«خطيب يستنكر انتشار شاهي الجمر».. وسعوديون: مصدر رزق حلال

الأحد 4 ديسمبر 2016 01:12 ص

انقسم سعوديون بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول مطالبة داعية سعودي، بمراقبة أكشاك وبسطات بيع «شاي الجمر» التي انتشرت مؤخراً بالمتنزهات والطرقات والشوارع.

وكان نشطاء «تويتر»، قد تناقلوا مقطع فيديو، للشيخ الدكتور «إبراهيم بن محمد الزبيدي» عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض، طالب خلاله الأمانات والبلديات بمراقبة أكشاك وبسطات بيع «شاي الجمر» التي انتشرت مؤخراً بالمتنزهات والطرقات والشوارع، محذراً من «تحولها لبؤر لبيع المخدرات وإفساد حياة الشباب».

وقال الدكتور «الزبيدي» خلال خطبة الجمعة الماضية، إن الانتشار السريع لهذه الأكشاك شيء مستغرب ويدل على أنها أمر غير محمود.

وطالب بمراقبة هذه الأماكن وعدم تركها هكذا بدون تنظيم، وأن تضع الجهات المعنية آلية تمكنها من معرفة مَن يقوم بالبيع في هذه البسطة وماذا يبيع وماذا يضع بالشاي، أو وضع لوحات على هذه البسطات وتعيين سجل تجاري باسم صاحبها، معتبراً أن ذلك سيفيد من خلال إمكانية الوصول إلى البائع في حال تسممت أسرة أو أحد أفرادها إثر تناولها هذا الشاي.

وعلل الشيخ دعوته بأن «المملكة تتعرض لتهديد ومؤامرات من دول عديدة بالعالم، ولا سيما أن أكثر المخدرات تساق إليها بل تُصنّع خصيصاً وتُدفع لها المليارات للدخول إلى بلاد الحرمين».

وأكد أنه «لا يتهم أحداً ولا يدعو لقطع أرزاق العمالة التي تتكسب من هذه البسطات»، ولكنه يدعو لتشديد الرقابة عليها، أو «أن يكونوا في محال مرخصة ويتم بيع الشاي فيها».

وتحت وسم «خطيب يستنكر انتشار شاهي الجمر»، ثار الجدل بين المغردين السعوديين، بين مؤيد لدعوة الخطيب، ومطالب برقابة صارمة على هذه الأكشاك، وبين معارض لها،  واعتبارها في غير محلها.

معارضون

المعارضون وإن كانوا الفئة الأكبر بين المشاركين في الوسم، كان لهم رأي أن هناك ما هو أهم مما أسموه محاربة أرزاق الشباب.

فكتب «عبد العزيز الحربي»: «ليته نقل ملاحظاته الى البلدية، بدلا من هذه الخطبة التي أثرت على مبيعات الشباب العاطلين عن العمل!».

وأضاف «مبدع»: «هذه المرة في سلسلة حكايات المؤامرات لم يحلف جهد أيمانه، ولربما أنه على خلاف مع أحدهم فنبراته كخصم أكثر من ناصح ملم!».

وتساءل «عبد الله بن شعشاع»: «لماذا لجأ الشباب لبيع شاهي الجمر اليس رزق حلال.. ولو افترضنا ان بدلا من ال (ج) (خ) ماذا سيقول فضيلته».

وأضافت «رحمة»: «رغم قناعتي أن بايع الشاهي لا يجرؤ على الغش.. ولكن كان الأجدر أن يستنكر تجار المواد الغذائية منتهية الصلاحية».

واتفق معها «جليوفيتش»، حين كتب: «المطاعم المخالفة أولى بالعقوبات الصارمة.. بيع المواد الغذائية الفاسدة في بندة وغيرها».

فيما استنكرت «سوسو»، بالقول: «طيب اللي يبيعون شاهي أكيد محتاجين والظروف صعبة.. اغنوا الناس بالوظائف وأعينوهم على أمور دنياهم».

وأضافت «هالة»: «يستنكرون شاي الجمر ولا يستنكرون شرب بول الإبل».

وتابع «يحيى»: «ترك المخدرات والربا والغلا والزنا والتحرش والفواحش ما ظهر منها وما بطن.. ومسك ع بائعي الشاي!».

وتساءلت «ملكة الزين»: «ايش ذنب المسكين اللي ما لقى وظيفة وقاعد يترزق من الشاي ويتحمل البرد عشان مبلغ زهيد.. يمكن ما يسد حاجته».

مؤيدون

أما المؤيديون لهذه الدعوة، فاعتبروا أن الهجوم على الخطيب جزء من مؤامرة الليبرالية على التدين والالتزام.

فأشار «نايف الصحفي»، إلى سابقة مناقشة قناة «روتانا» لهذه الظاهرة، وقال: «الهدف من هذا الهجوم هو الإساءة للمنابر والخطباء وتأجيح المجتمع.. نفس الموضوع كان على روتانا وما أحد تكلم».

واتفق معه «الواثق»، حين نشر مقطعا من برنامج «يا هلا» على فضائية «روتانا»، خلال عرض نفس المطالبات، وكتب تحته: «برنامج يا هلا على قناة روتانا تحدث عن نفس الموضوع وبلهجة أشد.. ولأن المذيع غير ملتحي لم يستنكر الليبرالية».

وقال «أحمد العنزي»: «الشيخ يطالب بمراقبته خوفاً ممن يضعون المنشطات فيه.. والناس شغالة سب، شكلها حملة مرتب لها هاليومين.. حسبنا الله«».

وأضاف «»عبد الرحمن الحارثي«»: «»الرجل قال يجب مراقبتها خوفاً على الناس؟!.. لو أن الذي قالها شخص غير ملتحي لصفقتم له.. الرجل لم يقل شيء خطأ».

وتابع «خالد الدمام»: «التحية ﻷئمتنا فهم حراس العقيدة.. القصد هو ليس التصدي لمن أراد أن يكتسب لقمة العيش بالحلال.. بل متابعة ضعاف النفوس».

وطالب «صقر العتيبي»، قائلا: «ظاهرة غريبة وانتشارها أغرب.. اتمنى من المسئولين اتخاذ قرار حازم استدراكا لمستقبل مخيف».

واتفقت معه «مريم»، حين كتبت: «وش المشكلة بكلام الخطيب عشان تهشتقونه.. هو صادق لازم باعة الشاهي يكونون تحت المراقبة للحذر.. فيه ناس ما تخاف الله».

مناقشة هادئة

فئة ثالثة، كانت أكثر هدوءا في التناول، قال عنها «عاطف المسمار»: «نحن مع التنظيم وتوفير أماكن لهولاء الشباب ممن يبحث على لقمة العيش، وننكر من يتهجم على الخطباء ومقاصدهم معروفة».

وأضاف «طاهر»: «تخويف الناس من أمور ليست موجودة ليس من الشرع في شي.. والمؤمن مطالب بإحسان نيته قبل اتهام الناس».

وتابع «فهد العجلان»: «اجتهاد في غير محله من الخطيب الذي كنا نتظر طرح المشاكل الاجتماعية والتوجيه والإرشاد وتعديل بعض العادات السيئة».

فيما نقلت صحيفة «عكاظ» عن مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية «عبدالإله الشريف»، قوله إن الدين الإسلامي يأمر بحسن الظن، وما يتعلق بمن شكك أو ألقى الشبهة على من يبيع الشاي في الطرقات.

وأضاف: «يجب ألا نلقي التهم جزافا على الناس فلا بد من التيقن والتأكد، والذين يبيعون الشاي غالبيتهم بعيدون عن هذه الشبهات، ونطمئن الناس أن أجهزة الأمن عين ساهرة وتقوم بدورها كما يجب».

وتابع: «مثل هذه المعلومات وردت قبل أعوام، وما ذكر عنهم غير دقيق».

فيما نقلت الصحيفة رد عدد من بائعي شاي الجمر في مدينة الرياض على الخطيب بقولهم: «الله العالم بكل شيء، ومهنتنا شريفة وليست مشبوهة، وهذا مصدر رزقنا الوحيد، الذي نعيش منه».

وأضافوا: «نعمل 10 ساعات في اليوم لتوفير لقمة عيش لأطفالنا، ومن يوجه الاتهامات لنشاطاتنا سيحاسبه الله على كلامه، ونحن لا نلتفت لاتهاماته ونركز على عملنا ومصدر رزقنا الوحيد، الذي نعول أسرنا منه».

قصة حقيقية

يشار إلى أن صحيفة «الحياة»، سبقت أن نشرت قصة عشريني، وجد في بيع «شاي الجمر» مصدر رزق له ولعائلته.

الصحيفة قالت إن المتخصص في علم النفس العشريني «محمد علي» وجد من بيع الشاي المعد على وهج الجمر، وسيلة للكسب المادي وإعالة أسرته المكونة منه ومن زوجته المتخرجة حديثاً من كلية إدارة الإعمال في جامعة المؤسس، وذلك بعد أن ضاقت به السبل لإيجاد عمل يتناسب مع تخصصه الجامعي.

وأضافت: «معتمداً على موقد حديدي، وثلاثة أباريق وسمها لهيب الجمر بسواد أكل جزءاً من لونها النحاسي، ولوحة صغيرة تدل على سلعته، اختار محمد فسحة من الكورنيش الشمالي لمدينة جدة مركزاً له، ليبدأ عمله الحر قبل اختفاء قرص الشمس وراء مياه البحر الأحمر، ويستمر حتى قبل إطلالته من الجانب المقابل له بساعتين».

وأشار إلى أنه يقدم «المزاج» الساخن لزبائنه الذين اعتادوا، تذوق ما يقدم لهم من شاي لذيذ.

«محمد علي» قال إن سوء الحظ لازمه بعد إنهاء دراسته الجامعية، لأنه فقد الأمل في إيجاد وظيفة تتناسب مع ما تعلمه خلال أعوامه التي أفناها خلف مقاعد الدراسة، أضف إلى ذلك أنه لم يستطع إيجاد مكان في الطريق الآخر التي يسلكها عادة الطلاب لتأمين مستقبلهم، وهي الابتعاث إلى خارج المملكة لطلب العلم.

نكهات الشاي عند «محمد» متعددة: «نعناع، حبق، شاي أخضر»، كله متوافر.

ويؤكد «محمد» أن «حرفته تعتمد اعتماداً كلياً على ملاءمة النكهة للمزاج»، وقال: «يمنح الشاي متذوقه مزاجاً جميلاً يمكنه من التفكير بعمق، وأنا اتخذ قراراتي المستقبلية في أثناء إعدادي للشاي أمام البحر، ليشاركني فيه كثيرون بمردود مادي مقبول».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شاهي الجمر شباب تويتر مغردون السعودية