اتفاق مبدئي بين موسكو وواشنطن لإخراج المعارضة من حلب

الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 07:12 ص

كشفت موسكو عن اتفاق مبدئي مع واشنطن، حول عدة نقاط، تتعلق بخروج المقاتلين من حلب، محذرة من أن روسيا ستعتبر «كل من يرفض الخروج إرهابياً وهدفاً مشروعاً».

وقال وزير الخارجية «سيرغي لافروف» إن «هناك اقتراحات جديدة قدمتها واشنطن تنسجم مع موقفنا»، معرباً عن أمله في التوصل قريباً إلى اتفاق روسي- أميركي «ينهي قضية حلب ونص على خروج جميع المسلحين من المدينة».

وأوضح «لافروف» خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفيليبيني في موسكو أمس، أن بلاده تصر على أن الاتفاق «يجب أن ينص بوضوح على خروج جميع المسلحين، وسيتم التعامل مع من يرفضون الخروج، باعتبارهم إرهابيين».

وأضاف أن خبراء روسيين وأميركيين سيبدأون العمل في جنيف قريباً، من أجل إتمام صياغة الاتفاق، مؤكداً أمل موسكو في نجاح الجهود الجارية من أجل إنهاء قضية حلب، وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتابع: «سندعم الجيش السوري في عملياته ضد هذه العصابات المسلحة».

وأوضح «لافروف» أن نظيره الأميركي «جون كيري» اقترح مسارات معينة لخروج المسلحين من حلب ومواعد محددة لهذه العملية.

وسلم «كيري» اقتراحاته خلال لقائه «لافروف» في روما الجمعة الماضي، واعتبرها الوزير الروسي «منسجمة مع توجهاتنا».

وقال إن روسيا تنطلق من أن «الشركاء الأميركيين يتفهمون تماماً ما هي الخطوات المطلوبة من جانبهم ومن جانب حلفائهم الذين لهم تأثير على المسلحين في شرق حلب».

وقال إن الجانب الروسي «كان مستعداً لبدء المشاورات اليوم (أمس) لكن واشنطن طلبت تأجيل اللقاء ليومين»، متوقعاً انطلاقها اليوم أو غدا على أبعد تقدير، معرباً عن أمله في أن «تستغل واشنطن هذه المهلة لاستخدام كل القنوات المتاحة من أجل تنفيذ مهمة إخراج جميع المسلحين من حلب الشرقية».

وأكد في الوقت ذاته أن «وقف إطلاق النار مرتبط بتنسيق كافة التفاصيل المتعلقة بمسارات خروج المسلحين والسقف الزمني المحدد لتنفيذ الاتفاق».

في الوقت ذاته، حذر «لافروف» من أن طرح مشروع القرار الجديد حول حلب للتصويت في مجلس الأمن «ضار وغير بناء ولا ينسجم مع المشاورات الروسية- الأميركية لتسوية الأزمة».

ووصف طرح المشروع للتصويت بأنه «خطوة استفزازية»، موضحاً ان المشروع المقدم يتعارض مع المقاربات التي تنسقها موسكو وواشنطن حالياً بصفتهما الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا.

وأوضح «لافروف» سبب رفض روسيا للمشروع، باعتباره يتحدث «ليس عن خروج المسلحين، بل عن وقف فوري لإطلاق النار، من دون توجيه أي مطالب بهذا الشأن إلى المسلحين، بل يمهلهم 10 أيام ليحسموا موقفهم من نظام وقف إطلاق النار»، مشدداً على ثقة موسكو، بأن المسلحين «سيستغلون هذه المهلة لإعادة نشر قواتهم، وللحصول على التعزيزات، وهو أمر يعرقل تطهير حلب الشرقية من وجودهم».

وفي وقت لاحق، أمس، استخدمت روسيا والصين، حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار بشأن وقف الأعمال القتالية في مدينة حلب، والذي قدمته إسبانيا ومصر ونيوزيلندا.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، «فيتالي تشوركين»، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد لبحث المشروع، أن روسيا صوتت ضد الوثيقة لأنها لا تتحدث عن خروج المسلحين من حلب.

وفي وقت سابق اليوم، نفى «محمد علوش» عضو المكتب السياسي بـ«جيش الإسلام»، أحد الفصائل السورية المعارضة، وكبير المفاوضيين السوريين السابق، التوصل إلى اتفاق تسوية بشأن حلب.

وقال إنه «من المبكر الحديث عن تسوية مع موسكو وواشنطن حول حلب».

وكانت صحيفة «الحياة»، كشفت عن ظهور عقد إضافية إلى جدول مفاوضات أنقرة بين فصائل حلب والجيش الروسي برعاية تركية التي يمكن أن تسفر عن «صفقة شرق حلب مقابل مدينة الباب».

جاء ذلك إثر إعلان موسكو، أن واشنطن موافقة على «خروج جميع المسلحين» من شرق حلب ورد بعض الفصائل بتفضيل «الموت في أرض المعركة» وانقضاض «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا) على مقرات فصائل أخرى بينها «جيش الإسلام».

وكانت المفاوضات بين كبريات فصائل «جيش حلب» والجيش الروسي بغياب مباشر لإيران واستبعاد للجانب الأمريكي، تتأرجح بين التقدم والمماطلة.

وكانت تتناول خروج عناصر «فتح الشام» ومن بايعها مقابل إعلان هدنة وإدخال مساعدات إنسانية بإدارة المجلس المحلي في حلب وتعهد روسي بعدم دخول القوات النظامية والميليشيات الإيرانية تحديدا إلى شرق حلب.

ومنذ أكثر من أسبوع، فر ما لا يقل عن 50 ألف شخص من سكان الأحياء الشرقية للمدينة التي كانت تضم نحو 250 ألفا، وتوجهوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.

وقتل مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام في منتصف نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.

وسيطرت قوات تابعة لنظام «بشار الأسد»، التي تساندها ميليشيات عراقية وأفغانية و«حزب الله» اللبناني، على أجزاء كبيرة من القسم الشرقي من حلب، وقدرت وزارة الدفاع الروسية أن تلك القوات سيطرت على نصف مساحة الأحياء الشرقية.

في الوقت الذي قال المرصد السوري، إن قوات النظام باتت تسيطر على نحو 60% من الأحياء الشرقية، وتأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد.

وقال قادة ميدانيون في المعارضة السورية المسلحة، إن قوات النظام وحلفاءه اجتاحوا جزءا من المناطق المحاصرة في حلب، بعدما استقدموا تعزيزات كبيرة، وبعد قصف جوي ومدفعي عنيف ومتواصل على مدى أسبوعين.

ولمدينة حلب أهمية بالغة للمعارضة السورية التي سيطرت على أجزاء منها لأول مرة عام 2012، وتنذر خسارتها بانقلاب كامل في الوضع الميداني لمصلحة النظام، خاصة أن فصائل المعارضة تخسر بالتوازي مناطق في أرياف دمشق وحمص وحماة واللاذقية وغيرها.

وحلب هي أكبر مدينة في سوريا، وهي عاصمة محافظة حلب التي تعد أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان، كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام، وتقع شمال غربي سوريا على بعد 310 كيلومترا من دمشق.

  كلمات مفتاحية

حلب موسكو واشنطن لافروف كيري المعارضة سوريا