فؤاد عبدالحليم.. صديق «البنتاغون» في مصر وعراب «الرافال»

الاثنين 5 ديسمبر 2016 08:12 ص

ثان أقدم رجل في المجلس العسكري المصري، خبير في شئون المساعدات العسكرية، قريب من جنرالات «البنتاغون»، الرجل الأقوى والغامض داخل المؤسسة العسكرية للبلاد، مهندس رحلات «الورقة البيضاء»، وأحد أبرز الشخصيات التي تحكم مصر خلف الكواليس.

الجنرال «فؤاد عبد الحليم»، مساعد وزير الدفاع المصري لشؤون التسليح، الشخصية البارزة التى تترأس دائما الجلسات «المغلقة» بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين، ونظرائهم المصريين.

إنه الرجل الذي تمر عبره كل الصفقات الأمريكية لمصر منذ 20 عاما، والذي لم يترك منصبه منذ 20 عاما، والرجل الذي يعرف عن ظهر قلب كل وزراء الدفاع والخارجية و مديري «السي أي إيه» الأمريكان منذ عهد «بوش الأب»، والرجل الذي لم يستطع «محمد مرسي» الإطاحة به، فهو حلقة الوصل بين الجيش المصري والإدارة الأمريكية، بحسب «المرصد العربي للحقوق والحريات».

صنفته مجلة «تايم» الأمريكية عام 2012 واحدا من أهم وأقوى جنرالات المجلس العسكري، قالت إنه «أهم خبير في شئون المساعدات العسكرية وله القدرة على تذكر كل التفاصيل المتعلقة بها».

«الورقة البيضاء»

هو المهندس الذي أدار ما يسمى بزيارات «الورقة البيضاء» إلى واشنطن، تلك الزيارات التي تنطوي على مزيد من الضغوط لتحقيق الأولويات المصرية، وخلالها يقرأ الجنرالات هذه الأوراق بعناية ويردون بشكل شخصي على تعليقات المشرعين الأمريكيين التي يرونها على مدار العام ويريدون الاعتراض عليها.

وتعقد لقاءات «الورقة البيضاء» بواشنطن، مرتين سنويا لمراجعة العلاقات المصرية الأمريكية، وفي الأغلب يترأس الوفد المصري الجنرال «عبدالحليم».

يقول «جويل روبين»، المسئول السابق عن شئون مصر بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الجنرالات اعتادوا أن يطلبوا دائما تحديث أسلحتهم كجزء من الحزمة التي يحصلون عليها، وكانوا يتطلعون دائما إلى التطوير، وهو ما كانت ترفضه أمريكا بسبب تعهدها لإسرائيل بعدم تقديم أسلحة أكثر تطوراً لمصر، مضيفا «إن الجنرالات لم يكونوا يريدون أبدا علاقة خصومة مع واشنطن.

كان لافتا ظهور اللواء «عبد الحليم» في صورة طيرتها وكالات الأنباء أثناء سلام حار مع وزير الدفاع الأمريكى السابق «تشاك هيجل» قبل عامين، حيث كشفت المصافحة الحميمية عن أن ما بين الرجلين ليس مجرد علاقات رسمية، فثمة صداقة موازية تبدو عميقة.

كتب عنه الناشط السياسي «أحمد جمال مهران»، معلقا على صورته مع «تشاك هاجل» وعدد من جنرالات المجلس العسكري في مصر، قائلا: «طبعا كلكم عارفين كويس اللي مش بيسلموا علي بعض هما المشير السيسي واللواء العصار، أما بقي اللي بيسلموا على بعض بحرارة فهما تشاك هاجل، وزير الدفاع الأمريكي واللواء فؤاد عبد الحليم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، ثان أقدم رجل في المجلس العسكري».

صفقة «الرافال»

اللواء «فؤاد عبد الحليم»، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وله خبرة واسعة في مجال التسليح العسكري، ويحتفظ بعلاقات رفيعة المستوى مع الجنرالات الأمريكيين، وتصفه دوائر صنع واتخاذ القرار العسكري في العالم بـ«الرجل القوي».

أنهى صفقة المقاتلات الفرنسية «رافال»، العام الماضي، والتي تحصل مصر بمقتضاها على 24 مقاتلة فرنسية، وتمثلت مهمة «عبدالحليم» في التقييم الفنى للطائرات الفرنسية ومدى ملاءمتها للمهمات والمتطلبات العسكرية المصرية، وتحديد الجدول الزمنى لتسلمها، ما يجعله كلمة السر في إنجاح الصفقة مثلما كان كلمة السر في كل صفقات السلاح خلال السنوات الماضية، بحسب «البوابة نيوز» المقربة من أجهزة أمنية في البلاد. 

توجه إلى الصين، أغسطس/آب قبل الماضى، وذلك للاطلاع على أحدث الأسلحة الصينية، والاتفاق على الحصول على أنواع منها في مجالات عدة، خصوصا ما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوى والأنظمة الصاروخية، منها نسخ مطورة من الصواريخ المضادة للطائرات، وطائرات صينية الصنع من الجيل الرابع من طراز جيان 11 و«جي-11».

وفق رواية الكاتب الصحفي «مصطفى بكري»، عضو مجلس النواب المصري، خلال احتفالية تكريم المشير «حسين طنطاوي» وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقا، خلال فبراير/شباط الماضي، فإن «عبدالحليم» كان له دور بارز في تسمية «السيسي» وزيرا للدفاع في عهد «محمد مرسي»، بحسب صحيفة «المصريون».

يقول بكري «في 15 يوليو 2012، وصل المشير طنطاوي بطائرة هليكوبتر للجيش الثاني الميدانى وطالب من اللواء فؤاد عبد الحليم، واللواء إسماعيل عتمان، واللواء سامح صادق، واللواء ممدوح عبد الحق، أعضاء المجلس العسكري حينها تسمية وزير الدفاع المقبل ورئيس الأركان فاختاروا جميعا الفريق أول عبد الفتاح السيسي حينها وزيرا للدفاع والفريق صدقي صبحي رئيسا للأركان، ولم يكن اختيار المعزول محمد مرسي».

الرجل نادر الظهور إعلاميا، وهو صمام الأمان لنظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، يترأس وفود وزارة الدفاع، لبحث مجالات التعاون العسكري مع واشنطن والمعونة الأمريكية المقدمة للقاهرة.

المعلومات عن حياته الاجتماعية شحيحة للغاية، وتكاد لا تذكر، ولا يظهر الرجل إعلاميا في أي من وسائل الإعلام المصري أو الدولي، رغم خطورة المهام التي توكل إليه، ويصعب العثور على صور أو تصريحات متداولة له، ما يمنحه بقوة لقب «الرجل الغامض» و«الرجل القوي».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اللواء فؤاد عبدالحليم عبدالفتاح السيسي الجيش المصري صفقة الرافال البنتاجون