بداية من الناحية البيولوجية وحتى أسلوب التربية والرعاية، هناك الكثير من أحداث الطفولة التي تؤثر على الشخص الذي ستصل إليه عند البلوغ.

وحيث إنه لا توجد هناك وصفة سحرية للحصول على السعادة والقدرة على الإنجاز بعد النضوج، فإن علماء النفس يشيرون إلى بعض عوامل الطفولة التي قد تؤيد بشدة نشوء إنسان ناجح.

وهذه بعض من التأثيرات التي نعلم أن طفولتك قد تركتها على حياتك كشخص ناضج.

أولا: إذا كنت طفلًا متمردًا على قوانين المنزل، فإن دخلك عند النضوج سيكون أكبر

كما صدر في تقرير لـ(إنسايدر بوست)، وجد الباحثون أنه بجانب خصائص مرحلة الطفولة مثل معدل الذكاء، الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومقدار التعليم الذي استطاع الطفل حيازته، فإن الطفل المتحدي الذي اعتاد كسر القواعد يكون ذو احتمالية أكبر للحصول على دخل كبير عند النضج.

ويفسر الباحثون ذلك بأن الطفل الذي يميل إلى كسر القواعد، يخبر عن شخصية قادرة على الدفاع عن الذات.

ثانيا: إذا اعتاد والداك القيام بمناقشاتهم المحتدة أمامك، فستكون أكثر استقرارا

عندما يتسنى للطفل مشاهدة لحظات التعارض المنزلية بين الأب والأم، والتي تحتوي بداخلها القدرة على الدعم والتفهم والاحترام، فإن الطفل يتعلم مهارات اجتماعية أكبر، كما تكون ثقته الذاتية وشعوره بالأمان الداخلي أكبر.

عندما يشهد الطفل أحد العراكات المنزلية ثم يرى كيف أن والديه استطاعوا تجاوز المشكلة بمقدار كبير من الود والحميمية، فإنه يكون أكثر سعادة وشعورًا بالأمان، حيث يزداد يقينه بأن لدى والديه القدرة على تجاوز المشاكل.

وقد أخبر «مارك كامينغز» عالم النفس في جامعة (نوتردام) أن الدراسات أثبتت أن شخصية الوالدين الانسحابية التي لا تواجه المشاكل تكون مزعجة للطفل عن تلك التي اعتادت المواجهة، حيث أن الأطفال يستشعرون بسهولة وجود مشكلة خفية ما في محيط المنزل، مما يولد لديهم بعض الإجهاد العاطفي لعدم قدرتهم على معرفة طبيعة المشكلة أو إمكانية حلها.

ثالثا: إذا كنت ولدًا لأم عاملة، فستكون أبا أكثر رعاية

حسب تقرير نشرته (مدرسة هارفارد للأعمال)، فإن الأبناء الذكور الذين نشئوا في أسرة ذات أم عاملة يكونون أكثر اهتمامًا بأعمال المنزل وبرعاية أطفالهم. الدراسة وجدت أنهم يقضون سبع ساعات ونصف إضافية أسبوعيًا في رعاية أطفالهم أكثر من قرنائهم، كما يقضون 25 دقيقة إضافية للاهتمام بأعمال المنزل.

رابعا: إذا كنت طفلًا مقلدًا لوالديك، فسيكون وعيك أكثر تفتحًا عند النضوج

فحسب دراسة قام بها الباحثون في جامعة (كوازولو ناتال) في (ديربان-جنوب أفريقيا) فإنه إذا كنت واحدًا من أولئك الأطفال الذين اعتادوا تقليد أفعال آباءهم دون أن يظهر لهم منطق تلك الأفعال، فمن الغالب أنها كانت رغبة منك لافتراض أن هناك غرض ما وراء ذلك. سيؤدي هذا إلى زيادة تفتحك وقدرتك على تقبل الآخرين، كما سيؤدي إلى مرونة أكبر في فهم وجهات نظر الآخرين.

خامسا: كلما تحسنت حالة والديك المادية كلما استطعت تحقيق درجات أكبر في التعليم

قال الباحث (شون رياردون) من جامعة ستانفورد أن الهوة في معدلات الإنجاز العلمي بين أبناء الطبقات الاجتماعية المختلفة قد زادت بنسبة 35-45% بين الأطفال الذين ولدوا في 2001 عن أولئك الذين ولدوا قبلهم بـ 25 عامًا.

ويقول «دان بينك» مؤلف كتاب (درايف) أنه كلما زاد دخل والديك، كلما حصلت على درجات أكبر في المدرسة الثانوية.

سادسا: إذا نشأت كطفل فقير، فإن ذاكرتك العملية ستعاني كثيرًا

الأطفال الذين ينشئون في ظروف اقتصادية متدنية، يعانون عند النضوج من ذاكرة عملية ضعيفة، حيث لا يستطيعون الاحتفاظ بعناصر متعددة في ذاكرتهم، وذلك حسب دراسة قامت بها جامعة (أوريغون).

سابعا: إذا نشأت لوالدين يتعاطون المخدرات، فستكون جادًا جدًا عند النضوج

إذا شهدت في طفولتك تعاطي والديك للمخدرات، ففي الغالب ستتحول إلى أب لوالديك، وهو ما سيجعلك تبدي نضوجا اجتماعيا مبكرا.

ثامنا: إذا لم يترك لك والداك القدرة على اتخاذ القرارات فستكون شخصًا اتكاليا

إذا نشأت ولم يترك لك آباؤك القدرة على اتخاذ قراراتك بنفسك مثل اختيار ملابسك أو أصدقائك أو مأكولاتك المفضلة، فستكون في الغالب شخصًا اعتماديًا يسعى دائما للدخول في علاقات يتحكم فيها الطرف الآخر بمسار الأمور.

تاسعا: إذا كنت مقربًا من والدك فستكون أكثر قدرة على إنشاء علاقات شخصية

تبعًا لدراسة قامت بها (كلية العمل الاجتماعي بجامعة حيفا)، فإن الطفل الذي يتصل عاطفيًا بأبيه يكون أكثر قدرة على دخول علاقات حميمية صحية في المستقبل.

وقالت صاحبة الدراسة «نوريت ناعماني» أن «البحث قد أظهر علاقة وثيقة بين علاقة الأب والطفل وبين قدرة الطفل على تكوين علاقات شخصية حميمة جيدة في المستقبل».

عاشرا: إذا تعرضت لسوء المعاملة كطفل، فإن احتمالية إصابتك بالإكتئاب اليوم ستتضاعف

وجدت دراسة شملت 26 ألف شخص في لندن أنه إذا كنت تعرضت لسوء المعاملة في طفولتك، فإنك ستكون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب عن قرنائك بنسبة 227%.

و أنواع سوء المعاملة التي ذكرتها الدراسة التي نشرت في تقرير لصحيفة الجارديان هي:

رفض التعامل من الأم.

الانضباط القاسي من أحد الوالدين.

عدم الاستقرار في تولي أمر الطفل.