر المدعو «شادي المنيعي»، مسؤول الاعلام في التنظيم، وهو من البدو في سيناء، حسب تقرير للادعاء حول التحقيقات اطلعت عليه وكالة «فرانس برس».

بينما تستخدم ألقاب لمسؤولي التنظيم الآخرين.

و«المنيعي» قائد معروف في تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الاسم الذي كان تنظيم «ولاية سيناء» يستخدمه قبل مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية» في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، في العام الذي أعلن فيه التنظيم عن دولة «الخلافة» في العراق وسوريا.

وانبثق تنظيم «أنصار بيت المقدس» عن «مجلس شورى المجاهدين»، الذي شن سلسلة هجمات على «إسرائيل» في السنوات المضطربة، التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس المصري «حسني مبارك» في فبراير/شباط 2011.

كما شن المجلس سلسلة تفجيرات استهدفت منتجعات سياحية في سيناء خلال الفترة بين عامي 2004 و2006.

المصدر | فرانس برس + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الدولة الإسلامية ولاية سيناء الجيش المصري سوريا العراق