أعرب «مجلس التعاون الخليجي» و«جامعة الدول العربية» عن استنكارهما ورفضها لإعلان جماعة الحوثي وحليفهم الرئيس السابق، «علي عبد الله صالح»، تشكيل حكومة، معتبرين أن الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد هي تلك الموالية للرئيس «عبدربه منصور هادي».

ومساء أمس الإثنين، أعلن الحوثيون وحزب «صالح» تشكيل ما أسموه بـ«حكومة إنقاذ وطني» في صنعاء، برئاسة محافظ عدن الأسبق، «عبدالعزيز بن حبتور».

وتتألف الحكومة، التي ظل الحوثيون وحزب «صالح» يلوحون بها منذ تشكيلهم ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى»، أواخر يوليو/تموز 2016، من 42 وزيرا.

وفي تعقيبه على تلك الخطوة، قال الأمين العام لـ«مجلس التعاون الخليجي»، «عبداللطيف الزياني»، إن دول مجلس التعاون «ترفض رفضا قاطعا تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن».

وعبر بيان حصل «الخليج الجديد» على نسخة منه، أضاف «الزياني» أن «حكومة هادي هي الحكومة الشرعية دستوريا وقانونيا، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة».

واعتبر أن «تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن يبرهن بأن الحوثيين وأتباع علي صالح غير جادين في الدخول في المفاوضات السياسية».

واتهم الحوثين وحزب «صالح» بأنهم، عبر إعلان تلك الحكومة، «يسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد لوقف الحرب في اليمن وإعادة احياء المفاوضات السياسية بموجب خارطة الطريق الأممية».

الجامعة العربية: إجراء لا قيمة له

الخطوة ذاتها أدانتها جامعة الدول العربية، اليوم، وعدتها بلا قيمة له من الناحية السياسية والقانونية.

وقال «أحمد أبو الغيط»، الأمين العام الجامعة، في بيان صادر اليوم، وحصل «الخليج الجديد» على نسخة منه، إن «كل ما يُتخذ من خطوات أو إجراءات للالتفاف على الشرعية اليمنية، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، ليس لها أية قيمة قانونية أو سياسية».

واعتبر أن تشكيل «ما سُمي بحكومة إنقاذ وطني، عار من الشرعية، ولا قيمة له، ويُمثل امتداداً للنهج الانقلابي، الذي لا يُريد الحوثيون التخلي عنه».

وتابع: «هذه الخطوة تُعد تصعيداً يعكس عدم استعداد الحوثيين للتعاطي بشكل إيجابي ومسؤول مع جهود الوساطة الجارية حالياً، والتي يُباشرها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد».

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت الرئاسة اليمنية، إن تشكيل جماعة «الحوثي»، وحليفهم «صالح»، لحكومة بصنعاء، تأكيد على تدمير وإنهاء أي خطوة ممكنة للسلام والحوار، وفق ما نقلته وكالة «سبأ» اليمنية الحكومية عن مصدر مسؤول في الرئاسة، لم تسمه.

كما رفضت «منظمة التعاون الإسلامي»، الحكومة ذاتها، واصفة إياها بـ«غير الشرعية»، وفق بيان صادر عنها اليوم.

وتشهد عدة محافظات يمنية، بينها مناطق محاذية للحدود السعودية، حرباً منذ أكثر من عام ونصف العام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي «الحوثي» وقوات «صالح» من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلا عن وقوع العديد من المقاتلين في قائمة الأسر من طرفي الحرب.

ومنذ 26 مارس/آذار 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات «صالح»، استجابة لطلب «هادي»، بالتدخل عسكرياً لـ«حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات» في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات «صالح» على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.