الطيارون المصريون يحلقون بالمروحيات الروسية في سوريا

الأحد 27 نوفمبر 2016 07:11 ص

كشفت مصادر عسكرية واستخباراتية لـ (دبكة فايل) القرار السري للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتدخل عسكريا في سوريا لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتختلف تفاصيل هذا التدخل من مصدر لآخر.

وفقا لإحدى الروايات، فإن مجموعة من طيارين المروحيات المصريين، يبلغ عددهم 18 وفقا لأحد التقديرات، قد هبطوا سرا منذ أيام قلائل في قاعدة القوات الجوية السورية في حماة، وتم إدخالهم في الخدمة فورا لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات المتمردين السورية.

وتصف بعض المصادر المشهد، حيث حصل طاقم الطيارين المصريين على قمرات القيادة لمروحيات كاموف كا-52 الهجومية/الاستطلاعية، والتي يألفونها، حيث تدربوا عليها منذ نهاية عام 2015.

قالت مصادر أخرى أن رجال الطيران المصري قد حلقوا من مصر إلى سوريا عبر شرق المتوسط.

وهناك ادعاء آخر بأن وصولهم قد سبقه تفتيشا للخطوط الأمامية للجبهة في سوريا من قبل اثنين من كبار الجنرالات من قسم عمليات هيئة الأركان المصرية، واللذان أفادا لاحقا بتوصياتهما للرئيس المصري، وليس من الواضح إذا كانا قد قابلا القادة الروس في سوريا خلال الرحلة أم لا.

وقال آخرون أن الجنرالين المصريين قد ترأسوا وفدا عسكريا، والذي أنشأ بعثة عسكرية دائمة في دمشق.

ولكن كلا من هذه المصادر يتفق بطريقة أو بأخرى أن مصر قد دخلت إلى الحرب السورية سرا لدعم نظام بشار، وهو التطور الذي أثار عاصفة في العواصم العربية.

وقد شعرت السعودية، بشكل خاص، بالغضب من هذه الخطوة من السيسي، ولسنوات، دعمت الرياض مصر بمليارات الدولارات في صورة مساعدات، على أمل استثمار ذلك في جعل الجيش المصري حاميا للمملكة وإمارات الخليج ضد إيران.

ولكن مع اقتراب نهاية العام الماضي، شعرت الرياض بالإهانة عندما أدار الحاكم المصري ظهره لندائها بالمساعدة من القوات البرية لدعم الحملة العسكرية في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران. وأتى الموقف الذي فتح العيون عندما أظهرت مصر تعاطفها مع الأسد في قتاله ضد الجماعات الإسلامية المتشددة وحركات التمرد، لا سيما هؤلاء المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، التي حظرها السيسي في مصر والعدو اللدود لنظامه. ثم دعمت القاهرة القرار الروسي المساند لنظام دبلوماسيا في مجلس الأمن، ومن ثم قامت السعودية بقطع المساعدات عن مصر بشكل مفاجئ وأوقفت شحنات النفط.

وقد أصبح انتخاب دونالد ترامب هذا الشهر رئيسا قادما للولايات المتحدة، بالفعل حافزا لإعادة ترتيب كبيرة في التحالفات والرهانات داخل الشرق الأوسط.

ويرى بعض حكام الشرق الأوسط، ومنهم السيسي، المشهد المتغير ويمكنه المراهنة على توصل ترامب لاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول عمليات عسكرية مشتركة في سوريا ضد (الدولة الإسلامية) والجماعات الإرهابية الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وتظهر ترتيبات جديدة لصالح بشار الأسد وجيشه.

ومن الممكن أن يكون تعامل الرئيس الأمريكي المنتخب مع الرئيس السوري مختلفا بشكل واضح مع تعامل الرئيس باراك أوباما، الذي الأسد، لكنه تراجع عن قتاله في ساحة المعركة.

وذكرت (دبكة فايل) بشكل حصري يوم 21 من نوفمبر/تشرين الثاني المحادثات السرية بين تل أبيب وعمان ودمشق حول استعادة المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان والخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار في الحدود المشتركة جنوب سوريا.

وتمت هذه المحادثات بعلم الفريق الانتقالي لترامب والكرملين. ولقد قدموا نتائج بالفعل بعودة قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك إلى مواقعهم السابقة في الجولان السوري.

وهناك أسباب للتخمين الآن أن نشر الطيارين المصريين في سوريا ربما يكون ناتجا إضافيا للدبلوماسية السرية التي تدور في الأسابيع الأخيرة حول الحرب السورية الدامية المستعصية على الحل منذ 5 سنوات.

المصدر | ديبكا فايل

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا مصر اليمن إيران عبدالفتاح السيسي بشار الأسد طيارون الحوثيين الإخوان المسلمين