أعلن وزير الخارجية التركي «جاويش أوغلو»، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء «بن علي يلدريم» سيزور موسكو الأسبوع المقبل.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده «جاويش أوغلو» مع نظيره الروسي «سيرغي لافروف» في ولاية أنطاليا التركية.

وقال الوزير التركي إن روسيا وتركيا «تقومان بعمل مشترك في مكافحة الارهاب، وسيتواصل التعاون بينهما»، حسب ما نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء.

وأضاف: «أكدنا أننا نبذل قصارى جهدنا لحل القضايا في المنطقة»، معتبرا أن الميليشيات الكردية خطر ليس فقط على تركيا بل على العالم كله.

وأكد «جاويش أوغلو» أن تعاون بلاده مع روسيا في المجال الأمني سيتواصل سواء في سوريا أو في العراق وسائر الشرق الأوسط، مضيفا «سوريا تحتاج إلى السلام ونعمل للتوصل لحل سياسي للنزاع فيها».

واعتبر أنه «إذا لم يكن هناك حل سياسي فلا يمكن تأمين وحدة الأراضي السورية»، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في مدينة حلب، شمالي سوريا، بأسرع وقت ممكن.

وكشف أن رئيس الوزراء «بن علي يلدريم» سيزور موسكو الأسبوع المقبل.

وبينما لم يحدد «جاويش أوغلو» موعد محدد لزيارة «يلدريم» إلى موسكو، نقلت «الأناضول» في وقت سابق عن مصادر في الرئاسة التركية إن الزيارة ستتم في 6 ديسمبر/ كانون أول، دون ذكر مدتها.

الزيارة المرتقبة تأتي في وقت تتكثف فيه الاتصالات التركية الروسية؛ حيث أجرى الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفيا بنظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، هو الاتصال الثالث من نوعه خلال نحو أسبوع.

وقال قناة «تي آر تي» التركية الرسمية إن الاتصال تناول العلاقات الثنائية والتطورات الأخيرة في سوريا وعلى رأسها المأساة الإنسانية في حلب.

وأفادت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية أن الزعيمين اتفقا على تسريع الجهود لوقف الاشتباكات وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في حلب.

وأضافت المصادر أن الرئيسين أكدا خلال الاتصال على أهمية تطبيع العلاقات بين البلدين.

جدير بالذكر أن أحياء مدينة حلب الشرقية تتعرض منذ نحو أسبوعين لقصف عنيف من طائرات النظام السوري وطائرات روسية أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تقدمت قوات النظام والميليشيات الموالية لها على الأرض، وسيطرت على ثلث المناطق الخاضعة للمعارضة في المدينة.

ووصل وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إلى ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، الأربعاء، للمشاركة اليوم الخميس، في اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك التركية الروسية.

ويقول مراقبون إن تكثيف الاتصال التركية الروسية مرتبط بعدة تطورات حدثت مؤخرا، ومنها واقعة فقدان الاتصال بجنديين تركيين في شمالي سوريا، أول أمس الثلاثاء، وواقعة مقتل ثلاثة جنود أتراك، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في غارة جوية محتملة لنظام «بشار الأسد».

أيضا، يعتقد المراقبون أن الاتصالات تهدف إلى تخفيف التوتر بين الجانبي التركي والروسي على خلفية تصريحات للرئيس التركي، أول أمس الثلاثاء، قال فيها إن التدخل العسكري لبلاده في شمال سوريا يهدف إلى «إنهاء حكم الطاغية بشار الأسد»، الأمر الذي قال الكرملين إن طلب من أنقرة توضيحات بشأنه.

وبدأت روسيا وتركيا، أواخر يونيو/حزيران الماضي، تطبيع العلاقات بينهما بعد أشهر من أزمة دبلوماسية خطرة نتجت عن إسقاط طائرات إف-16 تركية مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا.