صاروخ يغتال ابتسامة «مهرج حلب»

السبت 3 ديسمبر 2016 07:12 ص

لقي السوري «أنس الباشا» (24 عامًا)، مدير مركز تابع لمنظمة «فضاء الأمل» المدنية، والذي كان تخصص في إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال المحاصرين في حلب الشرقية كـ(مهرج)، حتفه الثلاثاء الماضي، في قصف جوي.

وقُتِلَ «الباشا» في غارة جوية ضمن حملة قصف مشتركة للقوات الحكومية السورية والروسية على المناطق الشرقية في حلب في سعيهما لاستعادة السيطرة على كامل المدينة، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس».

ويعيش في المدينة تحت الحصار 250 ألف شخص، من بينهم مئة ألف طفل، مع انعدام المواد الغذائية وعدم وجود مستشفيات قادرة على توفير خدماتها.

نذر «الباشا» نفسه لإنقاذ الأطفال، وإسعاف المدفونين منهم تحت ركام المباني المقصوفة بحسب «دويتشه فيله».

وكتب «محمود الباشا»، الذي عرف نفسه بأنه شقيق القتيل، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «عاش ليسعد الأطفال ويضحكهم في أحد أحلك المنطق وأكثرها خطرًا» مضيفًا أن «أنس رفض مغادرة حلب وقرر البقاء لمواصلة عمله كمتطوع لمساعدة المدنيين وتقديم هدايا للأطفال في الشوارع عساها تعيد لهم بعض الأمل».

وغادر والدا «الباشا» المدينة قبل أن يبدأ حصار القوات الحكومية لها في شهر يوليو/تموز، أما «الباشا» فقد رفض الخروج، وكان قد تزوج قبل شهرين فحسب، وزوجته الآن محاصرة في معقل المعارضة شرقي حلب.

ومنظمة «فضاء الأمل» التي كان «الباشا» يعمل بها ..أنشأها سكان حلب الشرقية، لتدعم 12 مدرسة و4 مراكز رعاية وتأهيل نفسي اجتماعي، من خلال توفير المشورة والدعم المالي لـ 365 طفلا فقدوا أهلهم أو بعضًا منهم.

وأدت الغارات الجوية والقصف المدفعي من طرف القوات الحكومية على شرق حلب في الأسابيع الأخيرة إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين ونزوح أكثر من 25 ألف شخص من منازلهم. وحذر أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، من أن حلب قد تتحول إلى «مقبرة ضخمة».

وقالت «سمر حجازي»، التي كانت مسؤولة «الباشا» في العمل، إنها ستذكره كصديق كان يحب العمل مع الأطفال مضيفة: «كان يُمثل أمام الأطفال أدوارا هزلية ليكسر الحواجز بينهم».

 وأوقفت المنظمة نشاطها في حلب الشرقية بعد أن اشتدت الغارات الجوية والهجمات عليها، ما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من سكانها القابعين منذ شهور تحت حصار صعب، أما أهل «الباشا» فغادروا المدينة  قبل أن تحكم قوات نظام «الأسد» الحصار عليها في الصيف المنصرم، ورفض «الباشا» أن يغادر معهم وطلب من المنظمة أن ترسل راتبه إلى أهله المقيمين في الأرياف.

  كلمات مفتاحية

صاروخ ابتسامة مهرج حلب

تفاصيل البيان المشترك للسعودية والإمارات وقطر وتركيا حول الوضع في سوريا

‏واشنطن وطهران و«فتح الشام» يعرقلون مفاوضات أنقرة بين فصائل حلب وروسيا