وفاة الطيار «ران بيكر» أحد أساطير (إسرائيل) الحربية

الاثنين 5 ديسمبر 2016 07:12 ص

أغدق الإعلام العبريّ المديح على مَنْ يُسّمونه في (إسرائيل) «بطل إسقاط الطائرات العربيّة»، «ران بيكر»، الذي توفيّ، السبت الماضي، عن 80 عامًا بعد إصابته بمرضٍ عضال.  

كما يتم تجنّيد أركان الدولة العبريّة لكيل المديح لهذا الطيّار، الذي وُصف بالأسطورة. ولكن، مع ذلك، تغاضت وسائل الإعلام المركزيّة عن ذكر الجريمة النكراء التي نفذّها، عندما أعدم، وبدمٍ باردٍ، جنديًا أردنيًا، بعد أنْ أطلق عليه ست رصاصات مزّقت جسده. وحتى الذي «تجرأ» على ذكر القضيّة، فإنّه حاول عن طريق استخدام الكلمات والمُصطلحات وربمّا الأكاذيب، إخفاء هذه الجريمة، التي يندى لها الجبين، بحسب جريدة «رأي اليوم».

ويُمكن القول والفصل أيضًا، إنّ التضخيم الإعلاميّ (الإسرائيليّ) لـ«بيكر» يُدلل على آلية عمل الدعاية (الإسرائيليّة)، بالإضافة إلى كيفية تحويل المُجرم إلى بطل قوميٍّ، على الرغم من أنّه قتل ضابطًا أردنيًا مع سبق الإصرار والترصّد.

ماكينة الإعلام (الإسرائيليّة) تصنع الأبطال، على الرغم من أنّهم قتلوا عربًا، فقد تعودّت (إسرائيل) على أنّ العربيّ الجيّد هو العربيّ الميّت.

وبحسب موقع «المصدر) (الإسرائيليّ)، سُجلت قصص بطولة كثيرة على اسم الطيار (الإسرائيليّ) «بيكر. وقد اعتُبر في سلاح الجو (الإسرائيليّ) أسطورة، وفي جعبته نحو ثلاثة عقود كطيّار حربي.

رحل «بيكر» (السبت الماضي) في سنّ 80، وهو «طيار بطل إسقاط طائرات العدوّ» في الجيش (الإسرائيليّ)؛ أجرى على مدى 27 عاما ما معدله نحو 400 طلعة جوّية، على حدّ قول الموقع.

وتابع الموقع قائلاً: إنّه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1966 أسقط طائرة للمرّة الأولى،  وكان ذلك بعد معركة جوية استمرت دهرًا بمصطلحات الطيران – 8 دقائق كاملة.

وأوضح أنّ «بيكر» أسقط ما مجموعه سبع طائرات ميغ، مصريّة، سوريّة، وأردنيّة، وكان الطيار الثاني في تاريخ سلاح الجو (الإسرائيليّ) الذي نجح في إسقاط أكثر من 5 طائرات.

ودلل الموقع قائلاً: اعتُبر سرب طائرة الميراج الذي كان «بيكر» قائده خلال حرب 1967 الأفضل في سلاح الجوّ (الإسرائيليّ) في ذلك الوقت، بعد أنْ أسقط طيّاروه 19 طائرة للعدوّ في تلك الحرب ولم يُقتل منهم أحد، بحسب تعبيره.

وأضاف الموقع، الذي غردّ ضمن سرب ما يُطلق عليه (الإجماع القوميّ الصهيونيّ)، أضاف إنّه عندما أحبّت ابنة «بيكر» طيّارا حربيًا، قرر الأخير أن يختبر إذا كان الشاب جديرًا بابنته بطريقته الخاصة، في معركة جوية؛ طلب من قائد السرب الذي خدم فيه عريس ابنته الصعود إلى معركة ضدّ الطيار الشاب.

قال «بيكر» بعد ذلك: نفّذنا ثلاثة معارك جوية منفردة واحدة تلوَ الأخرى، كانت بدلتي مبلّلة عرقًا، ولكن كنت راضيًا.

كان «بيكر» راضيًا عن أداء الطيّار الحربي الشاب، فوافق على زواجه من ابنته.

ولكن إحدى أروع القصص في سيرة «بيكر» المهنية، هي تحديدًا مغادرة طائرة بطريقة يعرّفها الخبراء بأنّها عجيبة عام 1963 عندما أجرى «بيكر» طلعة جوية تجريبية لطائرة ميراج 3 (الإسرائيلية) كان عليها جهاز خاص، توقّف محرّك الطائرة خلال الرحلة الجوية فجأة. بعد القيام بإجراءات الطوارئ أدرك «بيكر» أنّ عليه مغادرة الطائرة وقام بذلك على علوّ 500 قدم (فقط).

الجزء الأكثر دهشة، هو أنّ «بيكر» أعدّ الطائرة قبل أنْ يغادرها، لئلا تتحطّم، وتستمرّ في الجوّ حتى تهبط وحدها في مطار مجاور، ممّا كان يُعتبر مستحيلاً تقريبًا.

وبعد إصلاح الطائرة وتجديدها، أجرى «بيكر» رحلة جوية تجريبية فاحصًا أنّ كل شيء على ما يرام.

والآن ينتقل الموقع إلى وصف الجريمة البشعة التي نفذّها «بيكر»، مُستخدمًا جميع وسائل الدعاية (البروباغندا) لتحويل المُجرم إلى بطل، يقول: تُدعى القضية التي وصمت سيرة «بيكر» المهنية في (إسرائيل) «قضية الأسير الأردني».

 وتحكي اختفاء طيار (إسرائيليّ) اضطرّ إلى مغادرة طائرته المعطّلة وسط رحلة جوية في سماء الأردن في اليوم الأول من حرب 1967. هبط الطيّار هبوط طوارئ بسلام، ولكن وفقًا للاشتباه، فعند وصوله إلى الأرض أعدمه جنود أردنيّون بلا محاكمة.

وتابع خلال الحرب، أيْ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، سقط في الأسر قائد السريّة الأردنيّ الذي قاد عملية تعذيب الطيّار (الإسرائيلي) المفقود وقتله. اعترف أمام المحقّقين بالفعلة، وعندما سمع «بيكر» بذلك طلب الالتقاء به والتحقيق معه حول الحادثة بشكلٍ شخصيٍّ.

 ولفت الموقع إلى أنّ «تلك الحادثة الغامضة» التي جرت في ذلك اللقاء، أحبطت تعيين «بيكر لمنصبٍ رفيعٍ جدًا في سلاح الجو؛ ووفقًا لرواية «بيكر»، قال الموقع، فخلال اللقاء حاول الأسير الأردنيّ الهرب شرقًا، وأثناء ملاحقته، أطلق «بيكر» ستّ طلقات عليه.

لم يتم العثور على أية جثّة، ووفقًا لتحقيقات الجيش (الإسرائيليّ)، (يبدو أنّ الأسير نجح في الفرار عائدًا إلى الأردن).

وخلُص الموقع إلى القول إنّ ما أسماه بالغموض الذي اكتنف القضية أحبط تعيين «بيكر» وأنهى حياته المهنية المرموقة، على حدّ تعبيره.

ويبقى السؤال المفتوح: هل الأردن على علمٍ بذلك؟ هل قامت هذه المملكة العربيّة بإحياء ذكرى الضابط الشهيد؟ لماذا يهتم (الإسرائيليون) بجنودهم وضباطهم، ونحن، ربمّا، لا نُعير لهم اهتمامًا. سؤال مفتوح.

  كلمات مفتاحية

وفاة أسطورة إسرائيل حربية