كاتب سعودي: منتجات أدبائنا نهربها كالحشيش في ملابسنا الداخلية بالحقائب عندما نعود للوطن

الاثنين 28 نوفمبر 2016 01:11 ص

انتقد كاتب سعودي الرقابة الشديدة التي تفرضها المملكة على الكتب والمنتجات الأدبية.

وقال الكاتب السعودي، «عادل سعد الموسى»، في مقال نشرته صحيفة الوطن السعودية إن الرقابة تجبرنا «على شراء منتج أدبائنا من مكتبات وأرصفة المدن العربية وتهريبها كالحشيش بين ملابسنا الداخلية في الحقائب عندما نعود إلى أرض الوطن».

ووجه «الموسى» في مقاله تحت عنوان (الأدباء في غرفهم الفندقية) انتقادات لاذعة لأدباء المملكة، يتهمهم فيها بالارتباط الوثيق بالرعاية الرسمية.

وقال «لو سألنا عشرات الأدباء عن الوزارة التي ترى ضرورة إلغائها لأجاب فورا، وزارة الثقافة والإعلام، ورغم كل هذا، يتنافسون بضراوة على دعوة المؤسسة الرسمية في كل معرض أو ندوة أو مؤتمر، وقد يذهبون للمحاكم في حالات كثيرة للاعتراض على نتائج الانتخابات في شتى منافذ العملين الثقافي والأدبي والتي تعمل بأموال الدولة ورقابتها وإشرافها مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة».

وأضف أن «كل هذا برهان على أن المثقف والأديب لدينا مجرد حالة رعوية تشبه المصاب بمتلازمة (براون) الذي يرفض أنبوب الأكسجين، لكنه لا يستطيع أن يحيا من دونه».

وتساءل «الموسى» مستنكرا، «هل يستطيع اليوم هؤلاء الأدباء أن يخرجوا من مؤتمرهم بقرارات عمل حقيقي تعكس ما تقوله حناجرهم من مطالب إسقاط الولاية الرسمية على كتلة الثقافة؟ هل يستطيع هؤلاء المؤتمرون المطالبة بإلغاء الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في مقابل صفقة الحرية الفكرية والثقافية، التي تحيل صناعة الثقافة إلى مؤسسات مجتمع مدني لا تلبس ثوب الرعوية الثقافية وإزارها؟»، في إشارة إلى المؤتمر الأدبي المنعقد في فندق مداريم في الرياض، منذ يوم السبت الماضي.

ويضيف «هل يدرك هؤلاء المؤتمرون في الرياض أن المؤسسات الثقافية الرسمية، هي من قتلت صناعة مؤسسات المجتمع المدني الحر، وأسهمت في خلق المثقف البرواز الذي صاغ في اجتماعاته الطويلة معاركه الضارية، ليخرج إلينا بأنظمة الأندية الأدبية التي يتنازع كل فقرة فيها مع الرقيب الرسمي ومع الوزارة التي يرى فيها خصمًا ثم يعود إليها من أجل المال الذي يتغذى به، المثقف الحقيقي والثقافة الصادقة هي من تنافس في السوق الحر لتترك حكم الشراء للزبون».

ووفقًا للقانون السعودي؛ تُعدّ وزارة الثقافة والإعلام الجهة المسؤولة عن الرقابة والمنع والمصادرة، عبر الاستعانة بمراقبين متخصصين بالعلوم الشرعية واللغوية والاجتماعية والسياسية والتاريخية.

 إلا أن الأعوام الماضية شهدت تدخل جهات أخرى في العملية الرقابية؛ كان أبرزها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث تصادر الكتب التي ترى أنها مخالفة لمبادئ الإسلام، بالإضافة إلى اقتحام معارض كتب خلال أعوام سابقة.

واستنكر ناشطون سعوديون، مصادرة وزارة الثقافة والإعلام، الشهر الجاري الكتب الموجودة في مقهى «الراوي» بالرياض، وطالبوا الوزارة بالإفصاح عن السبب الحقيقي.

يشار إلى أنه في أوائل العام الجاري، تم افتتاح «مقهى الراوي»، الذي يضم مكتبة كبيرة فيها ما لا يقل عن سبعة آلاف كتاب، في مقر «الشبكة العربية للأبحاث» كتجربة جديدة تمزج بين الثقافة والمقاهي، وكان يعرف بأنه «مُلتقىً للأدباء والكتّاب والمهتمين، ويضم مكتبة كبيرة».

  كلمات مفتاحية

السعودية الكتب