لرفضه استقبال القاهرة لـ«البوليساريو».. منع فنان مغربي من دخول التلفزيون المصري

السبت 26 نوفمبر 2016 05:11 ص

منع الفنان المغربي، «نعمان لحلو»، من دخول مبنى التلفزيون المصري بقرار من رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، بعد تسلمها مذكرة من السفارة المصرية بهذا الشأن.

وجاء قرار وقف التعامل مع «نعمان لحلو»، ومنعه من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون من خلال المذكرة، ردا على نشره تدوينة عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، حول مواقف مصر من قضية الصحراء، وفقا لـ«القدس العربي».

كما أجرى «لحلو» حوارا مع قناة الجزيرة تضمن مواقف رافضة لاستقبال القاهرة لوفد من جبهة البوليساريو، وألغى الفنان المغربي زيارة لمصر يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بسبب استقبال رئيس مجلس النواب المصري وفداً من جبهة البوليساريو.

وعبر الفنان المغربي عن غضبه من خلال منشور له على «فيسبوك»، كما طلب من الفنانين المقيمين في مصر اتخاذ موقف ولو بالتنديد من أجل إبراز الإساءة التي تعرض لها المغرب جراء هذا الاستقبال.

وأثارت مشاركة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، في فعاليات القمة العربية الأفريقية في مالابو في غينيا الاستوائية، الكثير من التكهنات حيال مشاركة مصر في أعمال القمة، وخاصة عقب إعلان 9 دول عربية انسحابها، بعد إصرار الاتحاد الأفريقي والحكومة الغينية على مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية، التي أعلنت من طرف واحد عام 1976 في القمة؛ تأييدًا لموقف المغرب الرافض لهذه المشاركة.

وأكدت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أن مصر لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ولكنها تحظى بوضعية دولة عضو في الاتحاد الأفريقي.

وقال «علاء يوسف» المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن مشاركة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، في القمة الأفريقية العربية، جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الأفريقي العربي المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه الشعوب العربية والأفريقية في هذا الخصوص.

و ألغى الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» زيارته التي كانت مرتقبة للمغرب نهاية الشهر الجاري.

ونقلت وكالة «هسبريس» المغربية عن مصادر قولها إن «السيسي»، ألغى زيارته التي كانت مقررة إلى المغرب، وتحديدا لحضور مؤتمر التغيرات المناخية (كوب 22) المقام بمدينة مراكش، والذي تستمر أعماله من 16 حتى 18 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، دون أن توضح سبب إلغاء زيارة «السيسي».

جاء ذلك فيما يرجح مراقبون تجدد التوتر بين الحكومة المغرببية والنظام المصري، خاصة بعد استقبال القاهرة وفد من جبهة «البوليساريو» التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء، الشهر الماضي للمشاركة في الاجتماع المشترك بين برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ، والذي حظي باستقبال رسمي من السلطات المصرية.

وحظي وفد «البوليساريو» باستقبال رسمي من السلطات المصرية، بعد أن منحت أعضاء الجبهة الانفصالية تأشيرات لدخول أرضيها، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري.

واعتبر المحلل السياسي المغربي، «منار اسليمي»، أن استقبال مصر لوفد «البوليساريو» يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف، مشيرا إلى أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي.

وأكد أن «البوليساريو في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الأفريقي»، مشيرا إلى أن المغرب يراقب ما يجري ومتوقع أن يكون له رد بأسلوب دبلوماسي، لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها بالنسبة للمغرب.

والعام الماضي، توترت العلاقات المغربية المصرية، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية إن تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو.

وسبق أن تسبب الإعلام المصري في أزمات مع المغرب آخرها وصف مذيعة مصرية للشعب المغربي بشعب العاهرات وانتشار الإيدز بينهم لهذا السبب، وهو ما أدى الى غضب مغربي عارم قامت مصر على إثره بتقديم اعتذار رسمي للمغرب وإبعاد المذيعة المتسببة بالأزمة عن العمل لكنها عادت للعمل بعد فترة قصيرة.

ويقوم المغرب بحملة دبلوماسية حاليا في القارة الافريقية، بعدما طلب رسميا في سبتمبر/ أيلول الماضي، العودة إلى الاتحاد الأفريقي.

وفي الرسالة التي بعثها إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقي المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي، أوضح الملك المغربي «محمد السادس» أن المغرب الذي انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية في ظروف خاصة، لم يغادر أفريقيا أبدا.

وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر/ أيلول 1984، احتجاجا على قبول المنظمة عضوية «الجمهورية الصحراوية» التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «بوليساريو».

وبقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو/ تموز 2001، ويضم حاليا 54 دولة.

ويأتي طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي بفعل قناعة جديدة بأن سياسة المقعد الفارغ لم تعد تصبّ في صالح دفاعه عن وحدته الترابية وفق محللين، في وقت يرى البعض أن جدية مشروع الحكم الذاتي وسحب دول أعضاء في الاتحاد اعترافها بـ«البوليساريو» وراء هذا القرار.

وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة. ويعتبر المغرب هذه المنطقة «جزءاً لا يتجزأ» من أراضيه.

ويسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، أي بعد خروج الاستعمار الأسباني، ما أدى الى اندلاع نزاع مسلح مع جبهة «بوليساريو» استمر حتى سبتمبر/ أيلول 1991، حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت سيادتها، إلا أن «بوليساريو» تطالب باستفتاء يحدد عبره سكان المنطقة مصيرهم.

ولا تزال جهود الأمم المتحدة في الوساطة بين أطراف النزاع متعثرة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر المغرب نعمان لحلو جبهة البوليساريو التلفزيون المصري