قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف «سعد الحريري»: «إننا نجحنا في تجنيب لبنان الانزلاق نحو المخاطر المحيطة وقررنا أن نقوم بتسوية سياسية لم يكن لها من هدف سوى العبور بلبنان إلى منطقة آمنة تحت مظلة الوفاق الوطني».

وأوضح «الحريري» في كلمة له خلال المؤتمر الثاني العام لـ«تيار المستقبل»: «أن هذا النجاح اليوم هو في رصيد تيار المستقبل الذي يشكل علامة فارقة في مسيرتنا التنظيمية والسياسية والديمقراطية، فالسنوات التي أعقبت المؤتمر الأول لم تكن سهلة ولقد كان لغيابي الطويل انعاكاسات سلبية على التيار أعرفها تماما، كما خسرنا برحيل اللواء وسام الحسن والوزير محمد شطح ركنين أساسيين للقضية الوطنية».

وأضاف: «وقد شئنا أن يواكب مؤتمرنا هذا، المبادرة السياسية التي أطلقناها وأنهت الفراغ في رئاسة الجمهورية بانتخاب الرئيس ميشال عون، ونقلت لبنان من المراوحة في دوائر الخطر واليأس والتعطيل إلى دائرة إنقاذ الشرعية من الانهيار».

وتابع: «نحن تيار هوية لبنان العربية التي لا منافس لها في هوية البلد، فالعروبة فعل انتماء عميق لبيئة حضارية وإنسانية وثقافية، ولن تكون فعل استقواء ووصاية وهيمنة أو وسيلة لاستيراد الولاء الطائفي والمذهبي».

وأردف: «نحن تيار لبنان أولا، تيار الشرعية، تيار الدولة القوية التي لا تتقدم على سلطتها أية سلطة، ولا يشاركها في سلاحها أي سلاح، ولا تعلو على مرجعيتها أية مرجعية».

وأشار إلى أن شرعية الجمهورية اللبنانية واتفاق الطائف هي شرعية المؤسسات الدستورية التي تنبثق من إرادة الشعب والإجماع الوطني لا من إرادة أولياء الأمور والوصايات الخارجية.

ومن المقرر أن يتم في وقت لاحق اليوم السبن، الإعلان عن لائحة المرشحين لمنصب رئيس التيار، وأمين سر هيئة الإشراف والرقابة، وأعضاء المكتب السياسي، على أن تجرى الانتخابات يوم غد الأحد وإعلان النتائج في اليوم نفسه.

وشارك في المؤتمر، وفود خارجية بينها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، ومن المغرب حزب «الأصالة والمعاصرة»، و«الإتحاد الدستوري»، و«الحركة الشعبية»، و«الشبيبة الحركية»، ومن تونس حزب «الآفاق»، ومن الإقليم الكردي بالعراق «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، ومن الصين «الحزب الشيوعي».

و«تيار المستقبل» أسسه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق «رفيق الحريري»، وبعد اغتياله عام 2005 تسلم قيادته نجله «سعد الدين»، وهو يشكل العامود الفقري لـ«تحالف 14 آذار» بالتحالف مع «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب».

وقد كلف الرئيس اللبناني «ميشال عون»، «الحريري»، أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري برئاسة الحكومة، بعد حصوله على العدد الكافي من أصوات النواب.

ونال «الحريري» 110 أصوات من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 نائبا، بعد استقالة نائب وانتخاب «عون» رئيسا.