«كلينتون».. كلمة السر في رفض «أوباما» ترشيح مسلم لرئاسة الحزب الديمقراطي

الاثنين 28 نوفمبر 2016 12:11 م

باتت «هيلاري كلينتون» مرشحة الحزب الديمقراطي الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هي كلمة السر والعقبة الرئيسية أمام قبول الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته «باراك أوباما»، ترشيح النائب «كيث أليسون»، وهو مسلم وأفريقي أميركي، لرئاسة الحزب.

و«أليسون»، هو محامٍ أميركي من مواليد 1963، اعتنق الإسلام وهو في سن 19، وهو أول نائب ديمقراطي مسلم في الكونغرس الأميركي عن ولاية مينيسوتا.

ويعتبر «أليسون»، صاحب أفكار تقدمية، وله مواقف مناهضة للوجود الأميركي في العراق، وكان من أشد المطالبين بانسحاب القوات الأميركية من العراق، كما يعتبر من المدافعين عن حقوق الأقليات، وحقوق المرأة وغيرها من القضايا التي تتعارض بشدة مع مواقف اليمين أو الجمهوريين في الإدارة الأمريكية.

كما يدافع عن مبدأ مشاركة المسلمين «بشكل فعال» في السياسة الأميركية.

بيد أن هذا الأمر، لا يجد مسوغا لدى «أوباما»، لقبول ترشيحه لرئاسة الحزب، بل يقف ضده، حيث أن المعارضة الحقيقية التي تواجه «إليسون» نحو قيادة الحزب الديمقراطي، قادمة من البيت الأبيض، وتحديدا الدائرة الخاصة والمحيطة بالرئيس «أوباما»، وهي معارضة لا يمكن التقليل من شأنها، بل تمثل حاجزا حقيقيا يقلل من فرص «إليسون»، بحسب «نيويورك تايمز».

ويسعى أنصار «أوباما» إلى عرقلة تقدم «إليسون» لقيادة الحزب الديمقراطي، ويحاولون طرح وجوه بديلة، حيث ناقش مستشارو «أوباما» الأسبوع الماضي مسألة القيادة الجديدة للحزب الديمقراطي في اجتماع عقد داخل البيت الأبيض، وطرحوا أسماء مثل وزير العمل «توماس بيريز» والحاكمة السابقة «جينيفر غرانهولم»، وناقشوا مدى رغبة عدة شخصيات في الترشح للمنصب.

والتقى «بيريز» بنائب الرئيس الأميركي «جو بايدن» الأسبوع الماضي، وتناول الغداء في البيت الأبيض، مع «فاليري غاريت» كبير مستشاري «أوباما».

كما يأمل أعضاء في الدائرة الداخلية لـ«أوباما» بإقناع «بايدن» نفسه بالترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي، باعتباره يملك القدرة على توحيد الحزب الذي خسر الرئاسة والكونغرس، إلا أن مكتب «بايدن» أعلن أنه «ليس مهتما بتولي المنصب، ولكنه سيظل معنيا بالمساعدة على تشكيل الخطوات التالية والمستقبلية للحزب».

«كلينتون» السبب

وبحسب «العربية نت»، فإن «كلينتون»، هي كلمة السر وراء معارضة «أوباما» لترشيح «إليسون».

وتعود أسباب معارضة «أوباما» إلى ترشح «إليسون» لرئاسة الحزب الديمقراطي إلى الانقسامات الحادة التي خلفتها معركة الترشح للرئاسة في ظل دعم «إليسون» لـ«بيرني ساندرز» ومساندة «أوباما» لـ«كلينتون»، في الانتخابات التمهيدية للحزب.

فضلا عن الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها مرشحة الحزب «كلينتون» بين الطبقة المتوسطة البيضاء، وعدم قدرتها على حشد التأييد الكافي بين الصغار وغير البيض.

ويقول مقربون في إدارة «أوباما» ودائرته، إن تولي «إليسون» إدارة الحزب سيعني تسليمه إلى سيناتور «ساندرز»، منافس «كلينتون» في الانتخابات التمهيدية.

وكان «إليسون» أحد كبار مؤيدي «ساندرز» خلال الانتخابات التمهيدية، والآن «ساندرز» يدعم ترشيح «إليسون» لرئاسة الحزب، ما يثير مخاوف من وقوع الحزب أسيرا لهذا الثنائي.

ويسعى «ساندرز» لدعم «أليسون»، ما يعتبره مراقبون، سيكرس الانتقال إلى نبرة اليسار الأكثر شعبوية في الحزب، بعد فشل الخط الوسطي الذي مثلته «كلينتون» في محاورة هموم الطبقة العاملة، التي كسب «دونالد ترامب» المرشح الجمهوري أصواتها.

وقال «ساندرز»، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لا أعتقد أن النظام السياسي القائم أو أصحاب المليارات سيحبون أن يأتي شخص مثل كيث إليسون رئيسا للحزب الديمقراطي.. جيد! صوتوا له إذا».

كما أطلق «ساندرز»، حملة لجمع توقيعات لدعم «إليسون»، الذي سانده في الانتخابات التمهيدية في مواجهة «كلينتون» حينما كانا يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية.

ودعا «ساندرز»، اليهودي الأصل، أنصاره خلال الحملة التي أطلقها عبر موقعه الإلكتروني، إلى المشاركة في دعم «إليسون»، مشيرا إلى أنه سيطرح التوقيعات المشاركة في الحملة الإلكترونية الداعمة لـ«إليسون»، أمام المجلس التنفيذي للحزب.

ويرى «إليسون» ضرورة مشاركة المسلمين بشكل فاعل في السياسة الأمريكية، كما أنه يشير إلى وجود العديد من القيم التي يمكن للولايات المتحدة أن تكسبها من الأفراد المسلمين.

كما تلقى «إليسون» وهو عضو مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، ويعد أول مسلم ينتخب عضوا في الكونجرس، دعما معلنا من «هاري ريد» السيناتور المنصرف وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.

ورغم المساندة الكبيرة التي يتلقاها «إليسون» من قادة في الحزب الديمقراطي، إلا أن عدم تفرغه الكامل للمنصب، وعلاقته بـ«ساندرز»، وانتقاده السابق لـ«أوباما» يقلق الديمقراطيين الذين يريدون قيادة قادرة على معارضة «ترامب».

انقلاب أبيض

وبحسب صحيفة «القدس العربي»، فيقود «ساندرز» ومرشحه «إليسون» انقلابا أبيض في الحزب، داعين إلى توجه جديد وتغيير في رؤى الحزب.

مؤشرات الانقلاب الأبيض الجديد، خاصة أن حملة ترشيح «إليسون» اعتمدت على لغة التجديد، والقول بإن الحزب لم يلتزم بما فيه الكفاية للتصدى لنضالات العمال، الأمر الذي أدى إلى ابتعادهم عن صناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة.

ويقول محللون إن «دعم الطبقة العاملة من ذوي البشرة البيضاء للحزب الديمقراطي، قد انهار بسبب المغالاة في خطاب التنوع والهرطقة الليبرالية والسياسة الثقافة، التي أشعرت البعض بأن الحزب لا يرحب بهم، ولكن قادة الحزب يجدون في هذا التحليل حجة غير مقنعة وقالوا بإنه لا يمكن التساهل في قضايا مثل محاربة العنصرية ومساعدة الطبقة العاملة».

والطريقة الوحيدة للحزب الديمقراطي، للحصول على انتصار في المستقبل وفقا لرؤية «روبرت رايخ» الاكاديمي الأمريكي البارز والقيادي البارز بالحزب، هو «العثور على رابط بين الفقراء والطبقة العاملة البيضاء مع الفقراء والطبقة العاملة من غير البيض»، وعلى حد تعبيره، «لا سبيل آخر للفوز بالرئاسة أو في مجلسي الشيوخ والنواب».

وقال خبراء في استراتيجيات الحزب الديمقراطي، إن الحزب سيتمكن من إعادة بناء نفسه بعد حطام الانتخابات الاخيرة في وقت أقرب مما يعتقده الكثير من المراقبين، حيث ستجرى انتخابات في حوالي 30 ولاية في السنتين المقبلتين، وهناك فرصة للحزب بتثيت أقدامه ثانية في عهد «ترامب».

ومن بين المتنافسين على رئاسة الحزب أيضا، حاكم ولاية ماريلاند السابق «مارتن أومالي»، والسيناتور «تيم كاين»، الذي كانت «كلينتون» رشحته لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات التي خسرتها.

وتدير الحزب، بشكل مؤقت حاليا، المحللة «دونا برازيل»، وذلك بعد استقالة عضو الكونغرس «ديبي فاسرمان شولتس»، التي تعرضت لانتقادات حادة بسبب تأثيرها في الانتخابات التمهيدية للحزب، والتي فازت بها «هيلاري كلينتون».

والوضع الراهن للحزب الديمقراطي مخجل للغاية فالحزب الجمهوري يسيطر تماما على واشنطن في البيت الابيض والكونغرس، إضافة إلى الولايات المحلية، ولكن هناك آمال بالفوز في انتخابات عام 2018، والتقليل من حجم الأضرار.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كيث إليسون أوباما كلينتون ترامب الحزب الديمقراطي مسلم البيت الأبيض الكونغرس