صحيفة تتبع «حزب الله»: 200 خبير عسكري مصري في سوريا لدعم «الأسد»

الأربعاء 7 ديسمبر 2016 09:12 ص

قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، إن عدد الخبراء المصريين على الأراضي السورية، قد يصل إلى حدود الـ200 خبيرا مع نهاية العام الحالي.

وأشارت في تقرير لها اليوم، إنه من المتوّقع في الأيام المقبلة، أن تصل إلى ميناء طرطوس العسكري على متن قطعة عسكرية بحرية مصرية، كتيبة هندسية من الجيش المصري، مهمّتها نزع الألغام والعبوات الناسفة لتبدأ أولى مهماتها في أحياء حلب، التي سيطرت قوات نظام «بشار الأسد» على 60% من قراها الشرقية، وذلك بالتعاون الكامل مع قوات بشار وروسيا.

ولفتت الصحيفة، التابعة لـ«حزب الله»، الذي يقاتل بجانب قوات «الاسد» في سوريا، إلى انتقال في بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مجموعة من الضّباط المصريين، الأمنيين والعسكريين، في سياق برنامج تعاون عسكري أمني بين البلدين هدفه مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات، برعاية روسية مباشرة.

جاء هذا التحرك، عقب زيارة رسمية، قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء «علي مملوك» على رأس وفد من كبار ضباط الاستخبارات السورية إلى مصر، ولقائهم نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء «خالد فوزي» منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

انتشار واسع

وبحسب معلومات الصحيفة، فإن الخبراء الأمنيين والعسكريين موزّعون على أكثر من مركز تنسيق، بدأت في رئاسة الأركان السورية في دمشق وفي قاعدة حماه الجويّة، وتوسّعت مؤّخراً لتشمل قاعدة حميميم الجويّة، ومطار «التي فور» في ريف حمص الشرقي.

كما ينتشر مجموعة من المستشارين الأمنيين والعسكريين في عدد من غرف العمليات العسكرية السورية، من درعا إلى حماه إلى جورين في منطقة سهل الغاب.

ويعمل الضبّاط السوريون والمصريون، بحسب مصادر الصحيفة، على تبادل الخبرات في ما بينهم، وخاصة نقل خبرات الجيش السوري في مكافحة الإرهاب بشكل مباشر إلى غرف عمليّات الجيش المصري التي تخوض معارك ضدّ الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.

ولفتت المصادر، إلى أنه تم رفع مستوى التنسيق والتعاون المصري السوري عسكريّاً وأمنياً في زيارة قام بها أحد أبرز الضّباط الأمنيين المصريين لـ«مملوك»، ضمن وفد مصري يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عبر طائرة خاصة، حطّت في مطار دمشق الدولي.

ودام الاجتماع بين المسؤولين الأمنيين في البلدين، لمدّة تزيد على 4 ساعات، جرى خلالها بحث التنسيق الأمني، وإمكان إنشاء مركز استطلاع مشترك في مطار «التي فور» القريب من المناطق التي يحتلها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي نهاية الشهر الماضي، كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من جماعة «حزب الله» إن 18 طياراً مصريا بدأوا العمل في قاعدة «حماة» الجوية، غربي سوريا، منذ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، فضلا عن وجود وعود مصرية بإرسال قوات كبيرة إلى سوريا بعد الـ23 من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، نقلا عن مصادر عربية وسورية وصفتها بـ«المطلعة».

وبهذه الخطوة اعتبرت الصحيفة أن «القفزة الصغيرة التي تحتاجها العلاقات السورية المصرية كي تعود إلى طبيعتها»، والتي تحدث عنها وزير الخارجية في النظام السوري «وليد المعلم»، قد تكون حدثت، وتنتظر تكريساً قريباً مع وصول ديبلوماسي مصري رفيع إلى دمشق، قد يكون وزير الخارجية «سامح شكري» أو أحد كبار مساعديه.

«السفير» كشفت أيضا أنه في مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ منتصف أكتوبر/ كانون الأول الماضي، ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات.

وأوضحت، نقلاً عن مصادر مطلعة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق.

تنسيق سياسي

صحيفة «الأخبار»، في تقريرها قالت إنه «إذا كان السقف السياسي المصري للتعاون مع سوريا والوقوف إلى جانب (الدولة السورية)، قد بدأ يتبلور ويرتفع، فإنه من المتوقّع أن يرتفع السقف السياسي المصري اتجاه دعم (الجيش والدولة السورية)، مع انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كامل إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب وإدارته الجديدة».

وأضافت: «بالنسبة لمصر، لم يعد ممكناً القبول بالمعادلات السياسية الحالية مع توسّع الإرهاب وانتشاره في المحيط المصري، بما يهدّد أمن مصر بشكل جدّي، وخصوصاً وسط الحديث عن إمكانية لجوء تنظيم الإخوان المسلمين إلى إشعال الساحة المصرية مجدّداً بعمليات أمنية قاسية»، بحسب الصحيفة.

وتابعت الصحيفة، بحسب مصادر لها: «كذلك لم يعد ممكناً ترك الساحة لأجهزة الاستخبارات التركية والقطرية للعب وحيدةً في سوريا والعراق، في ضوء معلومات تفصيلية عن دعم الدوحة لمعسكرات تدريب لإرهابيين مصريين في محافظة إدلب، التي تحوّلت إلى قاعدة تجمّع للجهاد العالمي، وانتقال هؤلاء إلى العمل الأمني الإرهابي في الميادين المصرية».

ونقلت الصحيفة أيضا عن مصدر دبلوماسي مصري، رفض الكشف عن هويته، إن التعاون بين الجيشين مستمر منذ ما قبل اندلاع الأزمة في سوريا، وأنه يأتي في السياق الطبيعي للتعاون بين جيشين هما في الأصل جيش واحد.

يشار إلى أنه سبق أن نفت وزارة الخارجية المصرية، وجود قوات لها في سوريا.

تناقض

الأداء المصري «الميداني»، بحسب الصحيفة، يبدو متناقضاً مع كون مصر واحدة من ثلاث دول تقدّمت قبل أيام، بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بوقف القتال في مدينة حلب، من دون إخراج المسلحين من الأحياء الشرقية.

لكن سرعان ما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً فجر أمس، عبّرت فيه عن استيائها من إصرار بعض الدول على طرح مشروع القرار على التصويت، من دون استكمال النقاش بشأنه، وذلك بعد استخدام روسيا والصين، حق الفيتو لرفض القرار.

والشهر الماضي، أعلن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، صراحة، أنه يدعم «الجيش السوري» التابع لنظام «بشار الأسد».

وأوائل الشهر الماضي، أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام «الأسد» قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.

وقالت «صفحة أخبار طرطوس»، الموالية لنظام «الأسد»، إن بعض الجنرالات المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروسية في القاعدة المنشأة حديثاً.

وأكدت أن الضباط المصريون جلبوا معهم بعضاً من الأسلحة والذخائر في إطار دعم «السيسي» لـ«الأسد».

وانفرد «الخليج الجديد» سابقا بنبأ زيارة وفد العسكريين المصريين إلى سوريا.

وآنذاك، أوضحت المصادر أن الزيارة تأتي بعد أيام من وصول عتاد عسكري وذخائر إلى  قوات «الأسد»، مشيرة إلى أن مصر أرسلت سفينة محملة بذخائر متنوعة يعود تاريخ صنعها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

الوكالة الإيرانية أضافت أيضا أن حكومتي «الأسد» و«السيسي» ستعلنان عن هذه التنسيقات رسميا في مستقبل ليس ببعيد، والتي ستكون قائمة بينهما بهدف ما أسمته بـ«مكافحة الإرهاب».

وهذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على أسلحة مصرية بيد جيش «بشار»؛ فقد سبق وأن حصلت المعارضة في سنوات الثورة السورية على صواريخ «صقر» المصرية التي تنتجها «الهيئة العربية للتصنيع» التابعة للقوات المسلحة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا حزب الله بشار الاسد حلب أسلحة