استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لا تخوفونا بتهمة الطائفية

الأحد 27 نوفمبر 2016 08:11 ص

بصراحة، وبكل وضوح، نعلن أن تهمة الطائفية لم تعد تعنينا في شيء، فهي كرة لهب يحلو للبعض استخدامها في وجوه رافضي العدوان الإيراني، في ذات الوقت الذي يتجاهلون فيه صيحات يومية تستعيد ثارات التاريخ، وتمارس القتل باسم الحسين الشهيد، ومن أجل خروج المهدي الذي يؤمنون به.

هي تهمة تواجهك من بعض من أجروا عقولهم وضمائرهم لخامنئي يأخذها حيث يشاء، ولو غير موقفه غدا لغيروا، كما تواجهك أيضا من بعض النخب المعزولة عن نبض الأمة، من أصناف شتى، ومن ضمنها نخب تعيش على عطايا إيران وحلفائها، لكأن تلك الجحافل من جماهير الأمة التي باتت تعيش هاجس التوسع والغطرسة الإيرانية عمياء، وعليها الاستماع لتعاليم تلك النخب عن أولوية الصراع مع المشروع الصهيوني، أو الإمبريالية الغربية (بوتين رجل خير ومحسن كبير ولا يمثل قوة إمبريالية!!)، هي التي لم تنس ذلك ولن تنساه.

قلنا وسنبقى نقول إن الضمير الجمعي لغالبية الأمة هو صاحب البوصلة الصحيحة، بينما تعيش بعض النخب على هواجسها المرضية، أو مصالحها أو حزبيتها، ومن يزايد على تلك الغالبية لا يستحق الالتفات إليه، لأنها غالبية لم تخطئ بوصلتها في توصيف الصراع يوما.

بالنسبة لحكاية الطائفية، فقد باتت تهمة توجه إلى كل من ينتقد الغطرسة الإيرانية، تماما كما تستخدم تهمة اللاسامية من قبل الصهاينة كسلاح يوجه ضد كل من ينتقد الغطرسة الإسرائيلية، بخاصة في الغرب، لكن غالبية الأمة هنا، لم تعد معنية بهذه التهمة، ولا بمن يطلقونها.

صحيح أن هناك من بين أبناء الأمة من ذهب بعيدا في الخطاب العنصري، باستخدام مصطلحات مستفزة لا تفرق بين صالح وطالح، لكن الصحيح أيضا أن ندرة الخطاب العاقل في الأوساط الإيرانية، ومن ورائها الشيعية العربية لم تعد تترك لعامة الناس مجالا للتفريق، مع أننا نصر عليه بكل تأكيد، لأن تلك هي تعاليم القرآن الكريم الذي كان دائما يتحدث بلغة الاستثناء “وإن من”، “ومن أهل الكتاب”، إلى غير ذلك، ولأن هناك عقلاء أيضا في الوسط الشيعي العربي، وإن كانوا قلة، وهم يتحملون الكثير من الهجاء بسبب مواقفهم تلك، ويستحقون التقدير.

ليست لنا مشكلة مع أحد بسبب دينه أو مذهبه، فهو في الغالب نتاج الوراثة، أو هو اختيار شخصي، ومشكلتنا اليوم مع التحالف الإيراني هي في العدوان. وهو عدوان وضع الحب صافيا في طاحونة العدو الصهيوني، وخلق مناخا إقليميا يقتل فيه العرب والمسلمون بعضها بعضا، بينما يعيش الكيان حالة أمن استثنائية، طبعا بدور “عظيم” من قيادة محمود عباس، ودعم من بعض أنظمة العرب.

إيران التقت مع أنظمة الثورة المضادة على تدمير الربيع العربي عندما واجهته بشراسة في سوريا، ثم أكملت المهمة في اليمن، بالسطو على ثورة نبيلة كانت تحاول البحث عن مسار تدرجي وسط رياح سوداء لا تريد لأي ثورة أن تسجل نجاحا يذكر، وهي من فجرت الموقف في العراق حين دعمت طائفية المالكي بعد أن ذهب العرب السنة في اتجاه العملية السياسية عام 2010.

حين تعلن إيران أنها سيطرت على أربع عواصم عربية، ويسمع المواطن العربي كل تلك النبرة الطائفية التي لا تخفيها بعض العبارات الوحدوية من هنا وهناك، وطبعا في ظل ممارسات بشعة يتابعها الناس .. حين يحدث ذلك، فمن الطبيعي أن يذهبوا في الاتجاه الآخر، والتطرف ينتج التطرف كما يعلم العقلاء.

بل إن الحقيقة التي ينكرها أتباع إيران هي أن صعود تنظيم داعش في العراق وسوريا لم يكن سوى رد على طائفية المالكي المدعومة إيرانيا، ودموية بشار ضد شعبه، ولولا ذلك لكان هذا التيار في حالة أفول بعد الربيع العربي.

ومن هنا تتبدى سخافة قصة الإرهاب والتكفيريين التي يتاجر بها القوم، فهم وقفوا ضد ثورة الشعب السوري، حين كان الناس يقتلون في الشوارع لسنة شهور دون رصاصة واحدة، وهم استولوا على ثورة اليمن بالتعاون مع طاغية، وبمسلسل أكاذيب دون تكفير ولا إرهاب.

أما عقدة إيران التي يتحدث عنها البعض، فتدخل في ذات السياق، إذ أننا إزاء احتلال جديد يداهم الأمة (احتلال لأربعة عواصم لو جرى السكوت عليه لانفتحت الشهية على أخريات)، يضاف إلى الاحتلال الصهيوني. ووجود الأخير، لا يعني أن تتسامح غالبية الأمة مع احتلال آخر يمارس الإهانة بحقها، والأسوأ أنه يفعل ذلك وسط متاجرة بفلسطين والمقاومة، الأمر الذي لم يعد يمر على عقول الأطفال.

هي معركة فرضتها إيران على غالبية الأمة، ولا مناص من خوضها، ووجود الاحتلال الصهيوني لا يعني ترك الاحتلالات الأخرى، وحين نتحدث يوميا عن انتفاضة في الضفة الغربية، فمن أجل أن تشتعل جبهة أخرى تحرم الصهاينة من فرصة الاستمتاع بهذا الحريق من حولهم دون أن يمسهم أي سوء.

ليقل من شاء ما يشاء، فنحن مع ضمير الغالبية من هذه الأمة، كنا وسنبقى. كنا مع حزب الله حين قاتل الصهاينة، وأصبحنا ضده حين أمعن قتلا في الشعب السوري، وكنا مع الثورة ضد الشاه، وكنا معها حين كانت تواجه عقوبات ظالمة، لكننا اليوم ضدها وهي تمارس الانتقام من غالبية الأمة، بينما تعانق “الشيطان الأكبر”، في العراق، وصديق نتنياهو الحميم في سوريا (بوتين)، وتسعى إلى التحول إلى دولة مذهب تسعى لتغيير حقائق التاريخ والجغرافيا في المنطقة.

يا قوم، لا شأن لنا بمذهبكم، وليس هو ما يحدد موقفنا. كفوا عدوانكم، واعبدوا ربكم كما تشاؤون.

  كلمات مفتاحية

الطائفية سوريا العراق اليمن إيران إسرائيل الإمبريالية الغطرسة الشيعة الصهيونية الربيع العربي المالكي الأسد نتنياهو بوتين الشيطان الأكبر