قالت مصادر ليبية إن محادثات سرية تجرى حاليا على قدم وساق بين رئيسي الحكومة المؤقتة الموالية لمجلس النواب المنعقد بطبرق وحكومة الإنقاذ الوطني الموالية للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة طرابلس.

ويسعى الطرفان للإطاحة بحكومة الوفاق الوطني، الثالثة المعترف بها دوليا والتي يترأسها «فائز السراج» ويحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة.

وتأتي هذه المحادثات تتويجا لاجتماع سري عقد قبل عدة أسابيع بين «عبد الله الثني» رئيس الحكومة المؤقنة و«خليفة الغويل» رئيس حكومة الإنقاذ.

وقال مسؤول في البرلمان السابق لـ«الشرق الأوسط» إن محادثات تمت بين وفدين يمثلان الحكومتين في طرابلس يومي الخميس والسبت الماضيين.

من جهته، قال مجلس النواب الليبي إن وفدا يمثله عقد اجتماعا في طرابلس مع وفد يمثل البرلمان السابق، فيما كشف رئيس الوفد وعضو مجلس النواب «سعد المريمي» النقاب عن اتفاق الطرفين على تشكيل لجنة فنية لتقديم الرأي القانوني والفني لإمكانية دمج حكومتي «الثني» و«الغويل» واقتراح آلية للدمج.

ولفت «المريمي» في بيان نشره مجلس النواب عبر موقعه الإلكتروني الرسمي إلى أن هذه اللجنة ستتكون من أربعة أعضاء مناصفة بين الطرفين على أن تقدم تقريرها بغضون الأسبوع المقبل، موضحا أن وفدا من المؤتمر الوطني سيصل إلى المنطقة الشرقية قريبا للمرة الأولى.

وفي سياق متصل، قالت مصادر ليبية، إن قائد الجيش الموالي لمجلس نواب طبرق، «خليفة حفتر» بصدد التعاقد في روسيا على صفقة أسلحة جديدة للجيش الذي احتفل أمس بتخريج دفعة تضم 900 مقاتل بمعسكر الأبيار في شرق البلاد.

وأعلنت وكالة الأنباء الليبية الموالية لمجلس النواب أن «حفتر» التقى في ثاني أيام زيارته الرسمية إلى موسكو، وزير الدفاع «سيرغي شويغو»، ووزير الخارجية «سيرغي لافروف»، ومجلس الأمن القومي، مشيرة إلى أن المحادثات تطرقت إلى الأوضاع الليبية الراهنة، وبحث القضايا المشتركة لتعزيز الاستقرار والتعاون بين الدولتين.

وأبلغ مسؤول عسكري ليبي أن «حفتر» يسعى لإقناع روسيا بتقديم صفقة أسلحة جديدة إلى جيشه الذي يستعد لاقتحام آخر معاقل الجماعات المتطرفة في مدينة بنغازي بالمنطقة الشرقية.

ونفى المسؤول الذي تحدث مشترطا عدم تعريفه أن تكون محادثات «حفتر» مع الجانب الروسي تتضمن منح روسيا قاعدة عسكرية في الأراضي الليبية.

إلى ذلك، وصل أمس بشكل مفاجئ إلى العاصمة طرابلس وزير خارجية الجمهورية اليوناني «نيكولاس كوتزياس» على متن طائرة حربية يونانية، كأحدث مسؤول غربي يزور العاصمة الليبية.

والتقى «نيكولاس» «فائز السراج»، بعدما استقبله بمطار معيتيقة وزير الخارجية المكلف «محمد سيالة».

إلى ذلك، التزمت السلطات الليبية الصمت حيال تقارير صحفية أمريكية نقلت أمس عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا نفذتا عملية استهدفت «مختار بلمختار» قائد «تنظيم المرابطون المتطرف» في شمال أفريقيا.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسؤولين أن طائرة فرنسية قتلت خلال غارة سرية لها «بلمختار» في جنوب ليبيا هذا الشهر.