مسؤول سوري بارز يتوقع دورا لمصر عقب تطور العلاقات مع نظام «الأسد»

الاثنين 28 نوفمبر 2016 06:11 ص

توقع مسؤول بارز في نظام «بشار الأسد»، دورا مهما لمصر في قضية بلاده، بعد أن تتطور العلاقات بين البلدين.

وقال «فيصل المقداد» نائب وزير الخارجية في نظام «الأسد»، إن العلاقات بين بلاده ومصر ستتطور، وإن الأخيرة ستلعب دوراً مهماً.

وأضاف، بحسب ما نقلت صحيفة «القدس العربي»: «العلاقات بين سوريا ومصر يمكن أن تتطور ويمكن أن تلعب مصر دوراً مهماً في المنطقة».

وقبل أيام، أعلن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، صراحة، أنه يدعم «الجيش السوري» التابع لنظام «الأسد».

وكانت مصادر عسكرية واستخباراتية قد كشفت لموقع (دبكة فايل)، عن قرار سري لـ«السيسي»، بالتدخل عسكريا في سوريا لصالح «الأسد»، وإن اختلفت تفاصيل هذا التدخل من مصدر لآخر.

وأوائل الشهر الجاري، أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام «الأسد» قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.

وقالت «صفحة أخبار طرطوس»، الموالية لنظام «الأسد»، إن بعض الجنرالات المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروسية في القاعدة المنشأة حديثاً.

وأضافت أن الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع قوات المعارضة في عدة مناطق لم تأتِ على ذكر أسمائها.

ولفتت إلى أن الضباط المصريين الذين التقوا بقيادات عسكرية روسية في طرطوس يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني، الذي يتخذ من الضفة الغربية لقناة السويس مقراً له.

وأكدت أن الضباط المصريون جلبوا معهم بعضاً من الأسلحة والذخائر في إطار دعم «السيسي» لـ«الأسد».

وانفرد «الخليج الجديد» سابقا بنبأ زيارة وفد العسكريين المصريين إلى سوريا.

وآنذاك، أوضحت المصادر أن الزيارة تأتي بعد أيام من وصول عتاد عسكري وذخائر إلى  قوات «الأسد»، مشيرة إلى أن مصر أرسلت سفينة محملة بذخائر متنوعة يعود تاريخ صنعها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وقالت هذه المصادر إن مصر أصبحت حريصة على تقديم المساعدات العسكرية وإرسال القوات إلى سوريا للمشاركة في معارك النظام السوري ضد قوات المعارضة التي تدعمها السعودية، بعد أن ظهرت شروخ كبيرة بينها مع المملكة.

الوكالة الإيرانية أضافت أيضا أن حكومتي «الأسد» و«السيسي» ستعلنان عن هذه التنسيقات رسميا في مستقبل ليس ببعيد، والتي ستكون قائمة بينهما بهدف ما أسمته بـ«مكافحة الإرهاب».

بيد أن الخارجية المصرية أعلنت أمس، أن مصر ليس لديها قوات في سوريا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على أسلحة مصرية بيد جيش «بشار»؛ فقد سبق وأن حصلت المعارضة في سنوات الثورة السورية على صواريخ «صقر» المصرية التي تنتجها الهيئة العربية للتصنيع التابعة للقوات المسلحة .

ووفقا لإحدى الروايات، فإن مجموعة من طيارين المروحيات المصريين، يبلغ عددهم 18 وفقا لأحد التقديرات، قد هبطوا سرا منذ أيام قلائل في قاعدة القوات الجوية السورية في حماة، وتم إدخالهم في الخدمة فورا لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات المتمردين السورية.

وتصف بعض المصادر المشهد، حيث حصل طاقم الطيارين المصريين على قمرات القيادة لمروحيات كاموف كا-52 الهجومية/الاستطلاعية، والتي يألفونها، حيث تدربوا عليها منذ نهاية عام 2015.

فيما قالت مصادر أخرى إن رجال الطيران المصري قد حلقوا من مصر إلى سوريا عبر شرق المتوسط.

وهناك ادعاء آخر بأن وصولهم قد سبقه تفتيشا للخطوط الأمامية للجبهة في سوريا من قبل اثنين من كبار الجنرالات من قسم عمليات هيئة الأركان المصرية، واللذان أفادا لاحقا بتوصياتهما للرئيس المصري، وليس من الواضح إذا كانا قد قابلا القادة الروس في سوريا خلال الرحلة أم لا.

وقال آخرون إن الجنرالين المصريين قد ترأسا وفدا عسكريا، والذي أنشأ بعثة عسكرية دائمة في دمشق.

ولكن كلا من هذه المصادر يتفق بطريقة أو بأخرى أن مصر قد دخلت إلى الحرب السورية سرا لدعم نظام بشار، وهو التطور الذي أثار عاصفة في العواصم العربية.

والشهر الماضي، زار اللواء «علي المملوك» رئيس مكتب الأمن الوطني السورية، القاهرة، في زيارة أعلنت عنها وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا)، بناءً على دعوة من الجانب المصري.

وحسب الوكالة، فإن «المملوك» التقى خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، اللواء «خالد فوزي» رئيس جهاز المخابرات نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.

وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان، وفق الوكالة ذاتها.

تضامن روسي

كما وصف «المقداد» العلاقات بين سوريا وروسيا، بأنها «وصلت إلى أعلى درجات التضامن».

وفي محاضرة له في مقر جريدة «البعث» السورية، خصصها للحديث عن الوجود الروسي في سوريا، قال «المقداد» إن العلاقات بين الدول لا تقوم دائما على مرتكزات المصلحة أو السياسة، وإنما هنالك محددات أساسية ترتكز عليها وتحددها مثل «الجغرافيا السياسية» التي تلعب دوراً أساسياً في مصالح الشعوب.

وشن هجوماً عنيفاً على إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ووصف سياستها بـ«الانحطاط»، وقال: إن «السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية الأخيرة أثبتت أنها ليست بعيدة عن أكثر المنحطين في السياسة الدولية، سواء كانوا من المحافظين الجدد أو من المستعمرين كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا».

وأضاف: «يخطئ من يتحدث عن قيم في السياسة الخارجية أو في السياسات العامة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بمن في ذلك حلفاؤهم من الدول الغربية على عكس الأصدقاء الروس الذين يسعون لإقامة شراكات في قيادة هذا العالم الذي لا يمكن أن يقاد من مركز واحد وإيديولوجيا خاصة هدفها نهب ثروات الشعوب واستعبادها».

وأشار إلى أن «أي تحرك للجانب الروسي، مهما كان، وعلى أي مستوى، فإنه يتم بالتنسيق مع القيادة السورية، ضمن احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، وفق قول المسؤول السوري.

وأضاف أن «روسيا حريصة على السيادة السورية وأن الأسد لن يتخلى عن هذه السيادة، ولن يتنازل عنها».

وتابع نائب وزير الخارجية في نظام «الأسد» أن «الدعم الروسي لسوريا في معركتها ضد الإرهاب وضع حداً للتدخل الغربي في شؤون سوريا الداخلية التي كان يريد الغرب تدميرها لافتاً إلى أن الاتحاد الروسي استخدم الفيتو خمس مرات من أجل سوريا وهذا الإجراء لا يتم إلا في الحالات التي تقتضي ذلك»، بحسب قوله.

وتشن روسيا، حليف «الأسد»، ضربات جوية لدعم قواته ضد قوات المعارضة منذ سبتمبر/ أيلول 2015.

وأدى قمع نظام «الأسد» لثورة شعبية اندلعت ضد حكم عائلته ومن أجل الديموقراطية إلى اندلاع قتال في البلاد متواصل منذ أكثر من 5 سنوات و8 أشهر؛ الأمر الذي أسفر عن فقدان مئات الآلاف من الأبرياء أرواحهم، وتسبب في نقص الغذاء والوقود في مناطق عدة.

ولفت «الأسد»، الأسبوع الماضي، إلى أهمية الدعم الروسي لسوريا في مختلف المجالات وخصوصا في الجانب الاقتصادي لأنه ساهم بشكل ملموس في التخفيف من معاناة الشعب السوري بسبب الأزمة التي يتعرض لها والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ سنوات، وفق قوله.

وباتت حكومة «الأسد» عاجزة عن تأمين كميات كافية من القمح من المزارعين المحليين لتلبية احتياجات المواطنين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في الوقت الذي تراجع فيه محصول القمح، وأعاق القتال قدرتها على الوصول إلى المحصول.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا مصر روسيا علاقات تضامن تقارب